blog-details

ما هو الرفق بالنفس؟ فوائده ودوره في التطوير الشخصي والمهني

نواجه جميعاً مشكلات وانتكاسات في العمل، مثل تراجع المبيعات، أو عدم الحصول على الترقيات، أو الخلافات الشخصية مع الزملاء، ويستجيب الناس عادةً لهذه المواقف بإحدى الطريقتين: إمَّا أن يصبحوا دفاعيين ويلقوا اللوم على الآخرين، أو يشعروا بالذنب ويوبِّخوا أنفسهم، فلا تساعد أيٍّ من هاتين الاستجابتين للأسف على حل المشكلة الأساسية، وقد يخفف التنصل من المسؤولية شعور الفشل، لكنَّه يحرم الفرد من فرصة التعلم من التجربة، كما يقوِّض جلد الذات الثقة بالإمكانيات والقدرات، مما يعوق التطور الشخصي.

لنفترض أنَّك ستعامل نفسك كما تعامل صديقاً يمر بموقف مشابه، فعلى الأرجح أن تكون لطيفاً، ومتفهماً، ومشجعاً؛ إذ يُعرَف توجيه هذا النوع من الاستجابة داخلياً تجاه أنفسنا بالرفق بالنفس، وقد كان محور كثير من الأبحاث في السنوات الأخيرة، واكتشف علماء النفس أنَّ الرفق بالنفس يعزز الأداء في عدة جوانب من الحياة الإنسانية، مثل الشيخوخة الصحية والرياضة وغيرها، كما أثبت الباحثون دوره في تحقيق التطور المهني أيضاً.

يعد الرفق بالنفس بالنسبة لغير الأكاديميين مفهوماً أقل ألفة من تقدير الذات أو الثقة بالنفس، ويميل الأشخاص الذين يمارسون الرفق بالنفس إلى امتلاك تقدير ذات أعلى، إلَّا أنَّ المفهومَين مختلفان تماماً، ويقتضي تقدير الذات تقييم النفس مقارنةً بالآخرين، ولكن لا يتطلب الرفق بالنفس الحكم على الذات أو الآخرين؛ بل يعزز إحساس القيمة الذاتية ويدفع الناس للاهتمام بعافيتهم وشفائهم بعد الانتكاسة.

سلوكيات الرفق بالنفس

يُظهر الأشخاص الذين يمتلكون مستويات عالية من الرفق بالنفس 3 سلوكات:

  1. يتعاطفون مع أنفسهم بدل انتقاد الأخطاء والعثرات.
  2. يدركون أنَّ الفشل هو تجربة إنسانية مشتركة.
  3. يتبنون نهجاً متوازناً تجاه المشاعر السلبية عندما يتعثرون أو يقصرون، ويسمحون لأنفسهم باختبار المشاعر السلبية، لكنَّهم لا يدعونها تسيطر عليهم.

طوَّرت "كريستين نيف" (Kristin Neff)، الأستاذة في جامعة تكساس (University of Texas) في أوستن (Austin) أداة استبيان تقيِّم المكونات الثلاثة للرفق بالنفس، واستخدَمَ الباحثون والممارسون هذه الأداة لتسليط الضوء على الصفات الشخصية والسلوكات المرتبطة بالرفق بالنفس، ووجدوا أنَّ الأشخاص الذين يحصلون على درجات عالية عادةً ما يكون لديهم دافع أكبر لتحسين أنفسهم ومن المرجح أن يعبروا عن مشاعر قوية من الأصالة، أي الإحساس بأنَّهم صادقون مع أنفسهم، وهما صفتان هامتان لبناء مسيرة مهنية ناجحة، وكلاهما يمكن تنميتهما وتعزيزهما من خلال الرفق بالنفس.

عقلية النمو

يعد الرفق بالنفس ضرورياً لتحقيق أهداف التنمية الشخصية والمهنية، ولكن يفترض بعض الأفراد أنَّ التطور يعتمد على العزيمة، والمثابرة، والاجتهاد فقط، ويتطلب تطوير الذات إجراء تقييم دقيق للوضع الراهن، وتحليل القدرات ونقاط الضعف بموضوعية؛ لأنَّ الإنسان يتقاعس ويقصِّر في العمل عندما يظن أنَّ مؤهلاته أفضل مما هي عليه في الواقع، لكنَّه بالمقابل يستسلم ويشعر بالإحباط عندما يستخف بقدراته.

