كيف تجدد نشاطك وتعزز طاقتك؟
تخيَّل أنَّ الساعة الآن الثانية والنصف بعد الظهر، وقد تعثرت في عملك وبالكاد تستطيع إبقاء عينيك مفتوحتين وتجد صعوبة بالغة في التركيز، وكل ما تود القيام به هو أخذ قيلولة فقط.
في مثل هذه الأوقات قد تتخذ قرارات خاطئة أو تشعر بالانزعاج، أو قد تجد صعوبةً في تحسين أدائك أو الوفاء بالمواعيد النهائية، كما أنَّك تفتقر إلى الطاقة اللازمة لمتابعة المبادرات الجديدة.
فلنعترف بأنَّنا لكي نبذل قصارى جهدنا فنحن بحاجةٍ إلى شحن طاقتنا وتنشيط أنفسنا خلال اليوم؛ لذا في هذا المقال سوف نلقي نظرة على ما يكمن وراء انخفاض مستويات الطاقة لدينا، مع استكشاف كيفية العمل على تعزيزها.
ما الذي يسبب انخفاض الطاقة؟
توجد العديد من الأسباب التي تجعل مستويات الطاقة لديك منخفضة مثل:
- قلة النوم.
- سوء التغذية.
- نقص الحديد أو الفيتامين.
- بعض الأدوية.
- عدم ممارسة الرياضة.
- الاكتئاب.
- الإرهاق أو التوتر.
- قصور نشاط الغدة الدرقية.
- انخفاض الدافع.
ملحوظة:
قد يكون التعب أحد أعراض مشكلة صحية أو نفسية، وإذا استمر نقص الطاقة لديك على مدار عدة أسابيع، فاطلب المشورة من اختصاصي الرعاية الصحية أو الطبيب.
حلول قصيرة الأجل:
يمكنك منح نفسك دفعة سريعة من الطاقة بإحدى هذه الطرائق:
-
شرب الماء
تحتاج أجسامنا إلى الماء لكي تؤدي وظائفها، فعندما يجف جسمك فأنت تحرمه من الوقود الحيوي؛ وهذا قد يؤثر في مستويات الذاكرة والطاقة لديك؛ لذا حالما تشعر بانخفاض في طاقتك عليك شرب كوب كبير من الماء؛ إذ تقترح جمعية الطب الأميركية (Institute of Medicine) أنَّه على الرجال شرب حوالي 3 لترات من السوائل على مدار اليوم، ونحو 2.2 لتر يومياً للنساء.
لا تقتصر السوائل على الماء، ومع ذلك فإن اخترت مشروباً آخر، فعليك الحذر من مكوناته، فقد يُبطل بعض فوائد الماء النقي؛ على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الكافيين القلق، وفي حين أنَّ مشروبات الفواكه عالية السكر قد تمنحك زيادةً في الطاقة على الأمد القصير، إلَّا أنَّه يتبعها تعب أكبر.
-
الاستفادة من الضوء
إن وُجِدت نافذة في مكتبك، فافتح الستائر لتسمح بدخول ما يكفي من الضوء الطبيعي، وإن لم تتمكن من الوصول إلى النافذة، فتأكد من أنَّ مصابيحك مُضيئة بشكل كافٍ؛ وذلك لأنَّ المصابيح التي تبعث طيفاً كاملاً من الضوء "على غرار أشعة الشمس"، يمكن أن تجعلك تشعر بمزيد من اليقظة.
قد يكون للضوء المنبعث من شاشتك تأثير أيضاً؛ وذلك لأنَّ زيادة الضوء يمكن أن تثبط الهرمونات المُرتبطة بالنوم؛ لذا اضبط إعدادات السطوع على شاشتك لزيادة كمية الضوء المُنبعث.
قد تجد أيضاً أنَّ المصباح ذا الضوء الشبيه بضوء النهار يعزز مستويات الطاقة لديك، ومن الممكن أن تساعد المصابيح المُصمَّمة لمن يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي على تحسين اليقظة العقلية.
