تُظهر الدراسات أنَّ ساعتنا البيولوجية مسؤولة عن مستويات طاقتنا؛ إذ تبلغ طاقة بعض الأشخاص ذروتها ليلاً، على عكس الذين يستيقظون باكراً. لذا، ينبغي استثمار ساعات الليل وتحقيق أقصى استفادة منها.

تؤثر بيئة المدن في استراتيجيات إدارة الوقت التي يتَّبعها مُحبُّو السهر؛ إذ غالباً ما تُقدم المناطق الحضرية تحديات وفرصاً فريدة. يقدِّر المجتمع والأوساط المهنية الأشخاص الذين يستيقظون باكراً، لا سيما في الوظائف التقليدية التي تتطلب الحضور المبكر. ولكن، بفضل النصائح التي سنقدمها في المقالة، يستطيع هؤلاء الأشخاص أن ينجحوا رغم هذه التحديات، ويحافظوا على نشاطهم وصحتهم حتى في الأوقات المتأخرة من الليل.

غالباً ما ينشأ الميل للسهر أو الاستيقاظ الباكر نتيجة العوامل الوراثية؛ ولكن يمكن التعامل مع الأمر من خلال الاستعداد في الليلة السابقة، والاستفادة من الساعات التي يبلغ فيها النشاط ذروته بحكمة، مما يردم الهوة بين عادات السهر والمهام الصباحية. في ما يلي، 11 نصيحة تفيد الأشخاص الذين يسهرون في إدارة الوقت.

فهم ذروة الإنتاجية

يجب تحديد أوقات ذروة الإنتاجية والأداء من خلال تطبيق النصائح التالية:

1. حدد الساعات التي تزداد فيها إنتاجيتك

من الضروري معرفة أوقات ذروة اليقظة والتركيز؛ إذ إنَّ طاقة الأشخاص الذين يميلون للسهر تزداد في الساعات المتأخرة من الليل. تُظهر الدراسات أنَّ الإبداع والتنظيم يبلغان ذروتهما ليلاً، وعليه، يمكنك تأجيل المهام الصعبة إلى الأوقات التي يزداد فيها تركيزك ونشاطك.

2. تتبَّع مستويات طاقتك اليومية

من المفيد مراقبة تقلبات طاقتك، ويمكن أن تساعدك بعض الأدوات والتطبيقات في متابعة تغيُّر مستوياتها، مما يتيح تخطيط يومك بطريقة تنجز فيها المهام الهامّة في الوقت المناسب؛ إذ يؤدي العمل وفقاً لساعة جسمك البيولوجية إلى تحقيق نتائج أفضل.

تقنيات للاستعداد مساء

يساعد التخطيط المسائي في تجنُّب العجلة والارتباك الذي غالباً ما يصاحب فترات الصباح، وخاصةً لمن يواجهون صعوبة في النهوض باكراً، فتضمن بذلك بدء يومك بطريقة منظَّمة.

تُعَد تقنيات إدارة الوقت وتجنب المشتتات من العناصر الأساسية لنجاح هذه الاستراتيجية؛ فهي يساعدان الشخص الذي يسهر في إنجاز العمل بكفاءة خلال ساعات نشاطه الطبيعية مساءً، مع ضمان الاستعداد الكافي لمتطلبات اليوم التالي.

3. حضِّر قائمة مهامك في الليلة السابقة

يميل قُرابة 15% من الطلاب للسهر، ويزداد نشاطهم في المساء. لذا، يُنصَح بالاستفادة من هذه الطاقة في إعداد قائمة المهام في الليل؛ إذ يساعد ذلك في ترتيب وتحديد أولويات اليوم التالي، مما يقلل التوتر والحاجة إلى التخطيط في الصباح.

4. جهِّز ملابسك وحقيبتك

يواجه الأشخاص الذين يميلون للسهر صعوبة في الاستيقاظ باكراً، وغالباً ما ينهضون في وقت متأخر، لذا، من المفيد اختيار الملابس وحزم الحقيبة في الليلة السابقة.

يوفر ذلك الوقت، ويساعد في التخطيط ليلاً، كما تسهم ممارسة التمارين الرياضية والتأمل في تحسين جودة النوم.

يُنصَح بإنجاز بعض الأعمال قبل الخلود إلى النوم مثل التنظيف والمهام المنزلية، من أجل تخفيف أعباء الفترة الصباحية، وتعزيز القدرة على تجاوزها بسلاسة، حتى لو كنت أكثر نشاطاً في الليل.