بالتالي، يصل الناس إلى تقييمات ذاتية واقعية عندما يرفقون بأنفسهم، وهو الأساس للتطور، كما أنَّهم يكونون أكثر اندفاعاً للعمل على نقاط ضعفهم بدلاً من التفكير السلبي، والتحلي بالعزيمة اللازمة لتعزيز المهارات وتغيير العادات السيئة.

عقلية النمو

دور الرفق بالنفس في تحفيز عقلية النمو

أجرت عالمة النفس الاجتماعي الأمريكية "سيرينا شين" (Serena Chen) مجموعة من الدراسات بالتعاون مع زميلتيها "جوليانا براينز" (Juliana Breines) في جامعة "رود آيلاند" (University of Rhode Island) و"جيا وي زانغ" (Jia Wei Zhang) في جامعة "ممفيس" (University of Memphis)، واستخدمَ الباحثون تقنيات مخصصة ترفع مستوى الرفق بالنفس وأخرى تعزز تقدير الذات، لتقييم رغبة المشاركين في تطوير أنفسهم في كلتا الحالتين، وطُلِب من المشاركين في إحدى الدراسات تذكُّر خطأ اقترفوه وتسبَّب في شعورهم بالندم، والذنب، والحسرة، وقد تعلقت معظم أخطاء المشاركين بالخيانة العاطفية، أو السلوك الأكاديمي غير النزيه، أو عدم الأمانة، أو خيانة الثقة، أو إيذاء شخص يهتمون به.

وُزِّع المشاركون بعدها عشوائياً إلى 3 مجموعات:

طُلب من المشاركين في مجموعة الرفق بالنفس كتابة رسالة يعبِّرون فيها عن تعاطفهم مع أنفسهم وتفهُّمهم للخطأ المُقترَف، أما المشاركون في مجموعة تقدير الذات، فقد طُلب منهم كتابة نص عن خصالهم الحسنة، وكُلِّف المشاركون في مجموعة التحكم بالكتابة عن هواية يستمتعون بممارستها، وبعد مرحلة الكتابة.

ملأ جميع المشاركين استبياناً يقيِّم رغبتهم في التكفير عن أخطائهم والتزامهم بعدم تكرارها في المستقبل، فوجدَت الدراسة أنَّ أولئك الذين شُجِّعوا على الرفق بأنفسهم أظهروا دافعاً أكبر للتكفير عن أخطائهم وعدم تكرارها مقارنةَّ بالمشاركين الذين شُجِّعوا على الرد على الخطأ رداً يعزز تقدير الذات وأولئك في مجموعة التحكم.

كشف بحث آخر أُجرِي على أشخاص يحمِّلون أنفسهم مسؤولية فشل العلاقة أنَّ الرفق بالنفس يعزز رغبة الفرد في تحسين سلوكاته في علاقاته المستقبلية، وكانت النتائج أفضل من مجموعتي التحكم وتقدير الذات.

تتجاوز فوائد الرفق بالنفس مجرد مساعدة الناس على التعافي من الفشل أو الانتكاسات؛ بل يدعم أيضاً "عقلية النمو" (growth mindset) وفقاُ لـ "كارول دويك" (Carol Dweck)، أستاذة علم النفس في جامعة "ستانفورد" (Stanford) التي وثَّقت فوائد اعتماد نهج نمو بدلاً من نهج "ثابت" للأداء، سواء كان ذلك في إطلاق مشروع ناجح، أم تربية الأطفال، أم الجري في ماراثون.

يظن الأشخاص ذوي العقلية الثابتة أنَّ الصفات الشخصية والقدرات ثابتة لا تتطور ولا تتغير مع مرور الوقت، بما في ذلك قدراتهم المخصصة، بينما يرى الأشخاص الذين لديهم عقلية نمو أنَّ الصفات الشخصية والقدرات قابلة للتحسين، وبالتالي يكونون أكثر ميلاً للتطور، والاجتهاد،  والممارسة، والحفاظ على إيجابيتهم وتفاؤلهم.

