الفرق بين التخطيط على الأمد القصير والتخطيط على الأمد الطويل
تُخطط جميع المنظمات والأفراد لتحقيق أهدافها وطموحاتها المهنية والشخصية، وهناك نوعان من التخطيط يساعدان في اتخاذ القرارات هما: التخطيط على الأمد القصير والتخطيط على الأمد الطويل. سنورد في هذه المقالة الفرق بينهما لتتمكن من وضع خططٍ فعالة.
الفرق بين التخطيط على الأمد القصير والتخطيط على الأمد الطويل
لفهم الفرق بين هذين النوعين من التخطيط واستخدامهما بفعالية، يجب تعريفهما بدقة، وتحديد فعالية كل منهما في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية وإجراء تغييرات هادفة.
التخطيط على الأمد القصير
تمتد الخطط قصيرة الأمد لعام أو أقل، وتهدف إلى إجراء تغييرات صغيرة ومؤثرة ولا تتطلب كثيراً من الموارد. من الأمثلة الشائعة لهذه الخطط في الشركات هي زيادة مبيعات منتج أو خدمة معينة؛ حيث تُعد قصيرة الأمد لأنَّها لا تتطلب بنية تحتية أو تغييرات تشغيلية، فقد تمتلك الشركات أحياناً الموارد اللازمة لإكمال هذه الخطط، أو يوظفون كادراً خارجياً لمساعدتهم، كما يُمكن أن تضع الشركة عدة أهداف قصيرة الأمد لتحقيق هدف على الأمد الطويل.
فيما يلي بعض الأمثلة عن الخطط قصيرة الأمد على الصعيدين الشخصي والمهني:
- التنمية الشخصية: يُذكَر من أمثلة خطط التنمية الشخصية النوم باكراً وتجنّب المشروبات الغازية، التي تُسهِم مجتمعة في تحقيق هدف على الأمد الطويل، مثل التمتع بصحة أفضل.
- التعليم: تساعد أهداف التعلم على الأمد القصير في إحراز تقدم تدريجي في الدراسة وتطوير الذات. تشمل هذه الأهداف النجاح في الاختبارات أو نيل درجة معينة.
- المال: تعتمد الشركات والأفراد أهدافاً مالية قصيرة الأمد أحياناً؛ لتنظيم أمورهم المالية باستخدام الموارد المتاحة لهم. تشمل الأهداف المالية القصيرة للشركات: دفع أرباح المساهمين بحلول نهاية السنة المالية.
- التسويق: تضع الشركات عدة أهداف قصيرة الأمد لإطلاق حملات تسويق فعالة. على سبيل المثال: قد تضع الشركة خططاً قصيرة الأمد لإنشاء حملة لبيع منتج أو تصوير إعلان تجاري لزيادة الوعي بالعلامة التجارية.
التخطيط على الأمد الطويل
تمتد الخطط طويلة الأمد أحياناً على مدار سنوات عديدة، وتتميز بأنَّها شاملة وتركز على الرؤية العامة والتوجه المستقبلي للمنظمة أو الفرد. ونظراً لأنَّ الأهداف طويلة الأمد ذات نطاق أوسع، يُمكن تقسيمها إلى أهداف قصيرة وأكثر قابلية للتنفيذ خلال فترات زمنية قصيرة لتحقيق تقدم دوري وللحفاظ على الدوافع.
تهدف هذه الخطط إلى حلّ المشكلات الكبيرة، أو إحداث تغييرات جذرية في عمليات المنظمة أو حياة الأفراد. يُذكَر من أمثلة الخطط طويلة الأمد بالنسبة للأفراد السفر إلى 50 دولة، وبالنسبة للشركات تحقيق الريادة في السوق.
الاختلافات الأساسية بين التخطيط على الأمد القصير والتخطيط على الأمد الطويل
الفرق الأساسي بين نوعي التخطيط هو مقدار الوقت الذي يستغرقه كل منهما؛ إذ لا تتجاوز الخطط قصيرة الأمد العام، بينما قد تمتد الخطط طويلة الأمد لسنين طويلة حسب الأهداف.
تضع الشركات الكبيرة عادة خططاً تمتد لعقد من الزمن، تتضمن خططاً قصيرة الأمد لتطوير المنتجات، وأهدافاً تتعلق بشراء شركات أخرى، أو الدخول في شركات استراتيجية لتعزيز النمو والتوسع.