نصائح للذين يطيلون السهر لزيادة الإنتاجية

الاستفادة من فرص العمل عن بُعد

لقد غيَّر العمل عن بُعد طريقة عملنا، وخاصةً لمن يحبّذون نظام الدوام المرن؛ إذ يفضل نحو 30% من الناس السهر، ويواجهون صعوبة في الالتزام بساعات دوام ثابتة. يتيح العمل عن بُعد إمكانية إنجاز المهام في أوقات ذروة النشاط والإنتاجية، مما يسهم في تحسين نتائج العمل، ويعزز سعادة الموظفين.

5. حاول أن تعمل عن بُعد كلما أمكن

تقدم عديدٌ من الشركات ميزة العمل عن بُعد؛ إذ يساعد توفير جداول عمل مرنة في مراعاة اختلاف المناطق الزمنية وأنماط العمل الشخصية، كما يتيح العمل عن بُعد للأشخاص الذين يسهرون العمل في الأوقات التي يزيد فيها نشاطهم، مما يعزز إنتاجيتهم.

6. طالب بنظام العمل المرن

تمنح بعض المؤسسات موظفيها خيار العمل وفق نظام الساعات المرنة، مما يتيح إمكانية العمل في الأوقات التي تبلغ فيها طاقة المرء ذروتها. يفيد ذلك كلاً من الموظفين وأرباب العمل من خلال تعزيز الكفاءة والرضا في العمل.

إدارة الوقت

يطبق الأشخاص الذين يميلون للسهر طرائق خاصة لاستثمار وقتهم على النحو الأمثل. يجد كثيرٌ من الناس صعوبة في النوم باكراً؛ لأنَّهم يفضلون إنجاز المهام أو العمل لساعات متأخرة من الليل.

يشعرون بالتعب في اليوم التالي بالطبع؛ ولكن معرفة الأوقات المثلى لإتمام المهام يعزز إنتاجيتهم.

تشير الدراسات إلى أنَّ طاقة الأشخاص الذين يسهرون تزداد في وقت متأخر من اليوم. من الهام العمل عندما تكون في أوج نشاطك، كما أنَّ تجهيز مساحة عمل مناسبة مفيد أيضاً.

الاستراحات القصيرة الدورية ضرورية، ويُفضَّل أن تستثمرها في المشي وتصفية الذهن، لكي تحافظ على طاقتك وتتجنب الإرهاق، كما يساعد تحديد أوقات الأداء الأمثل في الليل في تحسين إنتاجية العمل.

بدء اليوم باتباع روتين بسيط

يواجه الأشخاص الذين يسهرون صعوبة في التركيز صباحاً، لذا، من المفيد اتباع روتين بسيط لا يحتاج إلى جهد ذهني بعد الاستيقاظ مثل: تحضير القهوة، أو جدولة رسائل البريد الإلكتروني.

كشفت دراسات "جامعة مدريد" (University of Madrid) أنَّ إبداع الأشخاص الذين يطيلون السهر يزداد في الليل؛ لكنَّ اتباع عادات بسيطة وإنجاز المهام السهلة صباحاً يساعدهم في الاستعداد لليوم مثل: التخطيط للمهام أو إعداد التذكيرات. تسهِّل هذه الخطوات المهام الصعبة لاحقاً، وتجعل الصباح أكثر سلاسةً.

7. أجِّل المهام الصعبة إلى أوقات ذروة النشاط

تساعد معرفة طبيعة ساعتك البيولوجية في تحسين أدائك؛ إذ يُنصَح بتأجيل المهام الصعبة إلى الأوقات التي يزداد فيها نشاطك وتركيزك، مما يؤدي إلى تعزيز النتائج وتحقيق النجاح.

8. اترك المهام الصعبة للمساء

يجب على الأشخاص الذين يسهرون تحقيق أقصى استفادة من قوة تركيزهم مساءً، والعمل على مهمة واحدة صعبة في هذا الوقت لتحقيق أفضل النتائج؛ إذ إنَّ معرفة الوقت الأمثل للعمل هي مفتاح رفع الإنتاجية.

9. استفد من مهاراتك في حل المشكلات

مع حلول المساء، يسهل حل المهام الصعبة. تُظهر دراسة أنَّ 60% من الناس يعملون بشكل أفضل على المشاريع الصعبة خلال أوقات نشاطهم، وعليه، يجب أن يجدول الأشخاص الذين يسهرون مهامهم الصعبة خلال الأوقات التي تزداد فيها إنتاجيتهم. كما أنَّ العمل بدون مشتتات يعزز الإنتاجية بنسبة 20%.

