يحلم كل واحد منا بأن يكون شخصاً أفضل، ولدينا جميعاً شيء نريد تحسينه أو تحقيقه، وفي بعض الأحيان، يصعب علينا تحديد نقطة الانطلاق نحو التغيير، ولكن إحدى أسهل الطرائق للبدء هي بناء عادات تستند إلى أهدافك في التحسين الذاتي. دعونا نلقي نظرة على ماهية تحسين الذات، وسبب أهمية العادات، وأفضل 9 عادات لتحسين الذات.

ما هو التحسين الذاتي؟

تحسين الذات هو، ببساطة، العمل على تحسين نفسك. إذا كنت تركز على تحسين جزء من حياتك، فأنت تركز على تحسين الذات، وإنَّ تجاوز الصدمات، واكتساب عادات أفضل، وتحسين اللياقة البدنية، وزيادة الإنتاجية، كلها أشكال من النمو الشخصي.

يعتمد مدى تأثير التحسين الذاتي في حياتك على الهدف الذي تركز عليه، ولكن هذا لا يعني أنَّك لا تستطيع الحصول على فوائد غير متوقعة، فيعتمد النمو الشخصي في الغالب على العادات الأساسية، وتؤدي هذه العادات إلى تأثيرات مضاعفة في حياتك، وقد تساعدك على اكتساب عادات حسنة أخرى.

فوائد التحسين الذاتي

أكثر فوائد التحسين الذاتي وضوحاً هي تلك التي تسعى بجد لاكتسابها، فإذا كنت تحاول تحسين لياقتك البدنية، فعلى الأرجح ستبدأ في التخلص من الدهون وبناء العضلات، وإلى جانب التحسينات الواضحة، ستحظى بفوائد على الصعيد النفسي. منها:

  • تحسُّن المزاج.
  • تعزيز احترام الذات والثقة.
  • مزيد من الطاقة.
  • التفاؤل.
  • فهم نفسك فهماً أفضل.
  • تعزيز المرونة.
  • تحسين طريقة التفكير.
  • عيش حياة أسهل.

إنَّ تحسين الذات هو عملية تجميع المكاسب الصغيرة ببطء، وبعد كل مكسب تحققه، ستقترب من هدفك، وتصبح الفوائد النفسية أكثر وضوحاً.

ما هو سبب أهمية العادات في حياتك؟

العادة هي سلوك تؤديه تلقائياً، إنَّها تتطلب القليل من الطاقة ولا تعتمد على قوة إرادتك، وهذا يعني أنَّك تحتفظ بجزء من طاقتك للاستفادة منها في وقت لاحق، إنَّها تؤثر فيما تأكله، وفي مواعيد نومك، وفيما تفعله بوقتك، وفي مشاعرك وأفكارك؛ بمعنى آخر، تتحكم عاداتك في شخصيتك.

العادات هي أساس شخصيتك، ومن المستحيل أن تنمو دون تغييرها، فإذا كنت تحلم بأن تصبح شخصاً أفضل، فأنت بحاجة إلى تغيير عاداتك أولاً.

أي نوع من العادات أنسب لتحسين الذات؟

قبل أن نتطرق إلى أفضل العادات لتحسين الذات، سنلقي نظرة على نوعين يمكنك الاستفادة منهما في تحقيق النجاح.

1. العادات القائمة على الهوية

العادات القائمة على الهوية هي تلك التي نمارسها بناء على هويتنا، فهي تحدد هويتنا أو الهوية التي نريدها لأنفسنا، وهذه العادات قوية لسببين؛ الأول هو أنَّها تتوافق مع شخصياتنا، مما يسهل تكوينها، والثاني هو عدم وجود صدام بيننا وبينها، وفي الغالب لا نواجه (أو نواجه عقبات صغيرة) في تكوينها.

على الرغم من أنَّ هذه العادات قوية، إلا أنَّ تحديد أفضلها يختلف اختلافاً كبيراً من شخص لآخر، وهذا يُصعِّب علينا إعداد قائمة بأفضل هذه العادات.

2. العادات الأساسية

العادات الأساسية هي أقوى أنواع العادات، فعندما تكتسب إحدى هذه العادات، فإنَّها ستكِّون تلقائياً عادات جديدة في حياتك، وقد تكون هذه السلوكات الجديدة حسنة أو سيئة، اعتماداً على العادات التي تثيرها، وإحدى أسهل الطرائق لتحسين حياتك هي تكوين هذه العادات.

لأنَّ هذه العادات قوية ويمكن أن ينجح بعضها مع الجميع، فسوف تركز القائمة أدناه على هذه العادات.

