blog-details

كيفية التوقف عن الكسل: 18 خطوة بسيطة لإنجاز الأمور (1)

يمكن أن يعجز الفرد عن إنجاز الأعمال المطلوبة منه في بعض الأحيان، ويلوم نفسه على تقصيره دون أن يعرف سبب المشكلة أو طريقة الحل.

تعريف الكسل:

يُعرَّف الكسل على أنَّه حالة نفسية تتسبَّب في عجز الفرد عن العمل أو بذل المجهود اللازم.

من الطبيعي أن يفقدَ الفرد شغفه وحماسته تجاه حياته بين الحين والآخر، وقد يشعر أنَّه لا يحرز أي تقدُّم يُذكَر ولا ينجز المهام المطلوبة منه رغم أنَّه يعمل كالمعتاد، وتراه يركز على المهام السهلة الثانوية، ويتجنب الأعمال الهامة والمشاريع الضخمة.

يشتكي عدد كبير من الأفراد من انخفاض إنتاجيتهم، فالكسل ليس مسألة بسيطة كما يبدو للوهلة الأولى، ويسجل الإنسان الكسول معدل ذكاء مرتفع مقارنةً مع نظيره النشيط، وقد ثبت أنَّ حالة الكسل تقلل الحاجة لتلقِّي العلاجات الطبية بنسبة 43%.

الأسباب الرئيسة لحالة الكسل:

تقتضي الخطوة الأولى للتخلص من مشكلة الكسل تحديد الأسباب الكامنة خلف قلة الحماسة والنشاط، ولقد أثبتت الدراسات والتجارب أنَّه لا بدَّ من وجود تفسير منطقي لحالة الكسل، فينجم الكسل عن مجموعة متنوعة من العوامل التي تشمل الصحة الجسدية، والنفسية، والحالة العاطفية.

فيما يأتي 5 أسباب رئيسة لحالة الكسل:

1- فقدان الاهتمام:

يفقد الإنسان حماسته ويواجه صعوبة بالغة في التركيز عندما تكون المهمة مملة وغير مثيرة للاهتمام بالنسبة إليه، وهذا يشمل الأعمال الروتينية؛ لأنَّ الدماغ دائم البحث عن التجديد ولا يعمل بطاقته القصوى عندما تكون المهام مكررة وروتينية.

يتساءل الفرد ما إذا كانت المهمة تستحق أن يبدأ العمل عليها عندما تفتقر لعنصر الجِدة أو الهدف، ويؤدي شعوره بعدم وجود معنى من القيام بها إلى حالة الكسل بسبب افتقاره لقوة الإرادة اللازمة للمحاولة، وهو ما يدفعه إلى المماطلة وتأجيل العمل عليها.

2- الخوف:

من الطبيعي أن يخشى الفرد خوض التجارب الجديدة، ولكن غالباً ما يؤدي الخوف من الفشل إلى حالة من الكسل.

يحدُث هذا نتيجة تركيز الفرد على تجنب شعور الفشل والتمسك بمنطقة الراحة؛ أي إنَّه يمتنع عن العمل لكي يحمي نفسه من الأذى المحتمل.

لا تقتصر هذه المخاوف على الفشل، بل ثمة من يخشى النجاح والضغوطات التي ترافقه، ما يعني أنَّ الإنسان يماطل ويتجنب إنجاز المهام بسبب تعلقه بمنطقة الراحة.

3- تدني مستوى تقدير الذات:

يؤدي تدني مستوى تقدير الذات إلى تقليل الثقة بالنفس والإمكانات، وهو من العوامل الرئيسة المسببة للكسل، فتؤدي هذه المعتقدات المقيِّدة إلى تشكيك الفرد بإمكاناته وقدرته على تحقيق النجاح، لهذا السبب يمتنع عن العمل وبذل المجهود اللازم.

يؤدي هذا التقصير والعجز إلى تعزيز شعور الفرد بانعدام قيمته، وهو ما يتسبب في تقليل حماسته وشغفه.

بيَّنَت دراسات "جمعية علم النفس الأمريكية" (The American Psychology Association) أنَّ تدني مستوى تقدير الذات عند الطلاب يؤدي إلى "ترددهم في المشاركة في التعلم، أو المجازفة باستثمار فرص التنمية الأكاديمية التي تُتاح لهم"، وهو ما يتمثل في حالة الكسل والهمود.

4- قلة النوم وعدم ممارسة التمرينات الرياضية:

يتطلب التغلب على مشكلة الكسل الحصول على قسط كافٍ من النوم، فقد أثبتت الدراسات العلمية أنَّ قلة النوم تؤدي إلى إضعاف فاعلية الوظائف المعرفية، والقدرة على الانتباه والتركيز، وتأدية المهام المعقدة، واتخاذ القرارات.

يؤدي إهمال ممارسة التمرينات الرياضية إلى إضعاف القدرة على التحمل واللياقة البدنية، وقد تتفاقم الحالة وتتحول إلى إرهاق مزمن، وقلة نشاط، كما أنَّها يمكن أن تثبط إفراز هرمون السعادة الإندورفين.

تؤثر هذه العوامل في الحالة المزاجية ومستوى الحماسة، وتؤدي إلى تأزُّم الوضع النفسي تدريجياً؛ بسبب افتقار الفرد لقوة الإرادة والقدرات العقلية اللازمة للتغلب على المشكلة.