تؤكد الأبحاث أنَّ الرفق بالنفس، يحفز الأشخاص على اعتماد عقلية النمو؛ إذ طُلب من المشاركين في إحدى الدراسات تحديد أكبر نقاط ضعفهم، وكان معظمها يتعلق بالتحديات الاجتماعية، مثل قلة الثقة بالنفس، والقلق، والخجل، وانعدام الأمان في العلاقات، ثم وُزِّعوا عشوائياً إلى 3 مجموعات كما في الدراسة السابقة، وطُلب من المشاركين في مجموعة الرفق بالنفس الإجابة عن هذا السؤال:

"تخيَّل أنَّك تتحدث إلى نفسك عن نقطة الضعف هذه من منظور متعاطف ومتفهِّم، ماذا ستقول؟" بينما طُلب من المشاركين في مجموعة تقدير الذات كتابة رد على: "تخيَّل أنَّك تتحدث إلى نفسك عن نقطة الضعف هذه من منظور يثبت صفاتك الإيجابية (بدلاً من السلبية)"، أما المجموعة الأخيرة، فلم يُطلب منها كتابة أي شيء.

أكملَ المشاركون بعدها مجموعة تقييمات للتحقق من شعورهم بالرضى أو الحزن أو الانزعاج، ثم طُلب منهم تخصيص 5 دقائق لوصف محاولاتهم السابقة في تقوية نقاط ضعفهم، والتفكير في مصدرها، وقيَّم مجموعة من الخبراء المستقلين ردود المشاركين بناءً على مرونتهم العقلية (تقول العقلية الثابتة: إنَّها مجرد صفة فطرية، لا يوجد شيء يمكنني فعله للتغير.

بينما تقول عقلية النمو: أعلم أنَّني أستطيع التغيير إذا ما بذلت الجهد اللازم)، بالتالي قدَّم المشاركون في مجموعة الرفق بالنفس أفكاراً مرتبطة بعقلية النمو أكثر من أقرانهم في المجموعتين المتبقيتين.

كيف تتحقق من تأثير الرفق بالنفس والعقلية الناجمة عنه في السلوكات الفعلية؟ تُعَد رغبة الفرد في مواصلة العمل على تطوير أدائه بعد تلقي تغذية راجعة سلبية من أبرز علامات عقلية النمو، وذلك وفق الدراسات العلمية السابقة، وهذه نتيجة منطقية؛ لأنَّك لن تتكبد عناء المحاولة إذا كنت تعتقد أنَّ قدراتك ثابتة وغير قابلة للتطوير، ولكن بالمقابل، لن تثنيك التغذية الراجعة السلبية عن محاولة تحسين أدائك إذا كنت مقتنعاً بإمكانية تطوير قدراتك.

اُختُبِر هذا المنطق في دراسة شارك فيها طلاب من جامعة ذات تصنيف عالٍ؛ إذ خضعوا أولاً لاختبار مفردات صعب جداً وتلقوا تغذية راجعة تفيد بأنَّ أدائهم كان ضعيفاً، ثم وُزِّع المشاركون عشوائياً إلى مجموعتين، وقال الباحث للمجموعة الأولى - مجموعة الرفق بالنفس - "من الطبيعي أن يواجه الطلاب صعوبة في اختبارات مثل هذه، فلا تقسوا على أنفسكم بسبب نتائجكم المتدنية وعدم رضاكم عن أدائكم"، وأخبرَ المجموعة الثانية: "لا تشعر بالسوء حيال نفسك إذا واجهت صعوبة في الاختبار الذي أجريته للتو، يجب أن تكون ذكياً إذا تمكنت من الالتحاق بهذه الجامعة."

طُلِب بعد ذلك من المشاركين إجراء اختبار مفردات آخر، ومُنحوا فرصة لدراسة قائمة من الكلمات والتعاريف، كما أُبلغوا بإمكانية مراجعة الكلمات قبل إجراء الاختبار، ووُجد أنَّ المشاركين الذين شُجعوا على الرفق بأنفسهم بعد الفشل السابق، كانوا أكثر اقتناعاً بإمكانية تطوير قدراتهم اللغوية وقضوا وقتاً أطول في الدراسة مقارنة بنظرائهم في مجموعة تقدير الذات، بالتالي نستخلص أنَّ الرفق بالنفس مهَّد الطريق للتطور الذاتي والنمو الشخصي والمهني من خلال تغذية رغبتهم في تحسين أدائهم، وتعزيز الاعتقاد بأنَّ التطوير ممكن، وتحفيزهم للعمل بجدية أكبر.