أفضل 9 عادات لتحسين الذات

لكل عادة فوائد مختلفة عن الأخرى، وقد لا تكون أفضل عادة عند صديقك مفيدة لك، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة العثور على العادة المناسبة لبدء رحلة تحسين ذاتك، ولتسهيل الأمور عليك، نقدم لك قائمة بأفضل 9 عادات لتحسين الذات:

1. ممارسة الرياضة

يبدأ معظم الناس بممارسة التمرينات الرياضية لتحقيق الفوائد الواضحة، فهي تجعلك أقوى وأصح وأجمل، وعلى الرغم من أنَّ هذه الفوائد تمثل حافزاً للمبتدئين، إلا أنَّها نادراً ما تكون السبب في استمرارهم.

تساعد ممارسة التمرينات الرياضية المكثفة بانتظام على زيادة الثقة وتحسين المزاج، كما تخفف من التوتر وتحسن النوم، بل إنَّها يمكن أن تبني الانضباط وتعلمك كيفية التغلب على الألم - سواء كان جسدياً أم ذهنياً - وهي مهارة لا تُقدَّر بثمن.

ممارسة الرياضة هي تجسيد لما يسمى بالعادات الأساسية، وقلما نجد سلوكات أخرى لديها القدرة على إحداث تغيير إيجابي في حياة الشخص بقدر هذه العادة.

عادات صحية

2. تناول الطعام الصحي

يعد اتباع نظام غذائي صحي من أكثر العادات البسيطة والفعالة لتحسين الذات، ومع ذلك، يخفق فيها معظم الناس. يساعد الطعام الصحي على إنقاص الوزن وبناء العضلات، ويمنحك مزيداً من الطاقة، ويقلل من التوتر، ويقي من تشتت الذهن، ويحسن عملية الهضم، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض الشائعة.

يعد تحسين نظامك الغذائي عادة رائعة يمكنك بناؤها من خلال عدة خطوات صغيرة، فمن خلال تناول القليل من الفاكهة والخضار واستبعاد بعض الأطعمة الضارة، ستحسِّن صحتك دون بذل كثير من الجهد، ومع هذا النهج السهل، ستتاح لك الفرصة للعمل على أكثر من عادة واحدة في نفس الوقت.

يجب أن يكون النظام الغذائي الصحي جزءاً من روتين أي فرد عالي الأداء، وسواء كنت رياضياً أم رجل أعمال، فأنت بحاجة إلى الأداء بمستوى يمكن أن تمنحك فيه التغذية الأساسية ميزة كبيرة.

3. تنظيم مواعيد النوم

لا يحصل معظم الناس على قسط كاف من النوم الهانئ على الرغم من أهميته للصحة العقلية والجسدية، وإحدى الطرائق لتحسين نوعية نومك هي تنظيم مواعيد النوم. يساعد النوم والاستيقاظ في نفس الوقت من كل يوم على النوم بسرعة وهناء في الليل، وعندما تنام نوماً هانئاً، يرتفع مستوى طاقتك وتتحسن وظيفتك الإدراكية، وينخفض ​​خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى إيقاع نوم صحي، لكن بمجرد أن تفعل ذلك، ستتساءل كيف كنت تعيش دون جدول نوم منتظم.

4. اتباع روتين صباحي

تؤثر الطريقة التي تقضي بها صباحك في بقية اليوم، فإذا اخترت تأجيل الاستيقاظ وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي فور استيقاظك، فمن المرجح ألا يكون يومك مثمراً. أما إذا استيقظت واتبعت روتيناً صباحياً بسيطاً ولكن هادفاً، فستجد أنَّ اتخاذ القرارات الصحيحة يصبح أسهل خلال اليوم، ومع روتين صباحي جيد، ستشعر بمزيد من الطاقة، وتكون أكثر تركيزاً، وأقدر على زيادة إنتاجيتك.

يواجه كثيرون صعوبة في الاعتماد على قوة الإرادة في الصباح الباكر، وهذا قد يجعل هذا الأمر صعباً، فابدأ ببطء وشكِّل روتينك، عادة واحدة تلو الأخرى.

5. القراءة

يصبح التحسين الذاتي أسهل باستخدام المعرفة والأدوات، وتوجد عدة وسائل للحصول على هذه المعرفة، مثل يوتيوب (Youtube) والكتب والمقالات والمدونات الصوتية، ومع ذلك، سوف تحصل على فوائد إضافية من المطالعة.

