7 إستراتيجيات للاستفادة من البساطة في إدارة الوقت والإنتاجية
يشجع أسلوب الحياة البسيط على التخلص من الفوضى والتركيز بوعي على الأشياء الهامة فعلياً، وتتوافق مبادئ هذا النهج مع قواعد إدارة الوقت. يناقش هذا المقال العلاقة بين البساطة وإدارة الوقت، وكيف يمكن أن يحسن نمط الحياة البسيط من إنتاجيتك ويساعدك على إنجاز الأمور ببساطة وإستراتيجية.
البساطة وإدارة الوقت
تساعد إدارة الوقت والإنتاجية في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، ويمكن دمج مبادئ البساطة مع قواعد إدارة الوقت من أجل تحسين جودة الحياة عامةً بالإضافة إلى تعزيز التوازن. لذلك، يناقش هذا المقال إستراتيجيات استثمار البساطة في إدارة الوقت وتحسين الإنتاجية.
ما هو نمط الحياة البسيط؟
إنّ البساطة هي أسلوب حياة مفيد يشجعك على التفكير في الأشياء التي يجب أن تحتفظ بها، والأخرى التي ينبغي أن تتخلص منها، وكيف تستطيع الاستفادة من هذه المبادئ في تعزيز إمكاناتك وتحقيق أهدافك.
تتمحور البساطة حول كونك انتقائياً في خياراتك وأفعالك وقراراتك حتى تتمكن من تجنب الفوضى في منزلك وحياتك. سيتيح لك ذلك الوقت والمساحة والحرية لتقوم بما تحبه وتؤسس حياتك وفق شروطك، وتعيش بوعي دون أن تكرر أفعالك وقراراتك بلا تفكير.
تُمثّل النية عاملاً حاسماً في أسلوب الحياة البسيط؛ حيث يتطلب منك أن تكون واعياً، وحاضراً، ومدركاً لمشاعرك ورغباتك. هذه هي عقلية البساطة التي تشجعك على تحديد أولوياتك بدقة ورفض أي شيء يتعارض معها.
أسلوب الحياة البسيط ليس وصفة سحرية لتسهيل الحياة، ولكنّه يمكن أن يساعدك في تحديد أولوياتك بنفسك دون أن تعتمد على الآخرين. ابحث أكثر حول أسلوب الحياة البسيط إذا كنت تشعر بعدم الاستقرار أو الإحباط في حياتك.
إدارة الوقت والإنتاجية
يُعد الشعور بالإنجاز، سواء على الصعيد المهني أو الشخصي، أمراً مفيداً، لذلك حاول دائماً أن تتعلم حيل جديدة لإدارة الوقت وتعزيز الإنتاجية وبالتالي ترسيخ اسلوب الحياة البسيط تدريجياً.
يمكن تنظيم الوقت تماماً كما ترتب غرفتك أو مكتبك، ويساعدك ذلك في تعزيز إنتاجيتك وكفاءتك بطريقة فعالة. حيث تتمحور إدارة الوقت حول التعامل مع وقتك بوعي، وتنظيم مهامك وواجباتك بحيث تعمل دون أن ترهق نفسك، وتستريح عند الحاجة.
كيف يمكن أن يحسن نمط الحياة البسيط من إنتاجيتك؟
نستكشف، في ما يلي، الرابط بين البساطة وإدارة الوقت؛ حيث تستطيع بعض إستراتيجيات البساطة مساعدتك في إدارة وقتك وزيادة إنتاجيتك. تتضمن أهم تلك الإستراتيجيات، التالي:
1. حسن استثمار الوقت
تقتضي البساطة التركيز على الأشياء الهامة والقيِّمة فقط في حياتك، وتجاهل الباقي. ينطبق نفس المبدأ على كيفية إدارة وقتك والتزاماتك:
- أنت تفكر ملياً في المهام قبل أن توافق عليها وتستثمر وقتك فيها.
- أنت تستثمر وقتك في الأشياء "الصحيحة" التي تهمك بدلاً من الأشياء التي تشعر بأنَّها إلزامية أو التي فرضها الآخرون عليك (بعيداً عن متطلبات عملك بالطبع).
- أنت أقل عرضة للالتزام بما يفوق طاقتك، وبالتالي لن تنسى أو تفوت أي موعد، وستكون مرتاحاً دون أن تضغط نفسك.
2. تحسين تعدد المهام
لدينا جميعاً قوائم مهام طويلة لا تنتهي، ونضطر أحياناً للتعامل مع ما يزيد على عمل واحد في الوقت نفسه، وقد لا تسمح الظروف بإنجاز كل مهمة على حدة قبل الانتقال إلى التالية. يبدو هذا جلياً في العمل خاصةً؛ حيث تتزاحم المشاريع والأنشطة والاجتماعات معاً، وكل منها يحتاج إلى وقتك واهتمامك.