دور الرفق بالنفس في تحفيز عقلية النمو

الصدق مع النفس

لا تعزز فوائد الرفق بالنفس في مكان العمل دافع الموظفين للتطور فقط؛ بل تساعدهم مع الوقت على التوجه لأدوار تتناسب جيداً مع شخصياتهم وقِيَمهم، ويعزز العيش وفقاً للذات الحقيقية أو "الأصالة" الدافع والإرادة للنجاح في العمل بالإضافة إلى مجموعة من الفوائد الأخرى على صعيد الصحة النفسية، ولكن تبقى الأصالة بعيدة المنال بالنسبة لكثيرين في مكان العمل، فقد يشعر الناس بأنَّهم عالقون في وظائف يتعين عليهم فيها كبت ذواتهم الحقيقية بسبب معايير سلوكية غير متوافقة في مكان العمل، أو شكوك حول قدراتهم، أو مخاوف من الأحكام السلبية من قبل الزملاء والرؤساء.

لكنَّ الرفق بالنفس قد يساعد الأشخاص على تقييم مساراتهم المهنية والشخصية وإجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة، لنفترض أنَّ مديرة مبيعات ترفق بنفسها قد فوتت هدفها الربعي، فلن تحسِّن هذه المديرة أداءها في الربع التالي؛ بل ستفكر فيما إذا كانت في الوظيفة المناسبة لطبيعتها وميولها في المقام الأول.

اكتشفَ الباحث "جيا وي زانغ" (Jia Wei Zhang) في دراساته الأخيرة أنَّ الرفق بالنفس، يعزز الأصالة من خلال تقليل الأفكار السلبية والشكوك الذاتية، وأكمل المشاركون في دراسة أولية استبياناً قصيراً يومياً لمدة أسبوع، وطُلب منهم تقييم مستويات تعاطفهم مع الذات ("اليوم، أظهرت العناية والفهم واللطف تجاه نفسي") والأصالة ("اليوم، شعرت بأنَّني أصيل وصادق في تفاعلاتي مع الآخرين") كل يوم.

كما وُجِد أنَّ التغيرات اليومية في مستويات الرفق بالنفس، ارتبطت بالتغيرات في مشاعر الأصالة؛ إذ ترافقَ ارتفاع مستويات الرفق بالنفس مع تزايد شعور المشاركين بالأصالة.

طُلِب من المشاركين في دراسة أخرى الاستجابة لنقطة ضعف شخصية من منظور الرفق بالنفس، أو من منظور تعزيز تقدير الذات، أو من دون أي منهما، ثم أكملوا بعدها مباشرةً استبيانات تقيس مدى شعورهم بالأصالة، وأظهر المشاركون في مجموعة الرفق بالنفس مشاعر أصالة أعلى بكثير من المجموعتين المتبقيتين.

يمكن أن يوجِّه الرفق بالنفس الناس لأدوار تتناسب جيداً مع شخصياتهم:

تخفف معاملة النفس بلطف وفهم ودون حكم المخاوف بشأن الرفض الاجتماعي، مما يمهد الطريق للأصالة، وللتفاؤل؛ إذ إنَّ وجود نظرة إيجابية للحياة يجعل الناس أكثر استعداداً لتحمل المخاطر، مثل الكشف عن ذواتهم الحقيقية، وتُظهر الأبحاث أنَّ الأشخاص المتفائلين أكثر ميلاً للكشف عن أمور سلبية عن أنفسهم، مثل التجارب المؤلمة التي مروا بها أو التحديات الطبية الصعبة التي يواجهونها.

يزيد التفاؤل ميل الناس لأن يكونوا صادقين مع ذواتهم، على الرغم من المخاطر المحتملة المرتبطة بذلك، ويمكن أن يساعد الهدوء العاطفي النسبي ووجهة النظر المتوازنة التي تأتي مع الرفق بالنفس على التعامل مع التجارب الصعبة بموقف إيجابي.

القيادة المدعومة بالرفق بالنفس

تشمل فوائد الرفق بالنفس الآخرين أيضاً، وهذا ينطبق خصيصاً على القياديين؛ لأنَّ الرفق بالنفس وبالآخرين مرتبطان ببعضهما، إذ إنَّ ممارسة أحدهما تعزز الآخر، وكونك لطيفاً مع نفسك من دون إصدار أحكام هي ممارسة جيدة لمعاملة الآخرين بالرفق نفسه، تماماً كما أنَّ الرفق بالآخرين، يمكن أن يزيد  مدى رفق الأشخاص بأنفسهم، مما يخلق دورة تصاعدية من التعاطف، وترياق ضد "دوَّامات عدم الاحترام" التي تضر بيئات العمل كثيراً.