تحسين الروتين الصباحي

يساعد تحسين الروتين الصباحي في بدء اليوم بسلاسة، وهذا يتطلب اكتساب عادات صباحية مفيدة. في معظم الأحيان، لا تتناسب جداول العمل والدراسة مع طبيعة الأشخاص الميَّالين للسهر، ولكن، يمكن الاستفادة من أوقات الصباح من خلال ما يلي: تجنُّب اتخاذ القرارات الهامّة في بداية اليوم؛ لأنَّ مهارات التفكير عند الأشخاص الذين يسهرون تتحسن مساء.

لذا، فإنَّ تحديد وقت ثابت للاستيقاظ، وأداء مهام بسيطة صباحاً، يُسهم في تحسين الأمور، وهذا بدوره يجعل العادات الصباحية أقل إرهاقاً، مما يخفف من حدّة التوتر ويمهد الطريق ليوم أكثر إنتاجيةً.

يمكن تحقيق الصفاء الذهني صباحاً من خلال اتباع خطوات مثل: شرب القهوة، واختيار الملابس في الليلة السابقة، واستخدام المنبه؛ إذ تعتمد هذه الخطوات على أسس علمية تتناسب مع تقلبات طاقة الجسم.

كما أنَّ التعرض لأشعة الشمس مباشرةً بعد الاستيقاظ مفيد للغاية، وقد أشار الدكتور "أندرو هوبرمان" (Andrew Huberman) إلى أهمية ذلك لصحتك؛ إذ إنَّ التعرض لضوء الصباح لمدة 5-10 دقائق فقط، يحسِّن المزاج والتركيز.

يتحسَّن أداء الفرد الميَّال للسهر خلال فترات الصباح عندما يتبع روتين صباحي يلائم طبيعة ساعته البيولوجية، وهو ما يمكِّنه من الاستعداد لبدء نهارة بنشاط وحيوية.

تحسين الروتين الصباحي

الاهتمام بالنوم والصحة

غالباً ما يواجه الأشخاص الذين يسهرون مشكلات صحية ناجمة عن اضطرابات النوم، والعمل لأوقات متأخرة من الليل؛ لذا من الضروري الحفاظ على روتين نوم ثابت، وشرب كثير من الماء، وتناول الطعام الصحي، وذلك لتعزيز الإنتاجية وتحسين الصحة.

1. احرص على النوم لمدة 7-9 ساعات

يحتاج الأشخاص الذين يسهرون إلى النوم المنتظم للحفاظ على صحتهم. يقترح الدكتور "رافائيل بيلايو" (Rafael Pelayo) النوم لمدة 7 إلى 8 ساعات كل ليلة. تعتمد جودة النوم على تزامن ساعات الجسم، مما يعني التعرض لأشعة الشمس في الصباح، والنوم في نفس الوقت كل ليلة، كما يُنصَح بالابتعاد عن الشاشات قبل النوم لتحسين جودته.

2. اشرب الماء وتناول الطعام الصحي

يُعد شرب كمية كافية من الماء ضروري للحفاظ على الطاقة طوال اليوم؛ إذ يعزز الماء وظائف الجسم ويقلل الشعور بالتعب. كما أنَّ اختيار الاطعمة المناسبة أمر بالغ الأهمية أيضاً. يجب على الأشخاص الذين يسهرون الانتباه إلى الوجبات الخفيفة التي يتناولونها في أوقات متأخرة من الليل؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ النساء اللواتي يتناولن الطعام في وقت متأخر قد يواجهن مشكلات صحية. لذا، يجب تناول الوجبات الصحية لتعزيز الإنتاجية والحفاظ على الصحة.

أسئلة شائعة

1. كيف يستطيع الأشخاص الذين يسهرون زيادة إنتاجيتهم إلى أقصى حد ليلاً؟

يمكن زيادة الإنتاجية في الليل إلى أقصى حد من خلال مجاراة إيقاع الساعة البيولوجية، وترتيب المهام لتتناسب مع أوقات ذروة الطاقة؛ إذ إنَّ الليل هو الوقت الأمثل للتركيز والإبداع بالنسبة للناس الذين يسهرون.

2. ما هي فوائد تحديد الساعات التي تزداد فيها إنتاجيتك؟

تتحسن جودة العمل عند تحديد أوقات ذروة الإنتاجية، كما تساعد هذه المعرفة في إنجاز المهام عندما تكون مستويات الطاقة مرتفعة، مما يسهم في تحسين فعالية العمل.

