ما هي درجة قوة دافعك الذاتي؟
هل أنت شخص مُتحفِّز أو مُندفع لتحقيق ما ترغب في تحقيقه في الحياة؟ وما مدى استعدادك للضغط على نفسك لإنجاز مهامك؟
إنَّ الرغبة في القيام بشيء ما وتحفيز نفسك للقيام به هما أمران مختلفان، فما الفارق بين أولئك الذين لا يبلغون أهدافهم أبداً عاماً تلو الآخر، وبين أولئك الذين يحققون هدفاً تلو الأخر في حياتهم؟ في كثير من الأحيان يكون الفارق هو الدافع أو التحفيز الذاتي.
إنَّ الدافع الذاتي هو القوة التي تستمر في دفعنا إلى المضي قدماً؛ فهي دافعنا الداخلي للإنجاز والإنتاج وتطوير أنفسنا وأعمالنا ومواصلة المضي قدماً. عندما تعتقد أنَّك بحاجة إلى التخلي عن شيء ما، أو أنَّك لا تعلم كيفية البدء به، فإنَّ الدافع الذاتي يدفعك إلى المتابعة.
فمع الدافع الذاتي سوف تتعلم وتنمو بغض النظر عن الموقف بحد ذاته؛ ولهذا السبب فإنَّ الدافع يمثل أداة أساسية لتحقيق أهدافك والوصول إلى أحلامك والنجاح في مسيرة الحياة.
ما درجة قوة دافعك الذاتي؟ لقد وضعنا اختباراً قصيراً لقياس درجة قوة دافعك الذاتي، وبعد الاختبار سوف نناقش بعض النصائح المحددة لتحسين دافعك الذاتي؛ إذ تتمكن من تحقيق المزيد في حياتك.
اختبار الدافع الذاتي:
تعليمات:
اختر المناسب من العمود الذي يصفك بشكلٍ أفضل لكل عبارة، ويرجى الإجابة عن الأسئلة كما أنت في الواقع "بدلاً من الطريقة التي تعتقد أنَّه يجب أن تكون عليها"، ولا تقلق إن بدا أنَّ بعض الأجوبة تسير "في الاتجاه الخاطئ"، عند الانتهاء يرجى النقر فوق زر حساب مجموعي في الجزء السفلي من الاختبار.
12 عبارة للإجابة |
أبداً |
نادراً |
أحياناً |
غالباً |
دائماً |
1. أنا غير متأكد من قدرتي على تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسي. |
|
|
|
|
|
2. أَبذل قصارى جهدي عند العمل على أهدافي وأعمل بجدية أكثر إن عانيت من نكسة ما. |
|
|
|
|
|
3. أضع أهدافاً وغايات بشكل منتظم لأحقق رؤيتي في الحياة. |
|
|
|
|
|
4. أفكر بشكلٍ إيجابيٍ في تحديد الأهداف والتأكُّد من تلبية احتياجاتي. |
|
|
|
|
|
5. أَستخدِم المكافآت "والعواقب" لأحافظ على تركيزي؛ على سبيل المثال إن أكملتُ تقريري في الموعد المحدد، أُكافئ نفسي بكوب من القهوة. |
|
|
|
|
|
6. أؤمن بأنَّني إن عملت بجد واستثمرت قدراتي ومواهبي، فإنَّني سوف أكون ناجحاً. |
|
|
|
|
|
7. أقلق بشأن المواعيد النهائية وإنجاز المهام؛ الأمر الذي يسبب لي التوتر. |
|
|
|
|
|
8. عندما يهدد حدث ما هدفي أو يعرِّضه إلى الخطر، أميل إلى الانسحاب وتحديد هدف مختلف والتحرك في اتجاه جديد. |
|
|
|
|
|
9. عندما أتوصَّل إلى فكرة جيدة، أشعر بالدهشة من إبداعي، وأعتقد أنَّه يوم حظي، وأحذِّر نفسي من التعود على هذا الشعور. |
|
|
|
|
|
10. أميل إلى إنجاز الحد الأدنى من العمل الضروري لإبقاء مديري وأعضاء فريقي راضين. |
|
|
|
|
|
11. أميل إلى القلق بشأن عدم قدرتي على تحقيق أهدافي، وغالباً ما أركز في سبب عدم نجاح أمر ما. |
|
|
|
|
|
12. أضع رؤية قوية وحية لنجاحي المستقبلي قبل الشروع في هدف جديد. |
|
|
|
|
|
حساب مجموعي:
التعليق على النتيجة:
- إذا كان مجموع نقاطك 12-27: فأنت تسمح لشكوكك الشخصية ومخاوفك بمنعك عن النجاح، وربما تملك بعض الأهداف غير المكتملة في الماضي؛ لذا أقنعت نفسك بأنَّك لا تملك دافعاً ذاتياً؛ مما جعلك تفقد الدافع فعلاً.