-
المشي
إنَّ السير لمسافة قصيرة سوف يزيد من تدفق الأوكسجين إلى الدماغ، كما قد تجد أيضاً أنَّ تغيير البيئة المحيطة لفترة قصيرة سوف يزيد مستويات الطاقة لديك، وإن كان ذلك مُتاحاً، فيمكنك السير برفقة صديق أو زميل؛ فهذا قد يشجعك على السير أكثر، كما يمكن أن يعزز احترامك وثقتك بنفسك.
عليك أن تسير في المناطق القريبة المُضاءة للاستفادة من الآثار المضافة إلى الضوء على مستويات طاقتك، واشرب الكثير من السوائل في أثناء التمرين وبعده لتعويض مستويات السوائل لديك.
-
الاستماع للموسيقى
فكِّر فيما تشعر به عندما تستمع لموسيقى مُنشطة؛ إذ سوف يصبح تركيزك أكثر حدَّةً، وتبدأ قدماك بالتناغم مع الصوت، وقد ترتفع معنوياتك؛ فللموسيقى تأثير عميق في مستويات الطاقة لدينا، فقد تُشعرك أنواع معينة من الموسيقى بالحيوية واليقظة والنشاط، في حين قد تُشعرك الأنواع الأخرى بالهدوء والنعاس أو الغضب والتوتر.
إنَّ نوعية الموسيقى التي من الأرجح أن ترفع مستويات طاقتك هي أمر شخصي للغاية، فقد تجد أنَّ الموسيقى الكلاسيكية أو الجاز ترفع طاقتك، في حين يفضِّل الآخرون موسيقى البوب أو الروك؛ لذا عندما تشعر بانخفاض طاقتك شغِّل الموسيقى التي تستمتع بها حقاً.
نصيحة 1: يمكن أن تكون الموسيقى منشطة لكن قد تكون مشتتة أيضاً؛ لذا فكِّر في مهامك وما إذا كان الاستماع للموسيقى قد يؤثر في قدرتك على إكمال مهامك بشكل جيد.
على سبيل المثال؛ يجد العديد من الأشخاص أنَّهم غير قادرين على التركيز في التفاصيل الدقيقة عند استماعهم لموسيقى تحوي جملاً ومفردات، وبالمثل قد يجد بعض الأشخاص الآخرين أنَّهم يعملون بشكل أفضل إن أعدُّوا قوائم التشغيل مسبقاً؛ إذ يمكنهم تجنب إيقاف العمل لاختيار مقاطع جديدة.
يمكن للموسيقى أيضاً أن تصرف انتباه زملائك؛ لذا عليك استخدام سماعات رأس مناسبة لتفادي انتشار الصوت في الأرجاء.
نصيحة 2: جرِّب تقنيات أخرى لزيادة طاقتك على الأمد القصير اعتماداً على الثقافة في مكان عملك؛ فعلى سبيل المثال قد تبيَّن أنَّ العلاج باستخدام الروائح العطرية لعلاج الأمراض أو بعض الحالات له فعالية في مكافحة التعب؛ إذ وجدت إحدى الدراسات أنَّ رائحة عصير الليمون جعلت المشاركين أكثر يقظةً بالمقارنة مع المجموعة الضابطة الأخرى.
لكن قد لا يرحب الزملاء بالروائح العطرية في المكتب، ويمكن أن تسبب الزيوت الأساسية المستخدمة الحساسية، كما يجب عدم استخدام بعض أنواع الزيوت بالقرب من النساء الحوامل أو المرضعات أو مرضى السكري.
يمكن لغفوة قصيرة في العمل أن تساعدك على زيادة اليقظة، لكن قد لا توافق منظمتك على "النوم في العمل"؛ لذا إن كنتَ تفكر في ذلك، فتحدَّث إلى رئيسك في العمل عن إمكانية أخذ غفوة قصيرة بعد الظهر "20 دقيقة أو أقل" في العمل.
