قاعدة 21/90: ما مدى صحتها؟
نفضل جميعنا وجود القواعد في الحياة، ونرتاح حين نعرف المدة التي يستغرقها عمل ما، ومقدار الجهد الذي نحتاج إلى بذله، ونعلم أنَّ عملنا سيحقق نتائج إيجابية على الأمد الطويل. تناسب قاعدة 21/90 جميع هذه المتطلبات عند تحسين أنفسنا، لكن ما مدى صحة هذه القاعدة؟
نستعرض فيما يلي قاعدة 21/90، وما إذا كانت سر بناء العادات وتغيير نمط الحياة.
ما هي قاعدة 21/90؟
قاعدة 21/90 هي نظرية تفيد بأنَّك تحتاج إلى 21 يوماً لتحول أي سلوك إلى عادة، و90 يوماً لتحول أي عادة إلى أسلوب حياة، فقد استخدم الكثيرون هذه النظرية وجرّبوها لتحقيق التغيير الإيجابي.
مَن صاحب النظرية؟
في كتاب المساعدة الذاتية: "علم التحكم الآلي النفسي" (Psycho-Cybernetics)، الصادر عام 1960، قدم جراح التجميل الدكتور "ماكسويل مالتز" (Maxwell Maltz) لأول مرة نظرية 21/90.
هل قاعدة 21/90 صحيحة؟
تقدم قاعدة 21/90 طريقة بسيطة لاكتساب العادات وتغيير نمط الحياة. ولاكتشاف مدى صحة هذه القاعدة، علينا طرح سؤالين: هل يمكن تكوين عادة خلال 21 يوماً؟ وهل يمكن إحداث تغييرات دائمة في نمط الحياة خلال 90 يوماً؟
1. هل يمكن تكوين عادة خلال 21 يوماً؟
في عام 2009، أجرت باحثة طبية تدعى "فيليبا لالي" (Phillippa Lally) دراسة لاختبار المدة التي يستغرقها تكوين العادات، واستنتجت أنَّ اكتساب عادة جديدة يستغرق في المتوسط 66 يوماً، وهذا يزيد بـ 45 يوماً عن المدة التي تدَّعي صحتها النظرية؛ أي من غير المحتمل إمكانية تكوين عادة جديدة خلال 21 يوماً فقط.
2. هل يمكن إحداث تغييرات دائمة في نمط الحياة خلال 90 يوماً؟
ينص الجزء الثاني من القاعدة على أنَّه يمكن إجراء تغييرات دائمة على نمط الحياة خلال 90 يوماً؛ ولكنَّ التغييرات في نمط الحياة هذه ما هي إلا مجرد تغييرات في العادات.
لقد اكتشفنا أنَّ تكوين عادة جديدة يستغرق في المتوسط 66 يوماً؛ لذا فإنَّ تغيير نمط حياتك خلال 90 يوماً أمر ممكن. ولكن، تنص قاعدة 21/90 على أنَّ تلك التغييرات في نمط الحياة دائمة، وهنا تكمن المشكلة بالنظرية.
لن تبقى ظروفك ثابتة دوماً، فربما تنشغل بوظيفة ما، أو يتوفى أحد أفراد العائلة، أو تعاني من التوتر. وحين تتغير ظروفك، سيطرأ تغيير على عاداتك أيضاً، وبالتالي قد تعود إلى العادات السيئة التي عملت على التخلص منها في الماضي.
لا شيء يدوم في الحياة، ولن تدوم عاداتك أيضاً، فلا يهم إن استمرت العادات لمدة 90 يوماً أو سنة أو 5 سنوات، عليك أن تبذل جهداً للحفاظ على نمط حياتك الإيجابي، لا سيّما إذا كان نمط حياة صعب.
هل يمكن استخدام قاعدة 21/90 لإحداث التغيير في الحياة؟
قد لا تكون قاعدة 21/90 دقيقة، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه لا يمكن استخدامها لإحداث تغييرات إيجابية في الحياة.
كلما زاد الوقت الذي تقضيه في سبيل تحقيق شيء ما، أصبح من الصعب الحفاظ على قوة الإرادة؛ فإذا علمت أنَّه عليك إجبار نفسك على العمل لمدة 21 يوماً، فسيبدو الأمر أسهل مما لو كان عليك الالتزام لـ 66 يوماً. وبهذه الطريقة، ستكون إرادتك أقوى وتتمكن من البدء. ولكنَّ قوة الإرادة غير موثوقة دوماً، وتوجد أدوات أفضل لاكتساب عادات إيجابية بنجاح. قد لا تكسب العادة بعد مُضي 21 يوماً من البدء، ولكن ستكون ممارسة السلوك وتكوينه أسهل.
في الختام
تنصّ قاعدة 21/90 على أنَّه يمكن بناء عادة جديدة في غضون 21 يوماً، وتغيير نمط الحياة بشكل دائم في غضون 90 يوماً. يستغرق تكوين عادة جديدة في المتوسط 66 يوماً، أي أكثر بـ 45 يوماً من المدة التي تفيد بها هذه النظرية.
لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث في الحياة، ولا يمكن إحداث تغيير دائم في نمط الحياة، وقد يكون هذا التغيير للأفضل أو للأسوأ. على الرغم من أنَّ قاعدة 21/90 خاطئة، إلا أنَّه يمكن استخدامها لإحداث تغيير إيجابي، لكن تذكر أنَّ هناك أدوات أكثر فاعلية لبناء العادات.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
