blog-details

9 استراتيجيات للتغلب على المماطلة وتحسين التركيز والإنتاجية

دعونا نواجه الأمر، نحن لا نرغب أحياناً في القيام بالأشياء التي نعلم أنَّنا نحتاج إلى القيام بها، وهذا شيء مألوف، إذ تبدو لنا المهمة شاقة، أو مملة، أو ببساطة أقل جاذبية من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة حلقة من برنامجنا التلفزيوني المفضل.

نحن نعلم أنَّ تأجيل المهمة إلى وقت لاحق يؤدي إلى تراكم المهام، وإحساس غامر بالقلق، ولكنَّنا نؤجِّلها على أي حال، ولحسن الحظ، التغلب على المماطلة أمر ممكن، وسنخبرك في هذا المقال كيفية تحقيق ذلك.

ما هي المماطلة؟

المماطلة هي تأخير شيء ما أو تأجيله، وليكن مهمة أو مسؤولية أخرى، ومعظمنا يفعل ذلك، إذ نقول إنَّنا سننجز المهمة لاحقاً ولكنَّنا لا نفعل ذلك أبداً، ونلجأ إلى هذه العادة عادةً عندما تكون لدينا مهام مملة أو بغيضة أو صعبة.

ربما تؤجل العمل الممل أو الواجبات المدرسية حتى آخر لحظة ممكنة، أو ربما تؤجل الأعمال المنزلية، وتتركها تتراكم مع مرور الأيام حتى تضطر إلى القيام بها، وفي بعض الأحيان، نماطل في مسائل على قدر كبير من الأهمية، مثل تجنُّب اتخاذ قرارات حاسمة على أمل أن تحل الأمور نفسها بنفسها بطريقة ما.

عندما نماطل، فإنَّ ما نفعله هو تجنب مواجهة ما نخشاه أو ما يُخل بسلاسة تدفق عملنا، ولا تتعلق المماطلة بالكسل، فهي سلوك نمارسه لتجنب الشعور بالضيق أو القلق المرتبط بمهام معينة، ومع أنَّها توفر لنا إحساساً مؤقتاً بالراحة النفسية، فإنَّها لا تعفينا من إنجاز المهام مهما أجَّلناها، إذ تبقى هذه المهام مصدر قلق لنا حتى ننجزها أخيراً.

فهم حلقة المماطلة

المماطلة ليست مجرد حدث يحدث مرة واحدة، بل حدث يتحول في الغالب إلى حلقة يصعب كسرها، وعادة ما تبدأ هذه الحلقة باتخاذ قرار تأجيل مهمة ما، ومع ذلك، مع مرور الوقت، يتحول ما كان في يوم من الأيام كرة ثلج صغيرة من التأخير إلى جبل جليدي من القلق والتوتر، وفهم هذه الحلقة ضروري للتحرر من عادة المماطلة، فإذا تمكنت من إيجاد طريقة لبناء الوعي الذاتي، فيمكنك معرفة متى ولماذا تماطل.

قد يساعدك طرح بعض الأسئلة التأملية على نفسك على استيضاح المسألة أكثر، مثل:

  • ما هي المهام التي تؤجلها عادة؟
  • ما هي المشاعر أو المخاوف المرتبطة بهذه المهام؟
  • هل تلاحظ وجود نمط معين عندما تميل إلى تأجيل المهام؟

عندما نفهم التداخل بين المماطلة المزمنة والخوف، يمكننا تزويد أنفسنا بالمعرفة اللازمة للتغلب على المماطلة.