عليك كسر هذا النمط الضار والبدء بالإيمان بنفسك من جديد لاستعادة دافعك الذاتي.
- إذا كان مجموع نقاطك 28-43: فأنت تعمل جيداً على دافعك الذاتي، وبالتأكيد أنت لا تفشل، ومع ذلك يمكنك أن تحقق المزيد.
لتحقيق ما ترغب فيه عليك زيادة عوامل التحفيز لديك في جميع مجالات حياتك.
- في حال كان مجموع نقاطك 44-60: فأنت رائع، ويمكنك إنجاز الأمور وأنت لا تدع أي شيء يقف في طريقك، أنت تبذل مجهوداً جباراً للحفاظ على دافعك الذاتي، وتقضي وقتاً وجهداً كبيرين في تحديد أهدافك والعمل على تحقيقها، أنت تجذب وتُلهِم الآخرين بنجاحك. عليك الحفاظ على ذلك وإدراك أنَّ ليس كل شخص متحمس بقدر حماستك.
العوامل المتعلِّقة بالدافع الذاتي:
إنَّ الدافع الذاتي هو أمر معقد يرتبط بمستوى مبادرتك في تحديد الأهداف المعقدة لنفسك، وإيمانك بأنَّك تملك ما يكفي من المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق ذلك، بالإضافة إلى إيمانك بأنَّك إن بذلت ما يكفي من العمل الجاد، فسوف تنجح "أو على الأقل تتقدم إن كنتَ في وضع تنافسيٍ".
توجد أربعة عوامل ضرورية لبناء أقوى مستويات الدافع الذاتي:
- الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية.
- التفكير الإيجابي، والتفكير بإيجابية حول المستقبل.
- التركيز والأهداف القوية.
- البيئة المحفزة.
من خلال العمل على كل هذه الأمور معاً يجب أن تلاحظ تحسُّن الدافع الذاتي لديك بسرعة. دعونا ننظر في كل عامل من هذه العوامل بشكل مُفصَّل:
-
الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية:
"الأسئلة 1، 2، 6، 8"
إنَّ أحد أجزاء الدافع أو التحفيز الذاتي هو وجود مستويات جيدة من الثقة بالنفس والتأكيد الذاتي والكفاءة الذاتية.
امتلاك الثقة العالية والإيمان بنفسك يعني أنَّك ستضع لنفسك أهدافاً تثير التحدي في نفسك، بالإضافة إلى امتلاك عامل المرونة عند مواجهة النكسات، فإن كنتَ لا تؤمن بنفسك، فستكون أكثر عرضة إلى التفكير بطريقة "كنت أعلم أنَّني لا أستطيع القيام بذلك" بدلاً من قولك "هذا الفشل الوحيد لن يمنعني عن التقدم".
يُعرِّف عالم النفس ألبرت باندورا (Albert Bandura) من جامعة ستانفورد (Stanford) الكفاءة الذاتية بأنَّها الإيمان بقدرتنا على النجاح، وعلى تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا، وهذا الاعتقاد له تأثير كبير في نهجك في تحديد الأهداف وخياراتك السلوكية عند مضيَّك لتحقيق تلك الأهداف.