ترتبط حقيقة أنَّ الرفق بالنفس يشجع على تبني عقلية النمو بالسياق هنا أيضاً؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّه عندما يتبنى القادة عقلية النمو ويؤمنون بإمكانية التغيير، يميلون للاهتمام بالتغيرات في أداء المرؤوسين ويقدمون تغدية راجعة مفيدة حول كيفية التطور، كما يدرك المرؤوسون الفرق عندما يكون لدى قادتهم عقلية نمو، مما يحفزهم ويعزز رضاهم، ناهيك عن احتمالية تبنيهم لعقلية النمو بأنفسهم، وينطبق أسلوب القيادة بالقدوة على الرفق بالنفس والعقلية التي يشجع عليها.

يوجد أيضاً ارتباط مشابه بين القائد والمرؤوسين فيما يتعلق بالأصالة، ويمكن للناس أن يشعروا بالأصالة في الآخرين، وعندما يُنظر إلى القادة على أنَّهم صادقون مع أنفسهم، فإنَّ ذلك يعزز ثقافة الأصالة في مكان العمل، وهناك أيضاً أدلة قوية تشير إلى أنَّ العلاقات الأقوى، تُبنى عندما يشعر الناس بالأصالة في تفاعلاتهم مع الآخرين.

القيادة المدعومة بالرفق بالنفس

يُظهِر القائد الذي يرفق بنفسه عند التعرض للفشل والأزمات سلوكات وسمات نفسية تعزز تطوره المهني ونجاحه، وتحسن بيئة العمل وأداء موظفيه.

تعزيز الرفق بالنفس

لا يعد تعزيز الرفق بالنفس أمراً معقداً أو صعباً؛ بل مهارة يمكن تعلمها وتعزيزها، وبالنسبة للأشخاص المحللين، يمكنهم اعتماد تعريف علماء النفس للرفق بالنفس بوصفه قائمة من 3 نقاط:

  • هل أنا لطيف ومتفهِّم مع نفسي؟
  • هل أعدُّ الفشل تجربة إنسانية مشتركة بين جميع الأفراد؟
  • هل أتعامل مع المشاعر السلبية بموضوعية؟

إذا لم تنجح هذه الطريقة، جرِّبْ التمرين البسيط التالي: اجلس واكتب لنفسك رسالة بصيغة الغائب، كما لو أنَّك تخاطب صديقاً أو شخصاً عزيزاً، فنحن عادةً أصدقاء جيدون للآخرين أكثر من كوننا أصدقاء لأنفسنا؛ لذا يمكن أن يساعد هذا على تجنب صراعات الدفاع أو جلد الذات.

أزال مجتمع الأعمال الوصمة المرتبطة بالفشل في السنوات الأخيرة على المستوى التنظيمي؛ إذ إنَّه نتاج طبيعي للتجربة والابتكار، ومع ذلك لا يستفيد الناس من الفشل في التعلم والتطور، ويُتوقَّع أن تزداد أهمية مهارة التعلم من التجارب الفاشلة نتيجة الاضطرابات والتغيرات التي تشهدها قطاعات العمل.

لا تَلُم نفسك إذا كنت تكافح لتعزيز الرفق بالنفس في حياتك المهنية والشخصية؛ إذ يمكنك التطور مع قليل من الممارسة والتدريب وتقوية دافعك الذاتي.

في الختام

يعد الرفق بالنفس أداةً قويةً لتعزيز التطور الشخصي والمهني، ومن خلال تبني هذا النهج، نحسن مهاراتنا، ونطور علاقاتنا، ونحقق أداء أفضل في بيئة العمل؛ إذ لا يُفيد تعزيز الرفق بالنفس النمو الشخصي فقط؛ بل يمتد تأثيره الإيجابي إلى الآخرين، مما يعزز الدعم والتفهُّم في بيئة العمل؛ لذا لنبقى لطفاء مع أنفسنا ونمارس الرفق بالنفس بانتظام لتحسين حياتنا المهنية والشخصية.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025