بالتالي، لا يمكنك أن تتجنب تعدد المهام في بعض الأحيان، ولكن تساعدك عقلية البساطة في تعزيز فعالية العمل في مثل هذه الحالات.
- يمكنك شطب المهام الثانوية من قائمتك.
- يمكنك تحديد أولوياتك بسهولة أكبر
- يمكنك تحديد الواجبات ومواعيد تسليمها.
3. تحديد أولويات المهام
تشجع البساطة على أن تكون واعياً وحاضراً، وتركز على ما هو هام في أي لحظة معينة.
لن تستطيع تحديد أولوياتك عندما يكون ذهنك مشوش، وأفكارك مشتتة، وبالك مشغول بالمهام المتراكمة، لذلك عليك أن تنظم قائمة مهامك باستخدام عقلية البساطة. تمنحك عقلية البساطة التركيز والصفاء الذهني الذي تحتاج إليه لتحديد المهام وترتيبها بحسب الأولوية.
4. التركيز وتجنب المشتتات
تؤثر البيئة المحيطة في صحتنا النفسية؛ حيث ترتفع مستويات التوتر لدينا عندما نعيش في بيئة فوضوية، كما نكون أقل قدرة على التفكير بوضوح دون تشتت.
وبالتالي، سنركز على مهامنا بصورة أعمق، ونرفع إنتاجيتنا عندما نقلل الفوضى حولنا. ينطبق هذا على الصعيدين المهني والشخصي، وهو أمر أساسي لإنجاز الأمور إذا كان لدينا كثيرٌ من المهام وقليلٌ من الوقت.
5. التنظيم والترتيب
بناءً على النقطة السابقة، فإنَّ تنظيم الفوضى واعتماد عقلية البساطة يعود بفوائد متعددة على المستوى النفسي والعملي.
- ترتيب وتنظيم الأشياء والمهام.
- ستتمكن من إيجاد الأشياء بسرعة أكبر (سواء كانت ملفات رقمية أو رسائل بريد إلكتروني أو أوراق).
- أنت أقل عرضة لفقدان الأشياء (وهدر الوقت في البحث عنها).
- يمكنك متابعة الأنظمة والإجراءات.
- ستعمل بسرعة وفعالية أكبر.
في ما يلي، بعض الأشياء أو المجالات التي سيساعدك ترتيبها على إدارة وقتك وزيادة إنتاجيتك:
- نظام الملفات على الحاسوب بما في ذلك المجلدات والصور وما إلى ذلك.
- أيقونات سطح المكتب.
- صندوق البريد الإلكتروني.
- الأوراق وأنظمة الملفات الورقية.
- المستلزمات المكتبية.
- مكان العمل أو المكتب.
- رفوف الكتب.
- لوحات الإعلانات.
- مركز التحكم في المنزل.
6. التحفيز
تقتضي عقلية البساطة إمعان التفكير في المهمة قبل إضافتها إلى جدول أعمالك، وهي تساعدك في إنجاز المهام الموكلة إليك دون أن تفقد تركيزك، أو يتشتت انتباهك، أو تتوقف عن العمل قبل أن تكمل المهمة. إنّ كل مهمة تؤديها هامّة ومدروسة، ولا يوجد مهام ثانوية تشتتك أو تضيف عليك عبئاً إضافياً فقط.
يشعر الفرد بالإنجاز عندما ينهي مهمة أساسية، وينتقل بحماس إلى المهمة التي تليها، وهكذا يندفع للعمل بجد وشغف حتى ينجز جميع الأعمال الموكلة إليه.
أسوأ شعور على الإطلاق هو أن تنجز مهمة لا تعرف الغرض منها ولا تخدم أهدافك، ولكن يمكنك أن تتجنب هذا الإحباط والندم من خلال اتباع نهج البساطة الذي يشجع على تحديد المهام الأساسية وترتيبها بحسب الأولوية من البداية.
7. تحقيق الأهداف
تساعد البساطة على رؤية الصورة الأكبر في كل ما تفعله، سواء كان ذلك في العمل، أو إدارة منزلك، أو العناية بنفسك أو العمل على تطوير شخصيتك.
تساعدك البساطة في تحديد:
- أولوياتك.
- سلوكاتك التي ترغب في تطويرها.
- عاداتك السلبية التي ترغب في تجنبها.
- مجالات التحسين والتغيير.
- الأهداف والطموحات التي تريد الوصول إليها.
