من الهام أن يخصِّص المعلِّمون الوقت الكافي لتحضير الدروس لضمان نجاح العملية التعليمية، وتزداد فعالية التحضير حين يتعاون المعلمون ويقدِّمون عُصارة خبرتهم معاً. سنتحدَّث في هذه المقالة عن مفهوم التخطيط المشترك وفوائده، ونقدِّم 6 خطوات لتطبيقه بفعالية.

ما هو التخطيط المشترك؟

يشير التخطيط المشترك إلى اجتماع المعلِّمين للعمل معاً، وتتضمَّن هذه الجلسات:

تحضير الدروس وتصحيح الاختبارات ومناقشة الاستراتيجيات المناسبة للتدريس، والهدف الأساسي من التخطيط المشترك هو توفير فرصة ليشارك المعلمون أفكارهم مع زملائهم، ويعززوا خبرتهم عبر تطبيق استراتيجيات جديدة يتعلمونها من بعضهم.

6 خطوات لتطبيق التخطيط المشترك بفعالية

1. إنشاء مجموعة للتخطيط المشترك

أوَّل خطوة هي إنشاء مجموعة تتضمَّن جميع المعلمين؛ كي يساعدوا بعضهم على تحضير الدروس وتقييم مستويات الطلاب، وهذه الخطوة هامة للتعارف وتسهيل تحديد مواعيد الجلسات المستقبلية.

من العوامل التي يجب مراعاتها عند إنشاء مجموعة للتخطيط المشترك توافق شخصيات المشاركين؛ إذ إنَّ اتِّفاق المجموعة وتفاعلها معاً يؤدي إلى نتائج أفضل، لذلك يجب اختيار أعضاء فريق العمل بعناية قبل إنشاء المجموعة لتجنُّب الخلافات وتحقيق الانسجام.

2. تحديد وقت ثابتٍ يجتمع فيه الفريق

حدِّدْ وقتاً ثابتاً للاجتماع، إمَّا كل أسبوع أو أسبوعين أو شهرياً، واختَرْ وقتاً يستطيع فيه معظم أعضاء المجموعة الحضور للحفاظ على وحدة المجموعة، وإذا لزمَ الأمر، أجرِ عدة جلسات في الأسبوع، بدلاً من جلسة واحدة ليكون للمعلمين فرصة أكبر للحضور.

يستفيد جميع المشاركين من تعيين وقت محدَّد للاجتماع للتشاور مع زملائهم وتحضير مجموعة من الدروس، ويحافظ تحديد مواعيد الجلسات الأسبوعية على الاتِّساق، ويزيد جودة عمل المعلمين.

3. توفير مكان مناسب لإقامة الجلسات

وفِّر مكاناً هادئاً وخالٍ من عوامل التشتيت لاجتماع المعلمين، ويتضمَّن جميع الأدوات اللازمة لهم للتخطيط معاً، مثل كمبيوتر وجهاز إسقاط لعرض المعلومات والأفكار أمام المجموعة.

يختلف أسلوب عمل كلِّ شخص عن غيره؛ لذا من الهام أن يناقش أعضاء المجموعة المكان المناسب للاجتماع لزيادة التركيز والإنتاجية، فكلَّما ركَّز المعلمون على مهامهم أكثر، تحسَّن مستوى عملهم نتيجة قلة عوامل التشتيت. علاوة على ذلك، يعزِّز اختيار المكان المناسب الروح المعنوية لدى المشاركين، ويقلِّل الشعور بالإحباط الناتج عن المقاطعات.

4. تسجيل الملاحظات بدلاً من وضع خطة رسمية للنقاش

لا تعتمد مجموعات التخطيط المشترك خططاً رسمية عادة؛ بل يفضلون النقاشات المفتوحة التي تُفضي إلى أفكار إبداعية، ويمكن تسجيل بعض القضايا والمشكلات المحدَّدة التي تهمُّ الحضور، ومناقشتها أولاً للتوصل إلى حلول.