حسب بحث "باندورا" تؤدي الكفاءة الذاتية المرتفعة إلى امتلاك القدرة على رؤية الأهداف الصعبة على أنَّها تحدٍ، في حين أنَّ الأشخاص ذوي الكفاءة الذاتية المنخفضة قد ينظرون إلى نفس الأهداف على أنَّها تتجاوز مقدرتهم، وربما لا يحاولون حتى تحقيقها، كما أنَّ ذلك المستوى العالي من الكفاءة يساهم في مقدار الجهد الذي يبذله الشخص لتحقيق الهدف بالمرتبة الأولى، وبمدى ثباته على الرغم من النكسات.
من خلال تطوير مستوى عام من الثقة بالنفس داخلك؛ فلن تؤمن فقط بأنَّك قادر على النجاح؛ بل أيضاً ستدرك النجاحات التي حققتها مُسبقاً وتستمتع بها.
وهذا بدوره سيُلهمك للبناء على تلك النجاحات، وسيكون من الصعب التغلُّب على هذا الزخم الناتج عن الثقة بالنفس.
اتبع هذه النصائح:
- فكِّر في الإنجازات التي حققتها في حياتك.
- تحقَّق من نقاط قوتك لفهم ما تملكه من نقاط قوة تستطيع الاعتماد عليها.
- حدِّد ما يراه الآخرون فيك كنقاط قوة أو قدرات أساسية.
- حدِّد أهدافاً قابلة للتحقيق، واعمل على تحقيقها، واستمتع بهذا الإنجاز.
- ابحث عن منتورز وغيرهم من الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوك على اكتساب الكفاءات والمهارات والسمات التي ترغب في الحصول عليها.
عندما تبدأ بإدراك مقدار ما حققته بالفعل وتفهم مقدار الإمكانات الموجودة لديك فعلاً، فإنَّك تمتلك ثقة لوضع الأهداف وتحقيق الأمور التي تريدها. كلَّما بحثت عن أسباب تؤمن بها بنفسك، كان من الأسهل أن تجد طرائق لتحفيز نفسك.
-
التفكير الإيجابي، والتفكير الإيجابي حول المستقبل:
"الأسئلة 4، 9، 11، 12"
إنَّ حياتك اليوم هي نتيجة مواقفك وخياراتك في الماضي، وكذلك ستكون حياتك غداً نتيجة مواقفك والخيارات التي تقوم بها اليوم.
يرتبط التفكير الإيجابي ارتباطاً وثيقاً بالثقة بالنفس كأحد عوامل الدافع الذاتي، فمن الهام أن ننظر إلى الأشياء بشكل إيجابي، ولا سيما عندما لا تسير الأمور كما هو مُخطَّط لها وتوشك على الاستسلام.
إن كنتَ تعتقد أنَّ الأمور ستسير باتجاه خاطئ، أو أنَّك لن تحقق النجاح، فقد يؤثر ذلك في الأمور بطريقة قد تحقق تنبؤاتك السلبية، ولا سيما في الحالات التي تحتاج إلى العمل بجد لتحقيق النجاح، أو إن كنتَ بحاجة إلى إقناع الآخرين بدعمك من أجل تحقيق النجاح.
يمكن أن يكون لأفكارك تأثير كبير في نجاحك أو فشلك؛ لذا تأكَّد أنَّ هذه الأفكار تصب في مصلحتك.
يساعدك التفكير الإيجابي أيضاً على التفكير في مستقبل جذاب ترغب في تحقيقه، فعندما تتوقع نتائج إيجابية ستكون خياراتك أكثر إيجابية، وستقل احتمالات ترك النتائج للقدر أو المصادفة، كما يساعدك الحصول على صورة حية للنجاح بجانب التفكير الإيجابي على سد الفجوة بين الرغبة في شيء ما والعمل على تحقيقه.
لتطبيق قوة التفكير الإيجابي اتبع النصائح التالية:
- كن واعياً بأفكارك، واكتبها باستمرار خلال يومك.
- تحدَّ أفكارك السلبية واستبدلها بأخرى إيجابية.
- ارسم صوراً قوية وحية لما سيكون عليه الوضع عند تحقيق أهدافك.
- ردِّد عبارات تشجيعية يومياً، ويجب أن تذكرك هذه العبارات بما تريد تحقيقه ولماذا.
- مارِس التفكير الإيجابي حتى تفكر تلقائياً في نفسك وفي العالم بطريقة إيجابية كل يوم.
