blog-details

ما هي المكاسب الصغيرة؟ دليلك الشامل لتعريفها، وفوائدها، وطرائق استخدامها

من السهل أن تنظر إلى شخص ناجح وتنسى كل الجهد الذي بذله لتحقيق هذا النجاح. نحن، عادةً، لا نرى النجاح إلا في المكاسب الكبيرة. في الواقع، النجاح هو نتيجة آلاف المكاسب الصغيرة. بمجرد أن نرى هذا، ندرك أنَّه يمكننا تحقيق النجاح أيضاً.

دعونا نلقي نظرة على المكاسب الصغيرة، وسبب أهميتها، وكيف يمكنك استخدامها لتحقيق أهدافك.

ما المكاسب الصغيرة؟

المكاسب الصغيرة هي انتصارات صغيرة تتوافق مع نواياك؛ إذ تتحقق في كل مرة تقوم فيها بشيء صغير يقربك من أهدافك. من هذه المكاسب: العادات، والأداء البدني، والأهداف المحددة وغيرها. كل شيء تفعله ويقربك من هدفك، هو مكسب صغير يستحق الاحتفاء به.

إنَّ المكاسب الصغيرة عامل هام في أي نجاح، لكننا كثيراً ما نغفل عنها، لا سيما إذا كان لدينا نزعة إلى الكمال.

أمثلة عن المكاسب الصغيرة

لا تختلف المكاسب الصغيرة عن المكاسب الكبيرة إلا في حجم النجاح وتأثيره. في ما يلي بعض الأمثلة عن المكاسب الصغيرة:

  • الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
  • اختيار مأكولات صحية عند تناول الطعام بالخارج.
  • تحسين أدائك في العمل.
  • إدِّخار المال بدلاً من إسرافه.
  • المطالعة.
  • الاستيقاظ عندما يرن المنبه.
  • ربط الأقوال بالأفعال.
  • ممارسة عادة تنوي اكتسابها، أو تجنُّب عادة تنوي الإقلاع عنها.

أنت من يحدد المكاسب الصغيرة بحسب أهدافك. ما دام شيئاً يقربك من هدفك فهو مكسب صغير لا سيما إذا كان صعباً.

ما أهمية المكاسب الصغيرة؟

لا يؤثر المكسب الصغير تأثيراً كبيراً فيك وفي حياتك، عند النظر إليه بمعزل عن الأشياء الأخرى. فما أهميته؟ دعونا نلقي نظرة على 5 أسباب تجعل المكاسب الصغيرة تستحق اهتمامك:

1. ينتُج كل إنجاز كبير عن عديدٍ من المكاسب الصغيرة

إن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مرةً واحدة، أو تأدية عملك مدة 30 دقيقة، أو تناول تفاحة بدلاً من البسكويت لا يُحدث تأثيراً عميقاً. قد يوفِّر لك المكسب الصغير قليلاً من الرضا، ولكن ليس أكثر من ذلك. ولكن عندما تواظب على تحقيق هذه المكاسب الصغيرة، فقد تتغير حياتك.

كل من حقق شيئاً استثنائياً في حياته، حصد فوائد المكاسب الصغيرة. لقد جمع لاعبو كمال الأجسام آلاف المكاسب الصغيرة على مر السنين من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وتناول الطعام الصحي. كذلك الحال بالنسبة لرجل الأعمال الناجح، والطالب النجيب، وكل الناجحين الآخرين الذين سمعت عنهم.

كل نجاح هو مجموعة من المكاسب الصغيرة المتراكمة. الفرق الوحيد بين مكانك الآن والمكان الذي تريد أن تكون فيه، هو عدد من المكاسب الصغيرة.

