من الاستثمار الذكي إلى الإنجاز: كيف توظف وقتك ومهاراتك لتحقيق أهدافك؟
نرغب جميعاً بامتلاك مزيد من الوقت أو الطاقة أو المهارات لتأمين مصدر دخل إضافي وتحقيق أهدافنا المالية، ولكنَّ هذه الرغبة تتلاشى وتضيع في زحام الحياة اليومية الذي يتفاقم بمرور الوقت، ولكن بالمقابل، ثمة أشخاص يزدهرون في مسيرتهم المهنية، ويديرون عدة مشروعات جانبية، بينما يعيشون حياة مليئة بالرضى في الوقت نفسه، والمفارقة أنَّهم يفعلون كل هذا في الـ 24 ساعة نفسها التي تمتلكها أنت، فلا بد أن نتساءل عمَّا يميِّز هؤلاء الأشخاص اللامعين عن غيرهم، ولحسن الحظ أنَّ الإجابة بسيطة، وهي الاستثمار، وإنَّهم يستخدمون قوة الاستثمار لكي يعيشوا الحياة التي يريدونها.
يناقش هذا المقال بعض الأفكار الهامة عن توظيف الاستثمار في تحسين جودة الحياة وتحقيق الأهداف.
تعريف الاستثمار
الاستثمار كلمة شائعة وخصيصاً على الإنترنت، فإذا أردنا تحليل الكلمة لغوياً فهي مصدر للفعل الثلاثي ثَمَرَ. يأتي الفعل ثَمَرَ في القاموس على الشكل الآتي: ثَمَرَ ثُموراً، وثَمَرَ الشجرُ: ظهر ثَمَرُه، والفعل اِستَثمَرَ: استثمرَ يستثمر، استثماراً، فهو مُستثمِر. اِسْتَثْمَرَ أَمْوَالَه: اِسْتَغَلَّهَا وَجَعَلَهَا تُثْمِرُ، وعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَثْمِرَ جُهُودَهُ َأنْ يَسْتَغِلَّهَا، ويُوَظِّفَهَا.
يُعرَّف الاستثمار في الحياة اليومية بأنَّه: "فن استخدام شيء تمتلكه في إنتاج شيء جديد أفضل منه"، وهو أيضاً القدرة على التأثير في النتائج وتحويلها لصالحك؛ أي يقتضي الاستثمار استخدام مواردك الحالية بما يحقق أفضل نتيجة ممكنة وتساعد على بلوغ الأحلام المرجوة، وأفضل ما في الاستثمار هو أنَّه يساعدك على العمل بذكاء؛ أي تضع جهداً ووقتاً أقل لتصل لنتائج أفضل.
الأنواع الرئيسية للاستثمار الذي يحدث أثرا في أعماقك
يوجد عدة أنواع من الاستثمار في الحياة يمكنك اعتمادها للحصول على النتائج المرغوبة وتحقيق الأهداف، وسنناقش فيما يأتي الأنواع الرئيسة للاستثمار التي يمكن أن تُحدث تأثيراً عميقاً في حياتك:
1. استثمار الوقت
يعني استثمار وقت الآخرين في إنجاز مهامك، مما يوفر لك مزيداً من الوقت لبقية الأعمال الهامة؛ إذ تستفيد من التكنولوجيا في أتمتة المهام اليدوية، أو تفوِّض جزءاً من أعمالك للآخرين لكي تستثمر وقتك على أكمل وجه.
2. استثمار الحياة الشخصية
يعني استخدام قوة الاستثمار في حياتك الشخصية وعلاقاتك لتحقيق معظم أهدافك، فيمكن تحقيق ذلك من خلال إحاطة نفسك بأشخاص يشاركونك اهتماماتك وبناء علاقات متينة معهم لكي تستفيد منهم في إنجاز بعض الأعمال.
3. استثمار المهارات
يعني استخدام مهاراتك أو طاقتك بطريقة تحصل بها على نتائج أفضل بأقل مجهود ممكن؛ إذ يمكنك تطوير المهارات الناعمة والاستمرار في اكتساب مزيد منها، فإذا كنت كاتباً مثلاً، يمكنك تعلم فن الكتابة الإعلانية أو التسويق من خلال البريد الإلكتروني لكي تحصل على فرص عمل جديدة، فإذا كان العائق الذي يفصلك عن الحياة التي تصبو إليها هو قلة الوقت أو الطاقة أو المهارات، فإنَّ استخدام قوة الاستثمار هو الخيار الأمثل بالنسبة لك، فيمكن أن يساعدك على تحويل إنجازات أهدافك وأحلامك إلى واقع دون تخصيص كثير من الوقت أو الطاقة.