-
التركيز والأهداف القوية:
"الأسئلة 3، 7"
كما أوضحنا آنفاً، فإنَّ الجزء الرئيس لبناء الدافع الذاتي يكون بوضع أهداف قوية، وهذه العملية سوف تمنحك التركيز، والشعور الواضح بالتوجه، والثقة بالنفس التي تأتي نتيجة إدراك إنجازاتك.
أولاً: حدِّد توجهك من خلال تحديد هدف فعال، فعندما تضع هدفاً ما فإنَّك تقدم وعداً لنفسك، فجزء من قوة هذا الوعد هو أنَّه يوفر لك اتجاهاً واضحاً، وجزء آخر هو رغبتك في الوفاء بهذا الوعد الذي قطعته على نفسك، وجزء آخر منه يقوم على التحدي، ومن الممتع محاولة مواجهة هذا التحدي.
لكن لا تضع أيَّة أهداف عشوائية فقط؛ إذ يجب أن يتمتع هدفك بالخصائص التالية:
- الوضوح: الأهداف الفعالة هي أهداف واضحة وقابلة للقياس ومحددة ومستندة إلى السلوك وليس إلى النتائج.
- التحدي: يجب أن تكون الأهداف صعبة لتثير الاهتمام، لكن ليس بالصعوبة التي تمنع تحقيقها.
- الالتزام: يجب أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق وذات صلة؛ أي يجب أن تساهم بشكلٍ كبيرٍ في الأهداف الرئيسة التي تحاول تحقيقها.
- التغذية الراجعة المنتظمة: راقب تقدمك نحو أهدافك بشكلٍ منتظم من أجل الحفاظ على إحساسك بالزخم والحماسة، والاستمتاع بتقدمك نحو هذه الأهداف.
- عدم المبالغة في التعقيد: إن كان هدفك ينطوي على عمل معقد، فتأكَّد من عدم الإفراط في إلزام نفسك، فقد يستغرق إكمال العمل المعقد وقتاً طويلاً أكثر من المتوقع "ولا سيما إن كان عليك تعلُّم كيفية القيام بالمهمة في العمل".
عندما تكون لديك مجموعة متنوعة من الأهداف تأكَّد من تحديد وقتك ومواردك بفعالية، ويمكنك تحقيق جزء "التركيز" من التحفيز الذاتي من خلال تحديد الأولويات ووضع جدول زمني يساعد على النجاح، فليس من المنطقي أن تعمل حتى تشعر بالإنهاك، أو تتخلى عن هدفك من أجل هدف أخر.
يمكنك باستخدام بعض الأدوات مثل "مبدأ آيزنهاور للمهام العاجلة/ الهامة" أن ترى بسهولة وسرعة كيفية مواءمة كل هدف مع الصورة الكبرى لأهدافك العامة، وإن فهمت أولوياتك فهماً كاملاً، فمن المحتمل ألَّا تشعر بالضغط للقيام بكل شيءٍ دفعة واحدة، ويمكن لهذا أن يقلل من التوتر ويساعدك على التركيز في أهم الاستراتيجيات.
-
البيئة المحفزة:
"الأسئلة 5، 10"
إنَّ الشيء الآخر الذي يجب التركيز فيه هو إحاطة نفسك بالأشخاص والموارد التي ستذكرك بأهدافك وتحفزك داخلياً، فهذه العوامل الخارجية سوف تساعد على تحفيزك من الخارج؛ والتي تختلف عن الدافع الذاتي الذي ناقشناه آنفاً، ومع ذلك كلما زاد عدد العوامل، المساعدة كان ذلك أفضل.
لا يمكنك الاعتماد فقط على هذه العناصر البيئية أو الخارجية وحدها لتحفزك، لكن يمكنك استخدامها للحصول على دعم إضافي؛ لذا اتبع النصائح التالية:
- ابحث عن فرص العمل الجماعي؛ وذلك لأنَّ العمل ضمن فريق يجعلك تتحمل المسؤولية أمام الآخرين.
- اطلب من رئيسك تحديد أهداف وغايات محددة لمساعدتك على قياس نجاحك.
- اطلب الحصول على مهام مثيرة للاهتمام.
Stay Informed with the Latest Developments