2. تشير المكاسب الصغيرة إلى تحقيق التقدم

نحن نتقدم ونتراجع في حياتنا. عندما نتقدم، عادةً ما يكون من السهل قياس التقدم. مثلاً، أنت تخفف وزنك، أو ترفع أثقالاً بوزن أكبر، أو تجري مدة أطول، أو تحقق مزيداً من المبيعات، أو تحصل على علامة أفضل. حتى لو لم تتمكن من قياس التقدم الذي تحرزه، فسوف تشعر بتحسن في هذه الفترة.

ولكن عندما تمر بفترة من التراجع، فقد يبدو أنَّك لا تحرز تقدماً على الإطلاق. لكن هذا غير صحيح. هذه الفترات صعبة. لذا، إن واصلت التقدم، والعمل الجاد، ولم  تستسلم، فأنت الفائز.

في الظروف السهلة، تكون المكاسب الصغيرة واضحة. ولكن في الظروف الصعبة، تساعدك المكاسب الصغيرة على الاستمرار، وتكون أهم من أي شيء آخر.

3. تعزز المكاسب الصغيرة الثقة بالنفس وترفع احترام الذات

إذا كنت تتذكر الاستمتاع بمكاسبك الصغيرة، فيمكنك استخدامها لبناء ثقة قوية بالنفس واحترام الذات. تعني الثقة بالنفس إيمانك بقدرتك على تحقيق أهدافك. عندما تجمع مكاسب صغيرة، فإنَّك تثبت لنفسك أنك قادر على الاستمرار وعلى تذليل الصعوبات. كلما فعلت ذلك أكثر، زادت ثقتك في قدرتك على الارتقاء بنفسك.

ينبع احترام الذات من نظرتك إلى قيمتك؛ إذ إنَّه الاعتقاد بأنَّك جيد بما فيه الكفاية. عندما تجمع المكاسب الصغيرة وتستمتع بها، سوف تبدأ في الشعور بالفخر. مع مرور الوقت، ستدرك أنَّه يمكنك تحقيق إنجازات كبيرة، وأنَّك تستحق الأشياء التي تريدها.

الثقة بالنفس واحترام الذات

4. تحافظ المكاسب الصغيرة

يتطلب تحقيق معظم الأهداف وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً. ومن السهل أن تضيع في مكان ما في أثناء تقدمك، أو أن تفقد تركيزك عندما تنسى مكاسبك الصغيرة. دونها، لن تكون العملية ذات قيمة، ولن يكون لديك ما يستحق الاحتفاء به لفترة طويلة. كلما قضيت وقتاً أطول دون الشعور بالفوز، زادت احتمالية فقدان التركيز.

عندما تستمتع بالمكاسب الصغيرة، تصبح العملية أسهل، وسيكون لديك عديدٌ من الأشياء الصغيرة للاحتفاء بها، ومن الأسهل أن تبقى مركزاً على المكاسب الصغيرة، بدلاً من هدف كبير واحد.

5. المكاسب الصغيرة تحفزك على الاستمرار

سيجعلك تحقيق مكسب واحد تتوق إلى المكسب التالي، ثم الذي يليه، وهكذا. أنت تريد الشعور بالرضا عن نجاحك، لذلك ستستمر في العمل من أجل هذا الشعور.

إنَّ الإدمان على النجاح، جنباً إلى جنب مع تعزيز احترام الذات وزيادة التركيز يعزز حماستك. كلما زادت المكاسب الصغيرة المتراكمة، أصبح من الأسهل الاستمرار في تحقيق أهدافك.

كيف تحقق أهدافك باستثمار المكاسب الصغيرة؟

الآن بعد أن بحثنا في أهمية المكاسب الصغيرة، يمكننا اكتشاف كيفية استخدامها لتحقيق أهدافك. دعونا نلقي نظرة على 7 استراتيحيات يمكنك فعلها لتحقيق النجاح باستخدام المكاسب الصغيرة:

1. وضع خطة

إذا كنت تحاول إنجاز شيء ما، ولكن بلا خطة، فستُصعِّب الأمور على نفسك. كلما كانت أهدافك أكبر، زادت حاجتك إلى خطة لتحقيقها.

