تفيد شبكة القرار في اختيار الحلول المثلى للمشكلات التجارية المعقدة، وهي تمكِّن العاملين من تحليل الخيارات المتاحة والبدائل المحتملة بموضوعية، وزيادة إنتاجية العمل. يبحث المقال في تعريف شبكة القرار، وفوائد استخدامها، والحالات التي تستدعي تطبيقها، كما يقدم 7 خطوات لإنشائها، ويرفق مثال عملي يوضح طريقة الاستفادة منها.

تعريف شبكة القرار

شبكة القرار هي أداة تساعد محللي الأعمال، وقادة الشركات، ومديري المشاريع، وغيرهم من أصحاب المصلحة في تقييم الخيارات المتاحة واتخاذ القرار النهائي بدقة وموضوعية، مما يسهم في الإنتاجية.

تُعرَف هذه الأداة بمسميات أخرى، يُذكَر منها:

• مصفوفة انتقاء المشكلة.
• نموذج تقييم المعايير.
• مصفوفة الانتقاء.
• تحليل الفرص.
• "مصفوفة بيو" Pugh Matrix)).
• نظرية المنفعة متعددة الخصائص.
• مصفوفة المشكلات.
• تحليل الشبكة.
• مصفوفة المعايير.

فوائد استخدام شبكة القرار

تساعد شبكة القرار في تحليل الخيارات المختلفة وترتيبها بحسب الأولوية في الحالات المعقدة. في ما يلي، أبرز الفوائد التي توفرها هذه الأداة:

• تقليص مدة عملية اتخاذ القرار: تختصر طريقة شبكة القرار الوقت والجهد اللازمين لاتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل، مما يمكِّنك من التركيز على مهام ومسؤوليات أخرى، وتحسين إنتاجيتك.
• توضيح الخيارات: تساعد هذه الشبكة في تحديد الخيارات المتاحة، مع إمكانية تعديلها أو إضافة تفاصيل تزيد دقتها.
• تخفيف إجهاد القرار: تنتج حالة إجهاد القرار عن اتخاذ عدد كبير من القرارات المتتالية خلال وقت قصير. تسهم شبكة اتخاذ القرار في تخفيف هذا النوع من الإجهاد من خلال ترشيد الطاقة الذهنية المستخدمة في تحليل الخيارات.
• تعزيز الموضوعية في عملية اتخاذ القرار: تقلل شبكة القرار من الاعتماد على الآراء، والمشاعر، والتحيزات الشخصية عند اتخاذ القرارات، مما يساعد في التركيز على العوامل والبدائل الأهم بموضوعية.
• خفض مستويات التوتر: ترتفع مستويات التوتر نتيجة التردد المصاحب لعملية اتخاذ القرار، ولكن تساعد طريقة شبكة القرار في تخفيف هذا التوتر من خلال تقديم منهجية عمل منطقية تساعد في اتخاذ قرار نهائي وحاسم.

الحالات التي تستدعي استخدام شبكة القرار

يستخدم مديرو الشركات، وقادة المشاريع، وغيرهم من أصحاب المصلحة شبكة القرار في عديد من المسائل التجارية، وخاصة عندما تكون الخيارات الممكنة كثيرة وثمة معايير محددة للتقييم، ويُذكَر من أبرز تطبيقاتها اتخاذ القرارات المتعلقة بالإجراءات، والمنتجات، والخدمات الجديدة على سبيل المثال.

طريقة إنشاء شبكة اتخاذ القرار

في ما يلي، 7 خطوات يمكنك اتباعها لإنشاء شبكة اتخاذ القرار:

1. تحديد معايير التقييم

تقتضي الخطوة الأولى تحديد العوامل التي تؤثر في قرارك، وهي تختلف تبعاً لطبيعة المسألة، وظروفها، والمعايير المتعلقة بها. على سبيل المثال، إذا كنت بصدد اختيار تقنية جديدة لحل المشكلات، فقد تشمل المعايير الممكنة: ميزانية الشركة، والاستراتيجيات الحالية، ومدة التدريب المطلوبة.

2. إنشاء جدول

ارسم جدول تمثل فيه الصفوف الخيارات المتاحة، والأعمدة العوامل المؤثرة في القرار، وأضف صف وعمود إضافيين مخصصين للحسابات النهائية.

سمِّ الصف الإضافي "أوزان العوامل"، والعمود الإضافي "إجمالي النقاط الموزونة".

على سبيل المثال، إذا كنت تفكر في تطوير منتج جديد، فاكتب في كل صف اسم منتج مُقترَح، واستخدم الأعمدة لتدوين العوامل المؤثرة في القرار، مثل احتياجات السوق، وتكلفة التطوير، وتوفر الموارد، ثم أضف صف وعمود لإجراء الحسابات المطلوبة.

3. منح كل خيار درجة تقييم

قيِّم الخيارات المُدرَجة في صفوف الجدول، بحسب تأثرها بالعوامل الموجودة ضمن الأعمدة باستخدام مقياس من 0 إلى 5. يمثل الرقم 5 أعلى تقدير، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تقيِّم الخيارات من ناحية زمن التنفيذ، فسيحصل الخيار الأسرع على التقييم 5.

لا يُشترَط أن تعطي كل خيار درجة مختلفة؛ أي يمكن أن تتساوى التقييمات في بعض الحالات.