كيف تعمل قوة الاستثمار؟
يعني الاستثمار توظيف مجهود أو وقت قليل في تحقيق نتائج بارزة، وهو يتطلب منك إمَّا أن تضاعف قدراتك أو تستخدم قدرات الآخرين لتحقيق أهدافك، فإذا أراد شخص ما الحصول على وظيفة مثلاً، يمكنه أن يطلب توصية من أحد معارفه، بالتالي يمكِّنه هذا من التفوق على المرشحين الآخرين وربما الحصول على الوظيفة إذا كان لديه المهارات الكافية، لم يفعل الشخص في هذا المثال شيئاً سوى استثمار علاقاته الشخصية في زيادة فرص الحصول على الوظيفة.
يعتمد مستثمرو البورصة على الاستثمار المالي، وذلك من خلال توظيف معرفتهم بالاستثمار والمال في سوق الأسهم والأدوات المالية الأخرى؛ إذ يساعدهم ذلك على كسب عوائد سنوية من استثماراتهم، ومضاعفة أموالهم بأدنى مجهود ممكن، فهُم فقط يستخدمون معرفتهم المالية ويستثمرون أموالهم، ويبذلون جهوداً صغيرة، ولكنَّ العوائد ضخمة.
لا يوجد مثال هنا أبلغ من المستثمر الشهير ورجل الأعمال "وارن بافيت" (Warren Buffett)؛ إذ وظَّف"بافيت" معرفته ومهاراته المالية في الاستثمار في سوق الأسهم، وقد أصبح المستثمر الناجح في العالم بثروة تتجاوز 100 مليار دولار.
هذه هي قوة الاستثمار التي تركز على شيء تملكه بالفعل (معارف - ونقود - ومعرفة بالمسائل المالية) وتستخدمه بذكاء لتحقيق الأرباح (وظيفة جديدة - وعائد على الاستثمار).
قوة الاستثمار
لا بد أنَّك أدركت الآن فعالية الاستثمار بكل أشكاله، إذا ما استُخدِمَ جيداً، فيمكن أن يغيِّر مجرى حياتك، وهذا ما يفعله معظم الأشخاص الناجحين.
يشمل هذا رجال الأعمال الذين تُقدَّر ثرواتهم بمليارات الدولارات والرؤساء التنفيذيين والسياسيين؛ إذ يستفيد معظم الأشخاص الناجحين من قوة الاستثمار في اكتساب المهارات، وبناء شبكة معارفهم، وإنجاز مهامهم، فهُم يؤثرون في الناس والظروف بأذكى الطرائق وأكثرها إنتاجية.
فيما يأتي 3 فوائد أساسية لحسن الاستثمار:
1. زيادة الإنتاجية
تُنجَز المهام بسرعة أكبر ووقت أقل عن طريق استثمار وقتك أو وقت الآخرين، سواء باستخدام التكنولوجيا أم توظيف أشخاص للعمل على أهدافك، بالتالي يعزز هذا الاستثمار إنتاجيتك وكفاءتك.
2. بناء الثروة
يعيدنا هذا إلى مثال "وارن بافيت"؛ إذ يمكن أن تستخدم مهاراتك ومعرفتك في تحقيق أقصى استفادة من استثماراتك، وهذا يساعدك على بناء الثروة مع الوقت.
3. تعزيز نموك الشخصي
تعزز قوة الاستثمار أيضاً نموك الشخصي، ويشمل هذا بناء العلاقات المفيدة أو التعلم من التجارب السابقة، فإنَّها تفتح الأبواب لفرص لم تكن تعرف بوجودها أصلاً.
الاستفادة من قوة الاستثمار في تحقيق الأحلام
ستعيش الحياة التي لطالما حلمت بها عندما تنوِّع استثماراتك، وهو ما يساعدك على تعزيز الإنتاجية والرضى، ولكن يجب أولا أن تلقي نظرة فاحصة شاملة لتحليل الوضع قبل أن تبدأ في استثمار الوقت أو المهارات أو العلاقات.
حلِّلْ مقدار القوة أو التأثير الذي تمتلكه بالفعل قبل محاولة الاستفادة من موقف ما؛ لأنَّه ليس بإمكان الجميع الاستثمار بالطريقة نفسها في الحياة. واستفِدْ من وقت موظفيك في تسريع وتيرة العمل إن كنت صاحب عمل، ولكنَّك لن تستطيع القيام بذلك إذا كنت متدرب في شركة ما، ويجب عليك في هذه الحالة استثمار مورد آخر تمتلكه لتعزيز نجاحك ونموك.
يستطيع الجميع استثمار شيء ما في حياتهم، بغض النظر عن نوع المورد الذي قد يختلف من شخص إلى آخر؛ لذا استثمِرْ مهاراتك إذا لم تكن بعد في مرحلة من حياتك تسمح لك باستثمار وقت أو مهارات الآخرين.