تسهِّل الخطة تتبُّع التقدم، وتحديد مراحل بلوغ الهدف، والحفاظ على التركيز والتفاؤل، والحصول على مزيد من الفرص للاحتفاء بالمكاسب الصغيرة؛ إذ تمنحك شيئاً يمكنك الاعتماد عليه عندما تواجه صعوبات. بالنسبة للكثيرين، فإنَّ الخطة هي الدافع للاستمرار في مواجهة الشدائد.

قد لا تكون خطتك دقيقة بنسبة 100%. لا بأس بهذا، فمن النادر وجود خطة بهذه الدقة. ولا ضير من تغييرها في أثناء تقدمك.

2. تتبُّع التقدُّم

للوصول إلى الهدف، عليك الانتقال من مكان إلى آخر أفضل. نادراً ما يحدث هذا في خطوة واحدة كبيرة، وإنَّما بتحقيق عديدٍ من التحسينات الصغيرة في مدة أطول. على الرغم من أنَّ هذه التغييرات الصغيرة قد لا تبدو كبيرة، إلا أنَّك لن تتمكن من الوصول إلى أي مكان دون تحقيقها.

يُعد تتبُّع تقدُّمك أداة رائعة لمساعدتك في التقدم المستمر، ففي كل مرة تتحسن فيها، تحقق مكسباً صغيراً. اسمح لنفسك بالاستمتاع بهذا الشعور، واحتفِ به عندما تستطيع ذلك.

قد يكون الشعور بالرضا عن المكسب الصغير سبباً للإدمان؛ إذ يساعدك ذلك في الحفاظ على تركيزك، وإيمانك بنفسك، ومثابرتك على تحقيق أهدافك.

3. تحديد أهداف مرحلية

ضع أهدافاً مرحلية صغيرة في خطتك، فكلما كانت الأهداف أصغر وكنت تشعر بالحماسة تجاهها، كان  ذلك أفضل.

مع وضعك لهدف منتظم ومحدد، ستحقق نجاحاً كبيراً. ليس من المجدي أن تركّز على هدف واحد كبير وتعمل على تحقيقه؛ بل حدد عديداً من الأهداف الصغيرة، ليكون لديك مزيد من فرص النجاح. بدلاً من تحقيق مكسب واحد كبير، ستحصل على عدة مكاسب أصغر. قد لا يكون الشعور بهذه المكاسب الصغيرة بنفس قدر الشعور بالمكاسب الكبيرة، لكنها أفضل من لا شيء.

سيكون من الأسهل دفع نفسك للوصول إلى الهدف التالي عندما يكون الإطار الزمني قصيراً. لكن كن حذراً، لا تضغط على نفسك كثيراً لكي تبقى قادراً على الاستمرار في شتى الظروف.

4. الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة

إنَّك تولي قيمة أكبر للمكاسب الصغيرة عندما تتذكر الاحتفاء بها. اعتماداً على شخصيتك وحالتك، فقد تجد بعض طرائق الاحتفاء أفضل من غيرها. في ما يلي 3 طرائق للاحتفاء بالمكاسب الصغيرة.

الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة

4.1. تتبُّع التقدُّم

قد يكون تتبع التقدم في حد ذاته بمنزلة مكافأة. يكفي أن تلحظ ارتفاع روحك المعنوية من رؤية التحسن الذي حققته.

4.2. مكافأة نفسك

عندما تكافئ نفسك بعد القيام بعمل أو نشاط صعب، ستبدأ، ببطء، في ربط المكافأة بالسلوك. يمكنك مكافأة مكسبك الصغير بخمس دقائق من الجلوس بهدوء، أو وجبة خفيفة صغيرة، أو أي شيء تستمتع به. تذكَّر أنَّ احتفاءك بمكسبٍ صغير لا ينبغي أن يسبب ضرراً أكبر من الضرر الذي سببه العمل لك، فلن تفقد وزنك إذا احتفيت بيوم من اتّباع نظام غذائي ناجح بتناول قطعة كبيرة من الحلوى.