4. تحديد أهمية كل معيار

قيِّم أهمية كل عامل بالنسبة للقرار النهائي على مقياس من 0 إلى 5؛ إذ تمثّل هذه الأوزان درجة التأثير النسبي لكل عامل في عملية اتخاذ القرار، حتى لو كان نوعي وليس كمي. لا مانع من تطابق الوزن العددي بين مجموعة من العوامل، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأوزان المخصصة للمعايير تختلف عن الدرجات التي منحتها لكل خيار في الخطوة السابقة.

على سبيل المثال، لنفترض أنك بصدد تحديد المؤتمر المهني الأنسب لإيفاد مجموعة من موظفيك إليه، ولتكن الخيارات المتاحة مؤتمرات بوسطن، وشنغهاي، وبورتلاند. لنفترض أنَّ أحد المعايير الرئيسة هو سهولة الوصول إلى موقع المؤتمر، أي تمثل الدرجة 5 الموقع الأسهل من ناحية السفر. في ما يلي، نبذة عن الجدول المُقترَح في هذه الحالة:

ثمة عوامل إضافية مثل تكلفة حضور المؤتمر، والفائدة التي يقدمها للموظفين، وانقطاعهم عن مسؤولياتهم اليومية، فإذا افترضت أنَّ هذه العوامل أهم بالنسبة لقرارك النهائي، يمكنك منح معيار "سهولة الوصول" وزن منخفض وليكن 2، بينما تمنح باقي المعايير أوزان أعلى؛ لأنَّ تأثيرها أعمق في القرار النهائي.

5. إجراء العمليات الحسابية

تُحسَب النقاط الموزونة عن طريق ضرب درجة كل خيار بالوزن المخصص لكل عامل، أو بمعنى آخر، ضرب الرقم الموجود في كل خلية من الصف (الخيار) بالرقم الموجود في العمود (وزن العامل).

الصيغة المستخدمة في هذه الخطوة هي:

درجة الخيار × وزن العامل = النقاط الموزونة لكل عامل مع كل خيار

يساعد حساب النقاط المرجحة في تقدير أهمية كل عامل بالنسبة للخيارات المتاحة.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تسعى إلى تحسين الإنتاجية، وتدرس 3 خيارات: طريقة "أ"، وطريقة "ب"، وطريقة "ج"، ومن بين العوامل المؤثرة في القرار: مدة تدريب الموظفين، والتكلفة. قد تبدو هذه الجزئية من الجدول كما يلي:

 في ما يلي، طريقة إجراء الحسابات:

6. جمع النقاط الموزونة

يُحسَب إجمالي النقاط الموزونة لكل خيار عن طريق جمع القِيَم التي حصلت عليها في كل صف، وهو في حالة الطريقة "أ" يساوي 16، وفي "ب" يساوي 24.

7. تحديد الخيار الأمثل

الخيار الأمثل هو الذي يحقق أعلى إجمالي نقاط موزونة، وذلك بناءً على المعايير التي حددتها.

يُفضَّل أن تعيد إنشاء شبكة القرار إذا لم تقتنع بالخيار الذي يحقق أعلى درجة، وعندها ينبغي أن تعيد النظر في التقييمات التي منحتها لكل خيار ومعيار. فربما تدرك بعد الانتهاء من الشبكة أنَّ بعض المعايير كانت أعلى أو أقل أهمية مما كنت تظن في البداية.

مثال عن شبكة القرار

في ما يلي، مثال عملي يوضح خطوات إنشاء شبكة اتخاذ القرار:

على فرض أنك تحاول تحديد الخدمة الجديدة التي ينبغي لشركتك المتخصصة في التسويق تقديمها لعملائها. الخيارات الأساسية المطروحة هي: التسويق على منصات التواصل الاجتماعي، والتسويق باستخدام مقاطع الفيديو، والتسويق من خلال الفعاليات. أما العوامل الرئيسة التي تؤثر في القرار، فهي: احتياجات السوق المستهدف، والجدوى الاقتصادية، والإيرادات المحتملة من الخدمة الجديدة.

في ما يلي النموذج الأولي لجدولك:

ابدأ الآن بتقييم كل خيار على مقياس من 0 إلى 5؛ إذ يمثّل الرقم 5 أعلى درجة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أنَّ السوق المستهدف يهتم بالتسويق باستخدام مقاطع الفيديو أكثر من الخيارين الآخرين، فسيحصل خيار مقاطع الفيديو على درجة أعلى ضمن هذا العامل.

حدِّد بعد ذلك أهمية كل عامل في اتخاذ القرار النهائي، باستخدام مقياس من 0 إلى 5.

 والآن حان وقت حساب النقاط الموزونة، وذلك بضرب تقييم كل خيار في الوزن المخصص لكل عامل.

اجمع الأوزان في كل صف لحساب إجمالي النقاط الموزونة.

وبناءً على نتائج الجدول، فإنَّ التسويق باستخدام منصات التواصل الاجتماعي هو الخيار الذي حصل على أعلى إجمالي نقاط موزونة وهو 44 نقطة. يشير هذا، وفقاً لشبكة اتخاذ القرار، إلى أنَّ الأنسب لشركتك هو إطلاق خدمة تسويق على منصات التواصل الاجتماعي.

في الختام

تفيد شبكة القرار في المفاضلة بين الخيارات المتاحة، وتقييمها بدقة، وانتقاء الأنسب من بينها، وقد شرح المقال تعريف هذه التقنية، وخطوات تطبيقها، وقدم مثال مُفصَّل يوضح كيفية الاستفادة منها.