نظرية علبة المخلل: كيفية جدولة أولوياتك بالطريقة الصحيحة
تَستخدم نظرية علبة المخلل (Pickle Jar Theory) تشبيهَ العلبة الفارغة لإظهار كيفية استخدام الوقت المُتاح لنا كل يوم، وإن فكَّرنا في ذلك بينما نخطط لجداولنا الزمنية، فيمكننا إنجاز عمل هام مع توفير الوقت للأشياء الصغيرة التي تجعل الحياة أكثر متعة.
تخيَّل علبة مخلَّل فارغة كبيرة.
أولاً، عليك أن تنسى إدارة الوقت تماماً، فقط تخيَّل أنَّك تملك علبة مخلل كبيرة فارغة؛ فكِّر في أكبر علبة مخلل قد رأيتها على الإطلاق، والآن تخيَّل أن تملأ هذه العلبة بكرات الغولف، وعندما تصل إلى الحد الذي تعتقد أنَّه لا يمكن إضافة المزيد حاول إضافة كرة أو اثنتين أيضاً.
على الرغم من أنَّها تبدو ممتلئة، إلَّا أنَّك لم تنتهِ بعد، ابدأ الآن بوضع بعض الحصى وهُزَّ العلبة قليلاً حتى تستقر كرات الغولف مع الحصى وتوفر مزيداً من المساحة، ثم أَضِف الآن القليل من الرمل واملأ الطرف العلوي من العلبة بالقليل من عصير المخلل.
ماذا يعني هذا؟
الآن يمكنك العودة إلى إدارة الوقت.
من المؤكَّد أنَّ هذا التشبيه قد يبدو مبسطاً وحتى بدائياً، لكن فكِّر في الأمر على هذا النحو: لدى كل واحد منا أولويات كبيرة في حياته متمثلة بـ "كرات الغولف"، وكذلك لدينا الأشياء التي نحب القيام بها "الحصى"، ولدينا أشياء أخرى يتعيَّن علينا القيام بها تمثلها "حبات الرمل"، ثم بعض الأشياء الفوضوية التي تستهلك وقتنا وتتسرب في كل مكان في حياتنا "عصير المخلل".
انظر في ترتيب الأوليات مع التطبيق الواضح للرمزية هنا، فإن بدأنا بوضع كرات الغولف في البداية وانتهينا مع وضع عصير المخلل، فقد نحقق توازناً في المهام إلى حد ما؛ ومع ذلك، إن ملأنا العلبة بعصير المخلل أولاً، فلا مجال لإضافة أي شيء آخر.
عند النظر إلى علبة المخلل يصبح من الواضح وجود حاجة إلى التوازن من أجل معالجة الأولويات وتخصيص الوقت للأشياء التي نستمتع بها بينما نعمل طوال الوقت على إزالة الفوضى غير الضرورية، وبالتأكيد قد تحتاج إلى جميع الأشياء الموجودة في علبة المخلل؛ من كرات الغولف إلى الأنشطة الممتعة إن أردت العمل على أمرٍ جيد والشعور بالرضى.
تأخذ هذه النظرية في الحسبان كيفية تخصيص الوقت لكل شيء وكيف يجب أن يأخذ كل شيء المكان المناسب له، كما توضِّح بذات الأهمية "عدم إغراق أنفسنا بالأشياء البسيطة" والمتمثلة بالرمال أو عصير المخلل.
تطبيق نظرية علبة المخلل:
إذاً فكِّر في قائمة مهامك اليومية؛ فمن المحتمل أن يكون لديك جدول محدد كل نصف ساعة أو كل ساعة من الاثنين حتى الجمعة، وربما تمتلئ أيام عطلة نهاية الأسبوع بالأنشطة مع العائلة والأصدقاء.
ألقِ نظرةً فاحصة على قوائم المهام اليومية، وانظُر كم من الوقت يضيع في الدردشة مع زملاء العمل، أو عند الرد على رسائل البريد الإلكتروني التي لا تتطلب رداً فورياً، هل يأخذ الجدول الزمني الخاص بك في الحسبان المشكلات التي قد تحدث في المكتب أو الأشياء غير المتوقعة والتي تتطلب اهتمامك الفوري؟
هل يوجد وقت ضائع في جدولك؟ هل توجد طرائق لإدارة وقتك تجعلك أكثر إنتاجية؟ امنح جدولك أو قائمة مهامك نظرة صادقة للغاية واسأل نفسك هذه الأسئلة.
في الختام:
هل توجد فائدة من تخصيص بعض الوقت في الصباح لتحديد "كرات الغولف" أو المهام الأكثر أهمية في يومك؟ حاول جدولة المهام الهامة "كرات الغولف" التي تحتاج إلى إنجازها على الفور، وضع الأولويات الأقل أهمية والأشياء غير المتوقعة التي قد تظهر فجأة في الفجوات الموجودة في علبة المخلل.
وفقاً لهذه النظرية ومن خلال استخدام هذا النهج ستتمكن من إدارة وقتك على وجه أفضل والحصول على المزيد منه.
لحسن الحظ سيكون لديك الوقت اللازم لإنجاز كل شيء بما فيه الأنشطة التي تستمتع بها، وستكمل "كرات الغولف"، وستشعر بمزيد من الراحة؛ وذلك لأنَّ جدولك أصبح أكثر سلاسة.
Stay Informed with the Latest Developments