4.3. تقدير نفسك 

معظم الناس ينتقدون أنفسهم. نادراً ما يقدرون أنفسهم أو العمل الذي قاموا به. لهذا السبب، تقدير نفسك هو شكل من أشكال الاحتفاء بمكاسبك الصغيرة.

يمكنك الاحتفاء بمكسبك الصغير بإخبار نفسك أنَّك أدَّيت عملاً حسناً، وأنَّك كنت تدرك أن الأمر ليس سهلاً، لكنك فعلته على أي حال. ما تقوله لنفسك بالضبط هو أمر متروك لك، لكن كن إيجابياً، وإلا فلن يكون ذلك احتفاءً.

قد يكون الحديث السلبي مع الذات متجذراً بعمق فيك إذا كنت تعاني من تدني احترام الذات، أو اضطراب عقلي، أو تعرضت لصدمة. إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون هذا النهج صعباً في البداية.

5. السعي لتحقيق المستوى المطلوب وليس الكمال

لا أحد يستطيع الوصول إلى الكمال. لن تكون العملية بنفس الوتيرة أبداً، فسنتقدم ونتراجع. الكمال ليس أمرا واقعياً، لذا يجب علينا أن نسعى لتحقيق المستوى المطلوب بدلاً من السعي لبلوغ الكمال.

عندما تقبل هذا، سيكون كل شيء أسهل بكثير؛ لن تخور عزيمتك بسهولة بسبب النكسات، وستشعر أنَّ النجاحات أقوى منها. عندما لا تجد خطأً في كل ما تفعله، ستكون قادراً على الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة في كثير من الأحيان وستشعر بالرضا تجاه نفسك.

6. ممارسة عادة أساسية

إنَّ العادات الأساسية عادات قوية، وتسبب تغيرات في حياتك قد ينشأ عنها عادات جديدة. تشكلّ هذه العادات هويتك، مما يجعلها حاسمة للتغيير طويل الأمد.

يحدد بعض الناس هدفاً وحيداً وهو بناء إحدى هذه العادات. في ما يلي بعض الأمثلة عن العادات الأساسية المحتملة:

  • ممارسة الرياضة.
  • تدوين اليوميات.
  • التأمل.
  • جدولة المواعيد.
  • المطالعة.
  • تنظيم النوم.

قد يكون لكل من هذه العادات تأثير كبير في حياتك، وسوف تمنحك مزيداً من الطاقة، وتعزز إنتاجيتك، وأكثر من ذلك بكثير.

بالنسبة لمعظم الناس، فإنَّ العادة الأساسية الأكثر تأثيراً هي ممارسة الرياضة، ولا فرق سواءً كنت تتمرن في صالة الألعاب الرياضية، أو تمارس الجري، أو ركوب الدراجة، أو كرة القدم، أو أي شيء آخر. إذا كنت نشيطاً بدنياً على الدوام، فإنَّ معظم الأشياء الأخرى في الحياة ستكون أسهل.

7. التحلّي بالصبر

كن صبوراً. إن القيام بأي شيء ذي معنى يستغرق وقتاً، ولن تصل بالضرورة إلى النهاية بصورة أسرع من خلال محاولة القيام بالمزيد. ليس هناك طريق مختصر للنجاح. لذا، استمتع بالعملية واحتفِ بالمكاسب الصغيرة.

في الختام

إنَّك تحقق مكسباً صغيراً في كل مرة تفعل فيها شيئاً يقربك من هدفك. كلما كان السلوك أصعب كان المكسب أكبر. ستزيد من حافزك واحترامك لذاتك، وتحافظ على تركيزك وستزيد من فرص تحقيق أهدافك عندما تحتفي بها.

صحيح أن هذه المكاسب صغيرة، لكنها تؤدي إلى إنجازات كبيرة عندما تتراكم بمرور الوقت.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025