التخطيط الذكي: دمج أهداف العملية والنتائج لتحقيق النجاح
تحديد الأهداف هو عملية تساعد في توجيه الأشخاص من خلال الخطوات والقرارات اللازمة لتحقيق هدف معيَّن. تتيح أنواع مختلفة من الأهداف للأشخاص تحديد الأولويات والتخطيط لكيفية تحقيق الأهداف، وتحسين التطور المهني وتعزيز الأداء. يساعدك فهم أهداف العملية وأهداف النتائج في تحديد الأهداف والحفاظ عليها حتى تتمكن من إكمالها والنمو مهنياً. يعرّف هذا المقال أهداف الرحلة وأهداف النتائج، كما يقارن بينهما موضحاً نقاط الاختلاف والتشابه.
تعريف أهداف العملية
أهداف العملية هي أهداف قصيرة الأمد وجزئية تُوضَع بغرض تنفيذ إجراء معيَّن، وتشمل الأعمال التي ينبغي إنجازها، بمعنى أنها أهداف فرعية أو خطوات صغيرة لتحقيق أهداف كبرى، ويمكن أن تكون خطوات نحو نتيجة أكبر يمكنك تقييمها والتحكم فيها.
أهداف العملية أصغر من أهداف النتائج، لذا عادة ما تكون أوضح وأبسط منها، وهي قابلة للقياس وتحقق معدلات نجاح أعلى من الأهداف النهائية. يساعد تحديد أهداف العملية في تحديد الخطوات اللازمة لإكمالها وتحقيق النتيجة المرغوبة.
تعريف أهداف النتائج
أهداف النتائج هي أهداف طويلة الأمد وشاملة تركز على النتيجة النهائية ولا تُعنى بخطة العمل على تحقيقها. أهداف النتائج نظرية وعامة، لذا فهي عادةً ما تكون أقل قابلية للقياس والتحكم. يساعد تحديد هذه الأهداف في تقييم أدائك الحالي ونتائج الأداء المرجوة من أجل إعداد خطة عمل توجهك نحو النتيجة المطلوبة، كما تسمح لك بإنشاء خطة خاصة بك للتقدم نحو النتيجة النهائية، أحياناً باستخدام أهداف العملية.
المقارنة بين أهداف العملية وأهداف النتائج
تحديد الأهداف هام جداً في مكان العمل؛ لأنَّه يساعد الأشخاص على التقدم، وإنجاز المهام، وتحقيق الإنجازات المرحلية. من الهام تحديد هدف لمساعدتك في تحقيق تقدم فعال، كما تزودك معرفة الفرق بين أهداف العملية وأهداف النتائج بالقدرة على التمييز بين نوع الهدف الذي تحتاج إليه لمشروع أو موقف معيَّن. في ما يلي، نقاط الاختلاف والتشابه بين أهداف العملية وأهداف النتائج:
1. التعديلات
أهداف العملية أكثر قابلية للتعديل من أهداف النتائج، إذ تُعَد أهداف النتائج شاملةً وعامةً ولا تتطلب تعديلات أثناء العمل على تحقيقها. بالمقابل، تحتاج أهداف العملية إلى التعديل استجابةً للتطورات التي تطرأ أثناء التنفيذ.
اعتمد على أهداف العملية إذا كنت تخطط لتعديل أهدافك أثناء المشروع. إذا كان هدف نتائجك هو مضاعفة معدل الاحتفاظ بالعملاء على سبيل المثال، فقد لا يتغير هذا الهدف الطويل الأمد، لكنَّ أهداف العملية مثل الطرائق التي ترغب في استخدامها يمكن أن تتغير أثناء تخصيص الموارد أو تدريب الموظفين.
افترض أنَّ أحد أهداف العملية يقتضي الوصول إلى شرائح سكانية محددة، وأنَّ استجابة إحدى الشرائح أفضل من غيرها. يجب عليك في هذه الحالة تركيز مواردك على المجموعة المستجيبة فقط أو تطبيق طريقة مختلفة للوصول إلى الشريحة الأخرى.
2. التحكم
يصعب تحديد نتيجة دقيقة أو قابلة للقياس في حالة أهداف النتائج؛ لأنّها تتطلب القيام بعدد كبير من الإجراءات على الأمد الطويل، لذلك فإنَّ أهداف النتائج تكون مجردة أو عامة. يمكنك أن تتمتع بقدر أكبر من التحكم في أهداف العملية لأنَّها قابلة للتعديل ويمكنك قياس نتائجها.