الحلول طويلة الأجل:
توجد الكثير من الاستراتيجيات طويلة الأجل التي تحسن طاقتك وتركيزك في العمل ومنها:
-
تناول طعام صحي
إنَّ نظامك الغذائي له تأثير كبير في شعورك، فعندما تتناول أطعمة ذات جودة رديئة "مثل تلك الغنية بالدهون والسكر والملح والمكونات الصناعية"، فإنَّك لن تحصل على العناصر الغذائية التي تحتاج إليها لتقديم أفضل أداء.
توفِّر بعض هذه الأطعمة مثل الحلوى أو رقائق الشيبس دفعة سريعة من الطاقة عن طريق رفع مستويات السكر في الدم بسرعة، ومع ذلك فإنَّ هذه المستويات تنخفض بسرعة أيضاً؛ مما يجعلك تشعر في كثير من الأحيان بأنَّك أسوأ حالاً مما كنت عليه سابقاً.
لذا بدلاً من تناول الوجبات الخفيفة المالحة أو السكرية؛ عليك الحصول على ثلاث وجبات متوازنة في اليوم، وقد ترغب أيضاً في تناول وجبات خفيفة صحية عند الصباح وبعد الظهر، ويمكن أن تشمل هذه الوجبات الجوز أو اللوز والجبن قليل الدسم والمكسرات والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والحمُّص واللبن.
-
ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام
إنَّ إحدى أفضل طرائق زيادة الطاقة هي ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام؛ إذ تشير معظم الدراسات التي لا حصر لها إلى أنَّ الرياضة جزء أساسي من نمط الحياة الصحي، كما تبين أنَّ ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام تزيد من الشعور بالراحة وتحسن الذاكرة؛ لذا بصرف النظر عن مدى انشغالك، عليك جعل التمرين جزءاً من روتينك اليومي.
-
البحث عن المغزى
قد تنخفض طاقتك في بعض الأحيان عندما تعمل على مهمة مملة أو بلا معنى بالنسبة إليك؛ إذ يمكن للمهام الروتينية أن تخدِّر عقلك وتجعلك تشعر بالتعب أو الوهن؛ لذا انظر إلى المهام التي يبدو أنَّها تستنزف طاقتك أكثر، فغالباً ما تكون هي المهام العاجلة وغير الهامة والتي عليك القيام بها بانتظام، ويمكنك استخدام مبدأ أيزنهاور للمهام العاجلة/ الهامة لمعرفة مقدار الوقت الذي تكرِّسه لهذه المهام.
اسأل نفسك عمَّا إن كنتَ بحاجة فعلاً إلى إنجاز هذه المهام، وإن لم يكُن الأمر كذلك، فيمكنك أن تلغيها أو تفوضها إلى شخص أخر قد يجدها أكثر إرضاءً، وإن فقدت بعض الحماسة لعملك، فأَعِد النظر بالهدف مما تفعله، وسوف يُذكِّرك هذا بالتأثير الذي تُحدثه كل يوم مهما كان بسيطاً.
-
الاهتمام بالجدول الزمني
قد تؤثر الطريقة التي تجدوِل فيها المهام خلال اليوم في طاقتك أيضاً؛ على سبيل المثال، إن كنتَ شخصاً "صباحياً"، فأنت تتمتع بأكبر قدر من الطاقة قبل وقت الغداء، وقد تنخفض طاقتك في فترة ما بعد الظهر، وتعود لتستأنف نشاطك في بداية المساء، إن كان الأمر كذلك بالنسبة إليك، فجدوِل المهام الأكثر أهمية وأكثر صعوبة في الصباح في أثناء وقت ارتفاع طاقتك عندما تكون في قمة نشاطك.
Stay Informed with the Latest Developments
