ازدادت نسبة العاملين عن بُعد بمقدار 115% خلال السنوات العشر الماضية، ويزداد انتشار هذا التوجُّه مع دخول الشباب إلى سوق العمل، ولكن وعلى الرغم من أنَّ العمل في المنزل له فوائد متعددة، مثل سهولة تهيئة بيئة العمل، وقلة الاجتماعات، وزيادة التركيز، إلَّا أنَّه لا يخلو من عوامل التشتيت.

ما هي أهم النصائح لتجنب عوامل التشتت وزيادة الإنتاجية في العمل عن بعد؟

هنا عدة نصائح لزيادة الإنتاجية وتجنب عوامل التشتيت في العمل عن بعد:

1. استخدِمْ المكتب المنزلي للعمل فقط

يجب أن تتهيَّأ ذهنياً للعمل عند الدخول إلى مكتبك في المنزل، وهذا لن يتحقق بالجلوس على الأريكة؛ بل وقد يتأذَّى ظهرك أيضاً. استخدِمْ جهاز كمبيوتر خاصاً لا تؤدِّي عليه سوى المهام المتعلقة بالعمل، وجهِّزْ إن استطعت غرفة منفصلة تستخدمها للعمل فقط.

يجب تنظيم المكتب دوماً لتجنُّب التشتيت، فوفقاً لشركة "إكسترا سبيس ستوريج" (Extra Space Storage)، "إذا كان مكتبك في المنزل فوضوياً، فرتِّبه ونظِّمه؛ لأنَّ العمل في مكتب نظيف يساعد على تصفية الذهن والتركيز على المهام".

أنشِئْ مساحة تتضمَّن كلَّ ما يخصُّ العمل، بحيث في كل مرة تجلس فيها أمام جهاز الكمبيوتر، ينصبُّ تفكيرك على العمل فقط، ولا يتشتَّت انتباهك بأي نشاط آخر.

2. حدِّدْ أوقاتاً للعمل

من الضروري تخصيص ساعات محدَّدة للعمل، خاصة وأنَّ المكتب جزء من المنزل، وإلَّا سيصعب رسم حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية؛ لذا خصِّصْ مساحة للعمل والتزِمْ بمواعيد محددة لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية.

ليس بالضرورة أن تلتزم بثماني ساعات، لا سيَّما إذا كان لديك أطفال، ولعلَّ أفضل وقت للإنتاجية هو إمَّا في الصباح الباكر أو آخر المساء، فيسود جوٌّ من الهدوء، وتستطيع التركيز جيداً.

3. ضَعْ قواعد واضحة للأطفال

يشتِّت الأطفال الانتباه كثيراً عند العمل من المنزل؛ لذا من الهام وضع قواعد صارمة ليفهموا أنَّ هذا الوقت مخصص للعمل. قد يُغلق بعض الآباء الباب، أو يعلِّقون لافتة تشير إلى أنَّهم في العمل. ينبغي أن يعرف الأطفال أنَّ المكتب للعمل مهما كانت الطريقة التي تختارها، ولا يجب أن يقاطعوك إلَّا في حالات الطوارئ، وحدِّدْ وقتاً للخروج من المكتب وقضاء الوقت معهم؛ لأنَّهم سيتجنَّبون إزعاجك إذا علموا أنَّك ستخرج وتلعب معهم فيما بَعد.

يجب أن توضِّح للأصدقاء والجيران أيضاً أنَّ وجودك في المنزل لا يعني أنَّك تستطيع تلبية طلباتهم دوماً.

4. استثمِرْ في مكتبك

قد تضطر أحياناً للتوقف عن العمل لحل مشكلات تقنية، أو الخروج لشراء مستلزمات العمل، أو لإصلاح الحاسب، ممَّا يسبِّب الإحباط وانخفاض الإنتاجية؛ لذا جهِّزْ مكتبك المنزلي كما لو كنت تجهِّز مكتبك في مكان العمل، وضَعْ كلَّ ما تحتاجه بجوارك، وحدِّث جميع البرامج، وتأكَّدْ من أنَّ الأجهزة تعمل؛ لأنَّ عدم توفر المعدات المناسبة، أو التعامل مع تقنيات قديمة يشتِّت الانتباه كثيراً.

5. أغلِقْ الإشعارات وركِّزْ على العمل

قد تعمل لبضع دقائق، ثمَّ تصلك رسالة بريد إلكتروني، فتسارع  لقراءتها وربما الرد عليها سريعاً، فيضيع بعض الوقت ريثما تعاود التركيز على المهمَّة التي كنت تعمل عليها؛ ولكنَّ الطريقة هذه تقوِّض الإنتاجية.

أوقِفْ إشعارات البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لتركِّز على المهام، وخصِّصْ أوقاتاً محدَّدة لقراءة رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها دفعة واحدة، ممَّا يساعد على توفير الوقت والتركيز على العمل.

6. اختلِطْ بالآخرين

من أبرز سلبيات العمل من المنزل هي الشعور بالعزلة نتيجة العمل لساعات طويلة وعدم الاختلاط بالآخرين، ممَّا يسبِّب التشتيت أيضاً؛ لذا خصِّصْ وقتاً للخروج والتواصل مع الناس، مثل إجراء اجتماعات مع العملاء، والخروج مع الأصدقاء، وقضاء الوقت مع العائلة، كي يتجدَّد نشاطك وتركز على العمل عند العودة.

7. خذ فترات راحة

لا يُنصح بالعمل لساعات متواصلة دون استراحة؛ إذ أشارَت دراسة أجراها موقع "ديسك تايم" (DeskTime) إلى أنَّ الفترة المثالية للإنتاجية هي العمل 52 دقيقة يليها استراحة  17 دقيقة.

ليس عليك بالطبع أن تضبط ساعتك على هذا التوقيت بالضبط، ولكن يجب أن تخصص وقتاً للراحة ليقلَّ تشتُّت انتباهك وتزداد إنتاجيتك.

في الختام

العمل في المنزل خيار مناسب لروَّاد الأعمال، ولكن يجب تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق النجاح. طبِّقْ النصائح التي ذكرناها لتعزيز إنتاجيتك وإنشاء مكتب منزلي يزيد كفاءتك.