تختلف الخطط قصيرة الأمد عن نظيرتها طويلة الأمد أيضاً في أنَّ تطبيق الأخيرة معقد أكثر؛ نظراً للظروف غير المتوقعة التي قد تَحُول دون تحقيقها. على سبيل المثال: تُكمل الشركات غالباً حملاتها التسويقية بسرعة، لكنَّها تواجه صعوبة أحياناً في التعامل مع ظروف معينة عند التخطيط على الأمد الطويل.
تُركّز الأهداف قصيرة الأمد على الأمور التي يُمكن تحقيقها وحلّها مباشرة، وتهدف إلى إجراء تغييرات تدريجية تؤدي إلى تحسينات ملموسة بمرور الوقت. في المقابل، تتعلق الأهداف طويلة الأمد بالتغييرات الجذرية في الأنظمة والتشغيل، وقد تتغير تفاصيل هذه الخطط مع تطور الشركات أو الأفراد، لكن يبقى الهدف الأساسي ثابتاً دون تغيير.
أربع خطوات لإنشاء خطط فعالة
هنا 4 خطوات ستحتاجها لإنشاء خطة عمل فعالة:
1. تحديد الأهداف والطموحات
أول خطوة لإنشاء خطة فعالة هي تحديد الأهداف والطموحات لوضع خطوات عملية تساعد في تحقيقها. في سياق الشركات، يتعاون فريق الإدارة أو المجلس التنفيذي ليقرروا ما إذا كان تحقيق الأهداف يتطلب تغييرات صغيرة أو واسعة النطاق. أمّا على الصعيد الشخصي، فيجب على الفرد تقييم ظروفه لتحديد الجوانب التي يرغب بتحسينها قبل وضع الخطط.
2. استخدام الأهداف الذكية (SMART)
تتميز الأهداف الذكية بأنَّها:
- محددة: يسهل وضع الخطط لتحقيق الأهداف المحددة؛ حيث يستطيع الجميع تقديم مساهماتهم لإكمال الخطط.
- قابلة للقياس: يمكن تتبع تَقدُّم الأهداف القابلة للقياس بفعالية، ومقارنة وضعك الحالي بحالتك قبل الشروع في تنفيذ الخطة.
- قابلة للتحقيق: يُساعد وضع خطط قصيرة عدة وقابلة للتحقيق في تحصيل تقدم أكبر نحو أهدافك طويلة الأمد.
- لها صلة بما تريد تحقيقه: تسهُل المساهمة في الخطط المرتبطة بالهدف سواء على الصعيد الشخصي أم المهني؛ إذ تعزز مثل هذه الخطط معنويات الفريق في الشركات، لأنَّهم يعرفون حجم تأثير مساهماتهم.
- مؤطَّرة ضمن إطار زمني: يساعد تحديد مواعيد نهائية لمشاريع معينة في تحقيق تَقدُّم ملموس في الوقت المناسب؛ حيث تُحفّز المواعيد النهائية الناس على تحقيق الأهداف.
3. ترتيب المهام وفق الأولويات
يعني تنظيمها لمعرفة تلك التي يجب إنجازها بأقصى سرعة. تتطلب الخطط قصيرة الأمد عادة اهتماماً أكبر نظراً لقرب مواعيدها النهائية، أما عند ترتيب أولويات الخطط طويلة الأمد، فيمكن الاهتمام أولاً بالأهداف الهامة على الصعيدين الشخصي والمهني. يجب ترتيب المهام المتعلقة بالأمور المالية أيضاً والطاقة والموارد بصورة مناسبة لزيادة فرص النجاح. إليك بعض الأسئلة المفيدة التي تساعد في ترتيب المهام:
- ما هي المهام التي يجب إنجازها فوراً؟
- ما هي الخطط التي تهمك الآن؟
- ما هي المهام التي يستطيع الفريق إحراز تقدم فيها الآن؟
4. مراجعة الخطط
عند العمل على الأهداف، لا سيما الطويلة منها، تساعد مراجعة التقدم المحرز دورياً في تقييم إسهاماتك للتوثّق من أنَّك ما تزال على المسار الصحيح، وإجراء التغييرات الضرورية على تفاصيل الخطط في حال حدوث أي طارئ فيتوجب تعديلها.
في الختام
التخطيط على الأمد الطويل والتخطيط على الأمد القصير، هما استراتيجيتان تخدمان أهدافاً مختلفة في الحياة الشخصية والمهنية؛ حيث تُقدم الخطط طويلة الأمد رؤية مستقبلية شاملة، بينما تركز الخطط قصيرة الأمد على الإنجازات الفورية والتطبيقات العملية اليومية. كلا النوعين من التخطيط ضروريان لتحقيق النجاح المستدام.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