سنناقش فيما يأتي بعض الاستراتيجيات العملية للاستفادة من الاستثمار في الوصول إلى الحياة المنشودة:
1. استثمار الوقت والطاقة
يستثمر كل شخص ناجح تقريباً وقته أو وقت الآخرين لتحقيق أهدافه، والأمثلة متعددة يُذكَر منها رجلي الأعمال "بيل غيتس" (Bill Gates) و"إيلون ماسك" (Elon Musk) وكثيرون غيرهم. يعيِّن رجال الأعمال موظفين موهوبين وأكفاء لكي يستثمروا وقتهم ومهاراتهم في تحقيق أهداف العمل، ويُكلَّف هؤلاء الموظفون بإنجاز عدد من مهام القائد واتخاذ بعض القرارات نيابةً عنه، لكي يخصص مزيداً من الوقت للتركيز على مسائل العمل الهامة؛ لذا استثمِرْ وقتك وطاقتك في الأمور الضرورية.
يمكنك القيام بذلك من خلال عدة خطوات:
1.1. تفويض المهام
يساعدك تفويض المهام الرئيسة لمساعديك أو موظفيك أو حتى أفراد عائلتك على إنجاز الأمور بسرعة أكبر وتوفير الوقت. يساعدك التفويض أيضاً على تمكين موظفيك ومرؤوسيك، فهو يعزز إنتاجيتهم وفعالية العمل على مستوى الشركة، بالتالي تكرِّس طاقتك للأشياء التي تتطلب مهاراتك وانتباهك، مما يقيك من الإرهاق ويساعدك على تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية وعملك.
1.2. الاعتماد على التكنولوجيا والأتمتة
يعد استخدام التكنولوجيا وسيلة ممتازة لاستثمار الوقت وإنجاز العمل بسرعة أكبر، وتشير الأبحاث إلى أنَّ 70% من القادة، يقضون من 45 دقيقة إلى 3 ساعات في أداء مهام متكررة، بالتالي يمكن توفير جزء كبير من هذا الوقت من خلال أتمتة المهام اليدوية.
يوجد برامج لأتمتة البريد الإلكتروني مثلاً تساعدك على جدولة رسائلك وإرسالها تلقائياً، بالتالي يمكنك أيضاً استخدام تطبيقات تساعدك على تعزيز الإنتاجية وإنجاز مزيد من العمل في وقت أقل.
1.3. وضع إرشادات واضحة وخطط مستقبلية
يمكنك أيضاً استثمار الوقت بامتياز من خلال إنشاء دليل بسيط لعملية معيَّنة أو تحديد الأهداف والخطط للشهر القادم؛ إذ يمكن لرب العمل أو المدير إنشاء كتيِّب يتناول تفاصيل جميع المهام والإجراءات، ويوزعه على أعضاء الفريق لكي يتقيدوا به خلال العمل، فهو يوفر الوقت على الأمد الطويل ويساعد أعضاء فريقك على تنفيذ مهامهم بسرعة وكفاءة.
يُمنَح الموظفون في الخط الأمامي لشركة الطيران "فيرجن أمريكا" (Virgin America) صلاحية حل مشكلات العملاء وفق منهجية عمل شاملة يضعها المدراء، وهذا هو السبب الرئيس الذي يجعل الشركة تُصنَّف دائماً بوصفها واحدة من الشركات المفضلة لدى الركَّاب.
يمكِّن وضع الإرشادات والأهداف الواضحة أعضاء الفريق من القيام بمهامهم واتخاذ القرارات دون الاعتماد على مديرهم في كل صغيرة وكبيرة، كما يضمن ذلك تركيز أعضاء الفريق على الأمور الأساسية، وتجنب التسويف أو القيام بأعمال غير ضرورية.
2. استثمار المهارات والمعرفة
تزدهر حياتك المهنية والشخصية على حدٍّ سواء إذا عرفت كيف تستثمر مهاراتك ومعرفتك جيداً، بالتالي تحدد مهاراتك الفريدة وتنمِّيها.
إليك كيفية استثمار المهارات والمعرفة:
2.1. اكتساب المهارات الناعمة التي تُطبَّق في جوانب مختلفة
تؤكد الدراسات أنَّ تطوير المهارات الناعمة، مسؤول عن 85% من النجاح في مكان العمل، فالمهارات الناعمة مثل اتخاذ القرار، والتواصل، والذكاء العاطفي مطلوبة بشدة ويمكن أن تساعدك على التميز في جوانب مختلفة من الحياة.
توجد عدد من المهارات الناعمة التي يمكن أن تحقق لك نجاحاً باهراً في وقت أقل، فإذا كنت مفاوضاً يمكنك تعلم تقنيات جديدة للتواصل والإقناع لتسريع وتيرة العمل وتحقيق نجاحات أكبر بوقت أقل.