لا تجعلك القراءة أكثر ذكاءً فحسب، بل تساعدك أيضاً على زيادة مدى انتباهك، وهي مهارة حاسمة أصبحت نادرة في هذا العصر. ابحث عن الكتب أو المقالات التي تستمتع بها لتسهيل هذه العادة، ويعد محتوى علم النفس والفلسفة والمساعدة الذاتية مفيداً هنا، فسوف تعلمك هذه الأنواع كثيراً من الأمور عن نفسك وعن الأشخاص من حولك.

6. المشي يومياً

ربما يكون المشي من أكثر العادات التي لا تحظى بالتقدير الكافي لتحسين الذات، إنَّها طريقة سهلة لممارسة بعض التمرينات الخفيفة، ويمكن أيضاً استخدامها لتقليل التوتر والتعب مع مساعدتك على التفكير بوضوح أكبر.

إذا كنت تجد صعوبة في ممارسة هذه العادة، فيمكنك إقرانها بشيء تحبه، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو التنزه مع صديق. لكن للحصول على أقصى استفادة منها، عليك تعلُّم كيفية القيام بذلك دون تشتيت الانتباه، وإذا أمكن، ابحث عن مكان هادئ يمكنك أن تكون فيه وحدك، واترك ما يشتت انتباهك وابقَ مع نفسك وأفكارك، فقد يكون هذا صعباً في البداية، ولكن بمجرد أن تعتاد الهدوء، فإنَّ الفوائد تستحق الجهد المبذول.

7. الجدولة

يرى كثيرون أنَّ الجدولة عادة مرهقة ومقيِّدة معتقدين أنَّها تسلبهم الوقت والطاقة والحرية، لكن في الواقع، للجدولة فوائد كثيرة. إذا لم تكن معتاداً على جدولة مهامك، فمن الأفضل أن تبدأ تدريجياً، فابدأ بتسجيل المواعيد والاجتماعات التي لا يمكن تأجيلها في تقويمك، وهي الأمور التي تحدث في وقت محدد ولا يمكن تغييرها.

مع مرور الوقت، يمكنك توسيع نطاق تنظيمك ليشمل مزيداً من النشاطات، مثل مواعيد لقاء الأصدقاء، وأوقات الاسترخاء، أو جلسات التمرين، ويعتمد مقدار ما تدونه في تقويمك على خياراتك المفضلة.

8. التأمل

ربما يكون التأمل أحد أكثر العادات شيوعاً لتحسين الذات، فهو يتطلب الوعي الكامل، وأن تكون حاضراً في اللحظة وتتعامل مع ما يحدث حولك، فأنت تدرك أنَّك تفكر أو تشعر بأشياء معينة، لكنَّك لست تلك الأفكار أو المشاعر، أنت وعقلك كيانان منفصلان.

التأمل هو نقطة انطلاق ممتازة، فيمكنك العثور على أساليب متنوعة مع مرشدين يركزون على مشكلات مختلفة؛ لذا جرِّب أساليب متعددة لتكتشف تأثيرها فيك وما تفضله، ومع اكتساب الخبرة، يمكنك تجربة التأمل وحدك.

قد يساعدك التأمل على الاسترخاء، وتحسين التفكير، وزيادة الإنتاجية، وتهدئة العقل، وما تحققه عادة بهذه البساطة مذهل حقاً.

9. التدوين

أحياناً تمتلئ أذهاننا بالأفكار، ونشعر بكثير من المشاعر أو تتسارع أفكارنا، ومع الجلوس دون فعل شيء، يتفاقم هذا الشعور وقد يؤثر سلباً في حياتنا، ويعد التدوين أداة رائعة للتعامل مع هذه الحالة، وكل ما تحتاجه هو قلم وورقة، أو حاسوب أو هاتف محمول.

توجد عدة أساليب مختلفة للتدوين، ويمكنك استخدامها للعمل على أي جانب من جوانب حياتك تقريباً، يمكنك التدوين لتصفية ذهنك، وتحديد نواياك، وإظهار الامتنان، وزيادة الإنتاجية، وتحقيق أهدافك، وغير ذلك كثير، وتعتمد الفوائد الممكنة على خيالك ومواظبتك.

في الختام

تحسين الذات هو، ببساطة، العمل على تحسين نفسك، فيمكنك تحقيق ذلك بعدة طرائق، ولكن لا يمكن القيام بذلك دون تغيير عاداتك. أسهل طريقة لبدء النمو هي بناء عادة أساسية، فالعادات التسعة المذكورة آنفاً لديها القدرة على تغيير حياتك، واعتماداً على حالتك وما تريد تحقيقه، قد تكون إحدى العادات أفضل من الأخرى، فاختر أنسب عادة (لا الأسهل) وابدأ بممارستها.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025