كيف تبدو حلقة المماطلة في الحالة النموذجية؟

  1. تجنُّب المهام: تبدأ الحلقة عندما تتجنب مهمة تبدو مزعجة أو مرهقة، فقد تقول إنَّك ستنجزها لاحقاً، وهذا يؤدي إلى نقل الفكرة إلى عقلك الباطن ووضع المهمة في قائمة الانتظار.
  2. الراحة قصيرة الأمد: في البداية، يؤدي تجنب المهمة إلى شعور بالارتياح كونك غير مضطر للتعامل معها في تلك اللحظة.
  3. زيادة التوتر والقلق: مع اقتراب الموعد النهائي أو مع تراكم المهام، يتفاقم التوتر والقلق وتبدو المهمة أصعب من ذي قبل.
  4. حافة الأزمة: في نهاية المطاف، يجبرك القلق أو إلحاح الموعد النهائي على اتخاذ إجراء، وهذا يؤدي غالباً إلى التسرع في العمل أو اتخاذ قرارات طائشة أو حتى مزيد من التوتر والإرهاق.
  5. الندم والشعور بالخجل: بسبب العمل المتسرع، قد لا ترتقي النتيجة إلى مستوى معاييرك أو معايير الآخرين، وهذا يؤدي إلى الندم والتعهد بعدم المماطلة مرة أخرى، ولكن، دون استراتيجية لكسر هذه الحلقة، من السهل العودة إلى العادات القديمة عندما تواجه مهمة صعبة أخرى.

إنَّ كسر حلقة المماطلة لا يحدث بين عشية وضحاها، فهو يتطلب تنمية الوعي الذاتي، ووضع الاستراتيجيات المناسبة، والانضباط الذاتي، وفيما يأتي 9 استراتيجيات للتغلب على المماطلة وتحسين التركيز والإنتاجية:

1. توظيف تقنيات إدارة الوقت

صمِّم برنامجاً يومياً يناسبك بناءً على تقنيات إدارة الوقت مثل مصفوفة، فإذا كنت تواجه صعوبة في التركيز على العمل، فعليك بتقسيم وقتك عن طريق ضبط المنبه مدة قصيرة من الوقت وأخذ قسط من الراحة بعد ذلك، فقد تساعد هذه الأساليب على تنظيم وقتك على وجه أفضل، وعلى زيادة حدة التركيز، وجعل المهام تبدو أسهل.

2. تطبيق قاعدة الدقيقتين

قاعدة الدقيقتين هي استراتيجية بسيطة للتغلب على المماطلة، وتشير إلى أنَّه إذا كانت المهمة تتطلب أقل من دقيقتين، فيجب عليك إنجازها على الفور بدلاً من تأجيلها، وهذه القاعدة مفيدة للمهام الصغيرة التي يمكننا إنجازها بسرعة ولكنَّنا غالباً ما نؤجلها، مثل غسل الأطباق وترتيب السرير، وما أشبه ذلك.

3. ممارسة الانضباط الذاتي

لا يعني الانضباط الذاتي إرغام نفسك على القيام بالأشياء التي لا تريد القيام بها في قائمة مهامك؛ فبدلاً من ذلك، حاول ممارسة الانضباط الذاتي بإعداد قرارات مدروسة (الأهداف التي تريد تحقيقها بحق) والعمل عليها باستمرار، وبمرور الوقت، قد تساعد هذه الممارسة على تدريب عقلك والحد من الميل إلى المماطلة.

4. الحد من مصادر التشتيت

حدِّد مصادر التشتيت الشائعة لديك وابحث عن طرائق للتخلص منها أو تقليلها، فقد يعني هذا إيقاف تشغيل الإشعارات على هاتفك أو تخصيص مكان للعمل، ويمكنك أيضاً استخدام موسيقى هادئة لتفادي الضوضاء المشتتة للانتباه.

5. تقسيم المهام المعقدة إلى خطوات صغيرة يمكن التحكم فيها

قسِّم المهام المعقدة إلى مهام أصغر يمكن التحكم فيها، وهذا جزء أساسي لوضع الأهداف الشخصية القابلة للتحقيق، وأنجز مهمة واحدة صغيرة تلو الأخرى لتقليل الضغط المرتبط بالمهام الكبيرة.

6. مكافأة نفسك على المكاسب الصغيرة

احتفِ بإنجازاتك مهما كانت صغيرة، قد تحفزك المكافآت على الاستمرار والحد من المماطلة.

7. ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية والاسترخاء

مارس تقنيات اليقظة الذهنية مثل التنفس والتأمل الواعي لتخفيف التوتر والقلق اللذين يسهمان في تحفيز المماطلة.

8. اختيار شريك للمساءلة

إذا كنت تحتاج إلى من يحاسبك، فلا تتردد في أن تطلب من الأصدقاء أو العائلة أو المهنيين أن يكونوا شركاء في المساءلة إذا كانت المماطلة تؤثر تأثيراً كبيراً في حياتك، فقد يساعدك الحصول على هذا الدعم والتشجيع من الآخرين على التوقف عن المماطلة، ويمنحك أفكاراً أو أدوات للتكيف.

9. المراجعة والتعديل

راجع الاستراتيجيات التي تناسبك وعدِّلها حسب الضرورة، فيستغرق التغلب على المماطلة وقتاً طويلاً، ومن الطبيعي أن تستمر في تعديل نهجك في أثناء المضي قدماً.

الأسئلة الشائعة

كيف أكف عن المماطلة؟

تبدأ عملية الكف عن المماطلة بالوعي الذاتي، فأولاً، اعرف متى تماطل وما هي المهام التي تؤجلها عادة، وبعد ذلك، حدِّد المشاعر أو المخاوف المرتبطة بهذه المهام، فيعد استخدام تقنيات إدارة الوقت، وتقليل مصادر التشتيت، وتقسيم المهام المعقدة إلى مهام يمكن التحكم فيها، من الاستراتيجيات الفعالة للحد من المماطلة، وكذلك تسهم مكافأة نفسك على الإنجازات وممارسة الانضباط الذاتي في التغلب على المماطلة، فيتعلق الأمر كله بالعثور على ما يناسبك والتعامل مع نفسك بلطف في أثناء تطبيق هذه الاستراتيجيات.

ما هو السبب الرئيس للمماطلة؟

للمماطلة أسباب عديدة، منها الخوف من الفشل، أو تدني احترام الذات، أو السعي للكمال، أو قلة الاهتمام، أو صعوبة المهمة، أو الاضطرابات مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقد تكون أيضاً وسيلة لتجنب الانزعاج أو القلق المرتبط بمهام معينة، فيساعدك فهم الأسباب التي تدعوك للمماطلة على إيجاد الحل المناسب، ولكن هذا الحل لا يناسب الجميع كون كل شخص لديه أسباب مختلفة للمماطلة.

ما هي الخطوات السبع لعلاج المماطلة؟

المماطلة ليست مرضاً يجب علاجه، ولكنَّها عادة يمكنك التغلب عليها عبر سلسلة من الخطوات، مع أنَّ العدد الدقيق للخطوات قد يختلف باختلاف الأساليب، ومنها:

  • الوعي: اكتشف عادات المماطلة لديك وحدد المهام التي تميل إلى تأخيرها.
  • الفهم: ابحث في الأسباب الكامنة وراء المماطلة، مثل الخوف من الفشل أو عدم الاهتمام.
  • تحديد الأولويات: رتِّب المهام بحسب أهميتها وإلحاحها.
  • إدارة الوقت: استخدِم تقنيات إدارة الوقت لتنظيم وقتك بكفاءة.
  • تقسيم المهام: قسِّم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة يمكن التحكم فيها.
  • نظام المكافآت: كافِئ نفسك على إكمال المهام وتحقيق الأهداف المرحلية.
  • المراجعة والتعديل: فكر في الاستراتيجيات الناجحة وعدِّل نهجك بحسب الحاجة لمواصلة إحراز التقدم.

في الختام

يبدأ التغلب على المماطلة بالوعي الذاتي وفهم دوافعنا، فمن خلال استراتيجيات مثل إدارة الوقت، وممارسات اليقظة الذهنية، والحد من مصادر التشتيت، وتقسيم المهام الكبيرة، يمكننا كسر حلقة المماطلة، ولكن علينا أولاً أن نتحلى بالصبر في أثناء تطبيق هذه الاستراتيجيات لاختيار أنسبها لنا.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025