4 خطوات لتطبيق "قاعدة الخمس دقائق" (the 5-minute rule)
لا بدَّ أن يعاني الفرد من نزعة التسويف بين الحين والآخر، ممَّا يمنعه من الالتزام بالدراسة، أو المطالعة، أو الذهاب إلى النادي الرياضي، فلا يشكِّل التسويف عائقاً أمام نجاح الفرد في حياته عندما يحدث بين الحين والآخر، ولكنَّه يؤثر سلباً في الصحة الجسدية والنفسية عندما يتكرر في الحياة اليومية، وتُستخدَم "قاعدة الخمس دقائق" (the 5-minute rule) للتغلب على نزعة التسويف وإنجاز المهام المطلوبة.
تعريف قاعدة الخمس دقائق
"قاعدة الخمس دقائق" هي عبارة عن تقنية بسيطة تعتمد على العلاج المعرفي السلوكي وتهدف إلى التغلُّب على التسويف وتحسين الإنتاجية عبر تهيئة الفرد لمباشرة العمل على المهمَّة التي يُؤجِّلها.
يقتضي التطبيق العملي للقاعدة تخصيص 5 دقائق للعمل على المَهمَّة التي تحاول تجنُّبها، وأنت تقرِّر ماذا ستفعل بعد انقضاء هذه المدة، فتوقَّفْ إن لم ترغب بمواصلة العمل على المَهمَّة؛ لأنك طبَّقْتَ القاعدة ووَفَيتَ بالتزامك.
بيَّنت التجارب أنَّ الفرد يميل بالعادة لمواصلة العمل على المَهمَّة حتى ينتهي منها ولا يتوقف بعد انقضاء المدة المحدَّدة، ويمكن تطبيق القاعدة على نشاطات المطالعة، وواجبات الدراسة، والعمل، وممارسة التمرينات الرياضية، واكتساب العادات الجديدة، وما إلى ذلك.
فعالية قاعدة الخمس دقائق في التغلب على التسويف
تتطلب المهام الضخمة قدراً كبيراً من الوقت والجهد، ممَّا يدفع بعضهم إلى المماطلة في تنفيذها ظناً منهم أنَّها مستحيلة التحقيق، وقد تبيَّن أنَّ نزعة التسويف تتفاقم مع ازدياد الوقت والجهد المطلوب لإنجاز المهام.
تُقنِع هذه القاعدة العقل بأنَّ المَهمَّة بسيطة وقابلة للتحقيق بسهولة، فهي تتطلب من الفرد الالتزام لمدة 5 دقائق فقط، ممَّا يشجِّعه على مباشرة العمل عليها، وتساعد القاعدة على التغلب على الجزء الأصعب من عملية إنجاز المهام وهو بدء العمل عليها.
تحسِّن "قاعدة الخمس دقائق" الإنتاجية، وغالباً ما يواصل الفرد العمل بعد انقضاء هذه المدة، وينجح بالنتيجة في إنجاز المَهمَّة المطلوبة، وحتى لو توقَّفْتَ عندما تنقضي المدة المحددة، فإنَّك ستكون قد أحرزتَ بعض التقدُّم.
خطوات تطبيق قاعدة الخمس دقائق
تُعدُّ القاعدة بسيطة وسهلة التطبيق، وفيما يأتي 4 خطوات لتطبيق "قاعدة الخمس دقائق":
1. الاستعداد للعمل وإقصاء مصادر التشتيت
غالباً ما تنجم نزعة التسويف عن وجود مصادر تشتيت تثير الحماس أكثر من العمل على المهام، ويُذكَر منها استخدام الهاتف المحمول، ومشاهدة التلفاز، والألعاب، ولا تحقِّق "قاعدة الخمس دقائق" النتائج المرجوَّة عندما يكون الفرد مشتَّت الانتباه.
بالتالي، يجب إزالة مصادر التشتيت من مكان العمل، وهذا يتطلَّب نقل التلفاز إلى خارج الغرفة، وضبط الهاتف المحمول على وضع الطيران، وإغلاق علامات التبويب غير الضرورية على الحاسوب، وإزالة أي شيء يمكن أن يُشتِّت الانتباه.
تزداد سهولة بدء العمل على المهام عند التخلص من مصادر تشتيت الانتباه، وعلى الأرجح أن يرغب الفرد بالمتابعة بعد انقضاء المهلة المحدَّدة.