2.2. تطبيق معرفتك في سيناريوهات مختلفة
يمكنك أيضاً استثمار حياتك من خلال تعلم فن تطبيق معرفتك في سيناريوهات مختلفة؛ لذا فكِّرْ في كيفية استخدام معرفتك لتحقيق النجاح في مكان عملك، أو كيفية تطبيق معرفتك بعيداً عن وظيفتك لكسب المال أو الشهرة أو المكانة.
يستثمر معظم المؤثرين الناجحين في وسائل التواصل الاجتماعي معرفتهم في تحسين جودة حياتهم، وأبرز الأمثلة الواقعية هو الطاهي الشهير "جيمي أوليفر" (Jamie Oliver)، الذي استثمر معرفته بالطهو ليصبح نجماً على "إنستغرام" (Instagram)، وألَّف كتباً مخصصة به، ويعمل مع عدد من العلامات التجارية الشهيرة، ويعيش حياة رائعة عموماً، بالتالي استثمر "جيمي" معرفته في بناء مسيرة مهنية إضافية وهو يزدهر فيها، ويمكنك أن تفعل الشيء نفسه أيضاً.
3. استثمار التجارب والإنجازات السابقة
يمكن أن يساعدك استثمار التجارب والإنجازات السابقة أيضاً على تحقيق الحياة التي تريدها، وإليك الخطوات لذلك:
3.1. استثمار أخطائك وتجاربك السابقة
يمكن أن يكون التعلم من أخطائك السابقة تجربة مؤلمة؛ لأنَّ الإنسان بطبعه يتجنب ارتكاب الأخطاء، ولكنَّ هذا أمر لا مفر منه؛ بل يمكن جعلها وسيلة لتحقيق الإنجازات. لذا فإنَّ أفضل ما يمكنك فعله هو اعتبارها دروساً حياتية واستثمارها. ستتطور نتيجةً لذلك وتتجنب تكرار الأخطاء نفسها في المستقبل، وفيما يأتي بعض الأمثلة الواقعية لأشخاص ناجحين للغاية استثمروا أخطاءهم السابقة أو تجاربهم المؤلمة وغيروا حياتهم للأفضل:
طُرِد رجل الأعمال "ستيف جوبز" (Steve Jobs) من الشركة التي بناها بعَرَق جبينه، ففصلته شركة "آبل" (Apple) في عام 1985 بسبب صراعه مع المدير التنفيذي، ولكنَّ هذا لم يمنعه من العمل لتحقيق حلمه، وبدأ مشروعات أخرى من الصفر وعاد في النهاية إلى "آبل" وأصبح مديرها التنفيذي.
رُفِض كتاب "هاري بوتر" (Harry Potter) للكاتبة "ج. ك. رولينغ" (J. K. Rowling) من قبل 12 دار نشر، ولكنَّ رولينغ استثمرت هذه التجارب المؤلمة، وحسَّنت عروضها، واستمرت في الاجتماع مع ناشرين جدد، وهي اليوم واحدة من أغنى وأكثر النساء شهرة في العالم.
3.2. استثمار الإنجازات
يعني توظيف نجاحاتك في مجالات مختلفة من حياتك، وهذا ما يفعله معظم المشاهير ونجوم الرياضة؛ إذ يستثمر نجم كرة القدم "ليونيل ميسي" (Lionel Messi) إنجازاته الكروية من خلال الحصول على صفقات رعاية مع علامات تجارية، مثل "أديداس" (Adidas) و"أوركام" (OrCam) وغيرها، وتُقدَّر قيمة صفقاته التجارية بأكثر من 130 مليون دولار سنوياً.
في الختام
نمتلك جميعاً وقتاّ وطاقة ومهارات محدودة، ولكنَّ الإمكانيات التي يمكننا استثمارها لتحقيق أحلامنا غير محدودة، وفيما يأتي النقاط الرئيسة التي يجب أن تأخذها معك من هذا المقال:
- تنفيذ الاستراتيجيات الصحيحة وبناء علاقات ذات مغزى لتفعيل قوة الاستثمار.
- تعلُّم مهارات جديدة باستمرار، وإنجاز الأمور الهامة فقط وتفويض الباقي أو اعتماد الأتمتة، بالتالي ستحقق كثيراً في وقت أقل عندما تستثمر في التقنيات الحديثة.
- تطوير التفكير والتعلم من الأخطاء السابقة لتحسين مستقبلك.
- البحث عن طريقة لتطبيق معرفتك في جوانب مختلفة من حياتك.
- استثمار إنجازاتك بوصفها وسيلة ضغط، فإذا كنت قد فزت بجائزة، انظر إذا كان بإمكانك استخدامها للتفاوض على راتب أعلى.
طبِّق الخطوات والاستراتيجيات المذكورة في هذا المقال في حياتك المهنية والشخصية، وستحقق نتائج إيجابية ملحوظة قريباً.
Stay Informed with the Latest Developments