يمكنك تحديد الغرض من أهداف العملية الخاصة بك وتقييم مدى ارتباطها بأهداف النتائج لضمان التقدم. إذا كان هدف النتائج هو التفاعل مع عملاء جدد على سبيل المثال، فإنَّ هذا الهدف سيبقى كما هو عند وضع أهداف عملية فرعية لتحقيقه، ولا يمكنك أن تتقيد بأسلوب أو إطار زمني معيَّن أثناء العمل عليه.
يمكنك التحكم وتحديد الأهداف من خلال إنجاز كل خطوة ضمن أطر زمنية معيَّنة وتقييم التقدم باستخدام مقاييس الأداء. قد يكون أحد أهداف العملية لتحقيق هدف النتائج المتمثل في مضاعفة معدلات الاحتفاظ بالعملاء هي تحسين محتوى التسويق عبر البريد الإلكتروني لزيادة معدلات النقر على الرسائل الإلكترونية بنسبة 25%.

3. المدة
تستغرق أهداف العملية وقتاً أقصر لتحقيقها مقارنة بأهداف النتائج، ويمكن أن يتضمن هدف النتائج طويل الأمد مجموعة متنوعة من أهداف العملية قصيرة الأمد. يصعب تحديد الموعد النهائي لإنجاز هدف النتائج، مما يجعله يستغرق وقتاً أطول، وقد تستطيع تخمين موعد تحقيق هدف النتائج، إلَّا أنك ينبغي أن تحدد الوقت اللازم لإنجاز أهداف العملية بدقة لكي تتقدم وفق المعدل المطلوب.
قد تأمل في تحقيق هدف النتائج الخاص بك ضمن فترة زمنية محددة، مثل سنة مالية كاملة، ولكن يمكن أن تؤثر عديدٌ من العوامل في وقت الإكمال عند إنشاء أهداف النتائج. يمكنك التفكير بأهداف الرحلة الخاصة بالاحتفاظ بالعملاء مثل أهداف فِرق التسويق، والتواصل، والبحث لمعرفة طول الوقت الذي قد يستغرقه الهدف الكامل. يمكنك قياس المدة التي تستغرقها فرقك الحالية لإكمال المشاريع لتوقع المدة لأهداف العملية الجديدة وتوقع نطاق لإكمال هدف النتائج.
4. الدافع
قد لا تكون أهداف النتائج من أولوياتك ضمن مسؤوليات العمل اليومية نظراً؛ لأنَّها طويلة الأمد. يمكن أن يقلل طول مدة أهداف النتائج من دافعك في تحقيق النجاح، ولكن تساعد أهداف العملية المنتظمة في الحفاظ على الحماس؛ لأنّك تحرز تقدُّم مستمر نحو النتيجة النهائية.
تذكرك أهداف العملية والتي هي جزء من هدف النتائج الخاص بك بالغرض النهائي من عملية تحديد الأهداف. قد يستغرق تحديد هدف نتائج مثل مضاعفة الأرباح من المبيعات وقتاً كبيراً، لذا يجب مراعاة عوامل متغيرة أخرى عند إنشاء أهداف الرحلة.
يجب أن تكون مرناً مع أهداف العملية حتى تتمكن من إجراء التغييرات اللازمة التي تحسِّن مراحل العمل، مثل تغيير الجمهور المستهدف أو طرائقق الحملات التسويقية. عدّل أهداف العملية الخاصة بك لزيادة قابلية تحقيقها، وضمان استمرارية التقدم، وتعزيز الدافع للعمل.
5. الإحساس بالإنجاز
لن تختبر الإحساس بالإنجاز كثيراً مع هدف النتائج نظراً؛ لأنَّه هدف واحد وطويل الأمد، بينما توفر لك أهداف العملية هذا الإحساس بتكرار وانتظام. أنت تقترب من النتيجة النهائية مع إنجاز كل هدف عملية، بينما تحقق تقدماً تدريجياً.
تُعَد المكافآت جزءاً هامّاً من دورة تحديد الأهداف والتعديل. يبقيك الشعور بالمكافأة والاعتراف بإنجازاتك متحمساً لوضع وتحقيق أهداف أكبر وأكثر تكراراً. تذكر تضمين أهداف العملية في خططك عند العمل نحو هدف نتائج ونجاحات كبيرة النطاق حتى تتمكن من الشعور بإحساس بالإنجاز على طول الطريق.
في الختام
سواء كنت تعمل لتحقيق أهداف قصيرة الأمد أو تطمح إلى رؤية أوسع وطويلة الأمد، فإنَّ فهم الفارق بين أهداف العملية وأهداف النتائج يمنحك أدوات فعّالة للتخطيط والتقدم. ضع دائماً في اعتبارك أنَّ كلاً من الرحلة والنتيجة يُكملان بعضهما البعض، وكل خطوة صغيرة تقربك من أحلامك النهائية.
القائمة الرئيسية