2. ضبط المؤقِّت
تقتضي هذه الخطوة ضبط المؤقِّت لمدة 5 دقائق تركِّز خلالها كامل انتباهك على المَهمَّة.
خيارات بديلة لتطبيق قاعدة الخمس دقائق
يُفضَّل في بعض الحالات أن تستبدل مدة الخمس دقائق بهدف بسيط وسهل التحقيق، وفيما يأتي مجموعة من الأمثلة عن هذه الأهداف البسيطة:
- ممارسة التمرينات الرياضية: يمكن أن يشمل الهدف البسيط في هذه الحالة الذهاب إلى النادي الرياضي وارتداء الملابس الخاصة بالتدريب فقط، ثمَّ ممارسة التمرينات الرياضية أو العودة إلى المنزل.
- المطالعة: يمكنك أن تعقد عزمك على قراءة صفحة واحدة، وبعدها أنت حر بالمتابعة أو التوقف.
- الكتابة: بدل أن تُلزِم نفسك بالكتابة لمدة 5 دقائق، يمكنك أن تتعهَّد بكتابة فقرة واحدة، وبعدها أنت حر بالمتابعة أو التوقف.
يجب التذكير بضرورة اختيار هدف بسيط وسهل التحقيق لكي تحقِّق النتيجة المرجوَّة من القاعدة.
3. مواصلة العمل حتى تنتهي مدة الخمس دقائق
تُطبَّق هذه الخطوة في حالة المؤقِّت الزمني والهدف البسيط؛ أي عليك أن تواصل العمل لحين انتهاء مدة الخمس دقائق أو إنجاز الهدف البسيط، ويجب الحفاظ على التركيز طوال هذه المدة.
4. اتخاذ قرار المرحلة التالية
أنت تقرِّر ماذا ستفعل بعد انقضاء المدة المحدَّدة أو إنجاز الهدف المطلوب بناءً على حالتك النفسية، فإذا لم تكن ترغب بالمتابعة، عندئذٍ يمكنك أن تتوقَّف وأنت تعرف أنَّك أحرزت بعض التقدُّم، ولن تشعر بالخزي لأنَّك توقَّفت في هذه المرحلة.
أمَّا إذا رغبت بالمتابعة، فاعمَلْ قدر ما تشاء أو استمر حتى تُنجِز المَهمَّة المطلوبة، فغالباً ما يستمر الفرد حتى يُنجِز المَهمَّة بعد تطبيق قاعدة الخمس دقائق.
نصائح لتطبيق قاعدة الخمس دقائق
فيما يأتي نصيحتين لتطبيق قاعدة الخمس دقائق:
1. تجنَّب تعدُّد المهام
لا يستطيع العقل البشري أن يركِّز على أكثر من مَهمَّة في الوقت نفسه، فيؤدي التغيير السريع والمتواصل لمركز الانتباه إلى هدر قدرٍ كبير من الطاقة العقلية وتخفيض جودة النتائج المُحرَزة، ويمكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد لطريقة تعدُّد المهام إلى تراجع القدرة على التركيز والحاجة لوجود محفِّزات خارجية طوال الوقت.
يشترط نجاح قاعدة الخمس دقائق تركيز كامل الانتباه على العمل، وهذا يتطلب الابتعاد عن تعدُّد المهام الذي يمكن أن يتسبَّب في تراجع الإنتاجية على الأمد الطويل.
2. استخدِمْ قاعدة الخمس ثوانٍ
يمكن أن يواجه الفرد صعوبة في بدء العمل على المهام حتى لو طبَّق قاعدة الخمس دقائق، وفي هذه الحالة، يُنصَح بتطبيق قاعدة الخمس ثوانٍ.
قاعدة الخمس ثوانٍ هي عبارة عن تقنية بسيطة تساعد على التغلب على نزعة التسويف والمماطلة في العمل، ويقتضي التطبيق العملي لهذه التقنية العد تنازلياً من 5 إلى 0، ثمَّ عليك ضبطُ المؤقِّت ومباشرة العمل.
في الختام
"قاعدة الخمس دقائق" هي عبارة عن تقنية بسيطة تعتمد على العلاج المعرفي السلوكي وتُستخدَم للتغلب على التسويف، ويقتضي التطبيق العملي لهذه التقنية تركيز الانتباه لمدة 5 دقائق على المَهمَّة المطلوبة، ولك مُطلق الحرية في المتابعة أو التوقف بعد انقضاء هذه المدة، ولكن غالباً ما يختار الفرد مواصلة العمل لحين انتهاء المَهمَّة.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