سيكون كل هذا أوضح بكثير بالنسبة لك لأنك أكثر وعياً عامةً بكل ما تفعله في الحياة، وما تقبله وما ترفضه. بالتالي، تشجعك البساطة على استثمار وقتك بطريقة واعية ومدروسة، وتحديد أولوياتك في الحياة، ووضع أهدافك بناءً عليها.
تحديد الأهداف بعقلية البساطة
تؤثر الأهداف الموضوعة في إنتاجية الفرد؛ إذ ليس ثمّة جدوى من استثمار الوقت، والمال، والجهد في تحقيق أهداف لا تلبي احتياجاتك ورغباتك. يجب أن تختار أهداف بسيطة، وعملية، وقابلة للتحقيق، وذات معنى بالنسبة لك. التزم بتحقيقها، وحافظ على تركيزك وراجعها دورياً.
اشطب الأهداف التي لم تعد تدعمك، أو التي لم تعد تتماشى مع ما تريده من الحياة، فهي مجرد شكل آخر من الفوضى التي تحرفك عن المسار الصحيح.
جدول المهام البسيط
إذا كنت تشعر أنَّك مشغول دائماً وجدولك مليء باستمرار، فهذا لا يعني أنَّك منتج بل يعني أنَّك غير منظم وبحاجة لإعادة ترتيب أوراقك.
توقف عن إرهاق نفسك والالتزام بعدد كبير من المهام، وخصص بعض الوقت للاسترخاء، وتجديد الطاقة، وتقييم وضعك الحالي، وحاول أن تتروّى في حياتك وتتجنّب الانشغال المستمر والعجلة، وركز على جودة عملك لكي تنجح في الحفاظ على إنتاجيتك.
قد يبدو الجدول الزمني البسيط فارغاً، ولكنَّه ثري ومدروس بعناية. قيم جدول مهامك، وتأكد من أنَّ كل المهام ضمنه هامة. اشطب أي شيء يمكنك تأجيله أو إلغاؤه إذا كنت تشعر بالانشغال أو الضغط الزائد.
إنّ رفضك لبعض المهام أو كونك أقل انشغالاً ليس علامة على الفشل ولا مقياس لجودة الحياة. قد تكون ببساطة وازنت احتياجاتك الخاصة مع متطلبات الحياة.
البساطة والتخطيط
يُعَد التخطيط جزء هام من نمط الحياة البسيط؛ لأنّه يساعد في توفير الوقت وتخفيف الضغوطات النفسية.
البساطة والروتين
تشجع البساطة على الالتزام بالعادات أيضاً مما يعزز إدارة الوقت والإنتاجية.
يتطلب نمط الحياة البسيط بعض التغييرات مثل البحث عن طرائق لتسهيل الحياة، ويمكن أن تكون هذه التغييرات كبيرة، مثل الانتقال إلى منزل أصغر أو اتخاذ قرار بشأن تغيير مهني، أو قد تكون تغييرات يومية طفيفة، وغالباً ما تأخذ هذه التغييرات اليومية شكل العادات.
البساطة وأسلوب الحياة الهادئ
لا تقتصر إدارة الوقت والإنتاجية على إنجاز المهام؛ بل إنها تتطلب أحياناً التروي، والراحة وتعلم كيفية الاسترخاء. هذا ليس بسيطاً عندما تشجعنا معظم جوانب الحياة على القيام بمزيد من الأمور، وتحقيق مهام أكثر لرفع الإنتاجية.
يتطلب أسلوب الحياة البسيط إعادة تقييم القواعد المتعارف عليها لإدارة الوقت، والتروّي في العمل، حتى لا تُستنزَف طاقتنا ولا نتعرّض للإرهاق والضغط. يجب أن تساعدنا وتيرة العمل الجديدة في إنهاء واجباتنا، وتوفير بعض الوقت، والجهد لتلبية رغباتنا واحتياجاتنا الشخصية.
في الختام
يمكن القول أنَّ تبني نمط حياة بسيط وممارسات إدارة الوقت الجيدة يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة الحياة عامةً. إنَّ العيش ببساطة وإدارة الوقت بفعالية، يساعدان في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، ويمنحانك الوقت والطاقة للتركيز على ما هو حقاً هامّ بالنسبة لك.
بالاستفادة من الإستراتيجيات المذكورة ضمن هذا المقال، ستتمكن من تنظيم حياتك على نحوٍ يتيح لك تحقيق أهدافك دون الشعور بالإرهاق أو الضغط. دعونا نتبنى هذا النهج البسيط ونعمل على تحقيق حياة أكثر هدوءاً وإنتاجيةً.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