5- الاضطرابات الجسدية أو النفسية:

ينجم الكسل في كثير من الحالات عن الاضطرابات الجسدية والنفسية، ويُذكَر منها ما يأتي:

  • مرض ألزهايمر.
  • القلق.
  • اللامبالاة.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • الاكتئاب.
  • اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية(PTSD).
  • الاضطراب المزعج السابق للحيض (PDD).
  • الإصابة الدماغية الرضية.

يؤثر النظام الغذائي أيضاً في مستوى نشاط الإنسان، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أنَّ الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة وحمل الأوزان الثقيلة يؤدي إلى الخمول، وقلة النشاط، والكسل.

يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن الآتية إلى الكسل أيضاً:

  • "بي 12" (B12).
  • "سي" (C).
  • "د" (D).
  • "حمض الفوليك" (Folate).
  • الحديد.
  • المغنيسيوم.

18 طريقة للتغلب على حالة الكسل:

1- وضع أهداف قابلة للتحقيق:

تساعد الأهداف على تحديد طموحات الفرد، والحفاظ على تركيزه، وزيادة مستوى حماسته، ومع ذلك يعجز معظم الناس عن تحقيق أهدافهم، ويحدث هذا لأنَّ الأهداف غالباً ما تكون صعبة التحقيق، ويمكن التغلب على هذه المشكلة عبر الالتزام بمعايير الأهداف الذكية، فالهدف الذكي هو هدف محدد، وقابل للقياس والتحقيق، وذو صلة، ومؤطر زمنياً.

لذا ينبغي أن تختار هدفاً واحداً أو اثنين على الأكثر وتعمل على إنجازهما خلال فترة الصباح، فيكون مستوى نشاط الفرد في أوجه في بداية اليوم، وهذا يمكِّنه من العمل بفاعلية عالية، ولكن تنخفض القدرة على التركيز واتخاذ القرارات مع مرور الوقت، لهذا السبب يُنصَح بتحقيق أقصى فائدة ممكنة من الفترة الصباحية.

حاول أن تعمل على مخططاتك وأهدافك عندما يكون ذهنك صافياً في بداية اليوم، كما يُنصَح بتدوين الأهداف، فقد أثبتت الدراسات أنَّ عملية التدوين تزيد من احتمال النجاح في تحقيق الهدف بنسبة 42%.

2- تقوية العزيمة:

ينجح الإنسان عندما ينمِّي قدرته على الالتزام بالعمل على تحقيق أهدافه حتى عندما يشعر بالإحباط، وهذا يتطلب تطبيق التقنيات التي تساعد على تقوية العزيمة والقدرة على التحمل والاستمرار.

تعرِّف الباحثة في مجال التحفيز والمؤلفة "أنجيلا دكوورث" (Angela Duckworth) مفهوم العزيمة على أنَّه: "الشغف والقدرة على الاستمرار في العمل على تحقيق الأهداف طويلة الأمد".

تعبِّر العزيمة من ناحية أخرى عن القدرة على الحفاظ على التركيز، وعدم الاستسلام، ومتابعة العمل بجد رغم الصعوبات والشعور بالعجز لأنَّك ترغب من صميم قلبك بتحقيق الهدف النهائي.

تتطلب تقوية العزيمة الالتزام بالمبادئ الآتية:

  • الاهتمام: ما هي الأشياء التي تثير فضولك تجاه المهمة؟
  • الممارسة: تتكون العادات بالتكرار؛ أي يجب أن تكرر العادة المطلوبة يومياً لكي تترسخ في نمط حياتك وتستفيد منها في تحقيق أهدافك.
  • الهدف: يجب أن تركز على هدفك النهائي لكي تحصل على الدافع اللازم لإنجاز المهام قصيرة الأمد.
  • الثقة بالنفس: الأفكار الإيجابية ضرورية لتحقيق النجاح، وهذا يتطلب الإيمان بقدرتك على بلوغ هدفك.

3- بدء العمل على المهام البسيطة:

إنجاز المهام البسيطة أفضل من الاستمرار في المماطلة وتأجيل العمل، فيمكنك أن تراجع المراحل السابقة وتجري التصويبات اللازمة فيما بعد، ولكنَّك لن تحرز أي تقدُّم يُذكَر عندما تستمر في التأجيل، وتؤدي نزعة المثالية إلى إعاقة نجاح الفرد وتطوره، ويقتضي المنطق السليم الاستعداد لاقتراف الأخطاء وتقبُّلها والتعلُّم منها.

يمكن حل المشكلة ببساطة عبر اتباع نمط حياة يركز على مجموعة من خطوات العمل البسيطة مثل ترتيب السرير كل صباح، وتنظيم الملفات على المكتب، ووضع خطة عمل للأسبوع المقبل.

يمكنك من ناحية أخرى أن تطبِّق "قاعدة الدقيقتين" (Two-Minute Rule) التي تشجع على مباشرة العمل وتساعد على توليد الدافع اللازم للاستمرار، وهي تقتضي تخصيص دقيقتين فقط للعمل على المهمة.

تساعد هذه الطريقة على تعزيز شعور الفرد بالإنجاز، وتوليد الدافع والرغبة في الاستمرار وإحراز مزيد من التقدم.

في الختام:

من الطبيعي أن يتعرَّض الإنسان لحالة الكسل بين الحين والآخر، ولقد قدَّم الجزء الأول من المقال معلومات وافية عن الأسباب المحتملة لهذه الحالة، وشرح 3 طرائق فعالة لمعالجتها، ويبحث الجزء الثاني والأخير منه في بقية الطرائق التي أثبتت فاعليتها في علاج الكسل.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025