لا داعي إذاً لخطة نقاش رسمية؛ بل يكفي تدوين بعض الملاحظات وذكرها أمام المجموعة؛ إذ إنَّ الطابع غير الرسمي لجلسات التخطيط المشترك هام؛ لأنَّه يوفر المرونة لخوض النقاشات بسلاسة وتطوير الأفكار معاً، ممَّا يقدِّم حلولاً مثمرة تفيد جميع المدرسين.

5. التعاون

الهدف من جلسات التخطيط المشترك هو التعاون والعمل معاً لتقديم حلول فعَّالة للمشكلات التعليمية واقتراح تقنيات أفضل لضبط الطلاب، وسبقَ وتلقَّى جميع المدرسين تدريباً في مجال التعليم، ويتمتَّع كل منهم بمستوى من الخبرة؛ لذا يستفيد الجميع من النقاش المشترك.

إذا لاحظتَ أنَّ أحد المشاركين يواجه صعوبة في الانسجام مع باقي الأفراد، جرِّبْ بعض الطرائق لدمجه وتشجيعه على التعاون، مثل التحدث معه حول المشكلات التي يواجهها، أو طرح أسئلة محدَّدة عليه وطلب نصيحته في المناقشات المفتوحة.

6. تقييم تقدُّم المجموعة

قيِّمْ التقدُّم المهني للمعلمين نتيجة المشاركة في مجموعة التخطيط المشترك عبر تقدير درجات طلابهم وجودة عملهم والتحقق من مستوى الانضباط في الصفوف، ومعدَّل خرق القواعد، ومدى فعالية الحلول المقترحة في جلسات التخطيط المشترك.

يُوجِد تقييم التقدُّم الذي يحرزه المعلمون نتيجة حضور جلسات التخطيط المشترك حلولاً جديدة للمشكلات التي تواجههم في التعليم، فحين يجتمع المعلمون لتقييم التقدُّم الذي أحرزوه خلال جلسات التخطيط المشترك، يتسنَّى لهم اكتشاف حلول جديدة للمشكلات التي يواجهونها في مكان العمل.

يجعل هذا التقييم المستمر المعلمين أكثر وعياً بأدائهم الحالي وما يمكن تحسينه، ممَّا يعزِّز قدرتهم على تخطيط جلسات مستقبلية أكثر فعالية، وتضمن مشاركة نتائج التقييمات مشاركة دورية وصول أعضاء الفريق إلى معلومات ذات قيمة تساعد على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التعليمية.

فوائد استخدام التخطيط المشترك

لاستخدام التخطيط المشترك علينا اتِّباع ثلاث خطوات:

1. رفع المعنويات

يرفع التخطيط المشترك معنويات المعلمين نتيجة انسجامهم في العمل معاً، وإيجاد اهتمامات مشتركة، وتكوين الصداقات بمرور الوقت، كما يستمتع المعلمون بالعمل في المدرسة أكثر.

2. تحقيق معايير أعلى

يعتمد كل معلِّم طريقة مختلفة في التدريس، ولكن قد لا يُلبِّي دوماً احتياجات الطلاب، وهنا يأتي دور مجموعة التخطيط المشترك التي يشارك فيها المعلمون وجهات نظرهم ويقدِّمون حلولاً فعالة ترفع مستوى المدرسة بأكملها.

3. تحسين الانضباط

تختلف الطريقة التي يتفاعل بها كل طالب مع المعلمين، ويحسِّن تعامل المعلم مع الطلاب بطريقة تناسب احتياجاتهم سلوكهم وأدائهم؛ لذا من الهام أن يعمل المعلمون معاً ويقدِّموا استراتيجيات فعالة لتحسين سلوك الطلاب وانضباطهم.

في الختام

تُعدُّ الاجتماعات واللقاءات بين المعلمين هامة لإثراء خبراتهم وتنمية قدراتهم وتطوير أدائهم، ويستوجب ذلك حسن إعداد مثل هذه الاجتماعات لتحقيق أفضل النتائج.