3. كيف يساعد تتبع مستويات الطاقة يومياً الأشخاص الذين يسهرون؟

يساعد تتبع مستويات الطاقة في تحديد إيقاع الجسد، وبالتالي القدرة على التخطيط للعمل في أوقات النشاط، وتعزيز الإنتاجية.

4. ما هي الخطوات التي يمكن اتباعها للتحضير مساء؟

تتضمن الخطوات: إعداد قائمة بمهام الغد، وتجهيز الملابس، وحزم الحقيبة، وذلك لتجنب التأخر صباحاً.

5. كيف يستفيد الأشخاص الذين يسهرون من العمل عن بُعد؟

يُتيح ذلك العمل خلال أوقات النشاط، ويوفر المرونة، مما يحسِّن الكفاءة، ويقلل التوتر، ويعزز الرضا الوظيفي.

6. لماذا يجب أن يطلب الأشخاص الذين يسهرون ساعات عمل مرنة؟

تناسب ساعات العمل المرنة جداول الأشخاص الذين يسهرون؛ لأنَّها تتيح لهم العمل في الأوقات التي يركزون فيها، مما يؤدي إلى تحسين الأداء، وجودة الحياة.

7. ما هي أهم استراتيجيات إدارة الوقت للأشخاص الذين يطيلون السهر؟

تشمل هذه الاستراتيجيات: توزيع المهام بما يتناسب مع مستويات الطاقة، والتحضير في الليلة السابقة، والاستفادة من أوقات النشاط في المساء، واتباع روتين ليلي مناسب.

8. كيف يبدأ الأشخاص الذين يسهرون يومهم بفعالية؟

يجب عليهم البدء بالمهام السهلة التي لا تتطلب طاقةً كبيرةً، مما يسهِّل العمل على المهام الصعبة لاحقاً.

9. ما أهمية تأجيل الأعمال المعقدة إلى ساعات النشاط؟

تتحسن مهارات الأشخاص الذين يسهرون عند العمل في أوقات النشاط، مما يؤدي إلى نتائج أفضل وأكثر فعاليةً.

10. كيف يمكن تحسين الروتين الصباحي؟

ينبغي على الأشخاص الذين يسهرون تبسيط روتينهم الصباحي، وتجنب اتخاذ القرارات الهامة، والالتزام بموعد محدد للاستيقاظ، وأتمتة المهام.

11. ما مدى أهمية النوم والصحة لمُحبي السهر؟

جودة النوم والصحة أساسيان بالنسبة لمحبي السهر؛ فهم يحتاجون إلى 7-9 ساعات من النوم، وشرب كمية كبيرة من الماء، واتباع نظام غذائي صحي، وذلك للحفاظ على إنتاجيتهم وصحتهم.

12. كيف يوفِّق محبو السهر بين نمط حياتهم وإنتاجيتهم بنجاح؟

يستطيعون التوفيق بين نمط حياتهم وإنتاجيتهم من خلال تقبُّل طبيعتهم؛ فالعمل المرن، والحفاظ على الصحة، وإدارة الوقت بذكاء، كلها عوامل تحول عادة السهر إلى ميزة إيجابية.

في الختام

تقبَّل طبيعتك وإيقاع جسدك لتحقيق أقصى استفادة من ساعات الليل، واستخدم استراتيجيات ذكية تتناسب مع عادة السهر؛ فمعرفة الأوقات التي يزداد فيها تركيزك ونشاطك تمكِّنك من استثمار طاقتك على النحو الأمثل.

استعد مساء من خلال تجهيز ملابسك وحزم حقيبتك، مما يساعدك في بدء العمل دون تأخير، ويعدُّك لإنجاز مهامك.

حاول أيضاً إيجاد عمل يناسب طبيعتك مثل: طلب ساعات عمل مرنة أو العمل من المنزل. استخدم تقنية "بومودورو" (Pomodoro)، وأجهزة مثل سماعات الرأس العازلة للضوضاء والتطبيقات التي توفر الوضع الداكن للعمل بشكل أفضل في الليل.

من الهام الحفاظ على الصحة وتحسين جودة النوم أيضاً، وذلك عن طريق النوم لمدة 7-9 ساعات، وشرب كمية كافية من الماء، وتناول الطعام الصحي، ومحاولة النوم في نفس الوقت كل ليلة، حتى في عطلات نهاية الأسبوع لضمان تعزيز الإنتاجية.

تساعدك هذه النصائح في التوفيق بين نمط حياتك وعملك على أكمل وجه، وبالتالي تحقيق النجاح مع مرور الوقت.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025