blog-details

استخدام إتقان صياغة النتائج في تحديد الأهداف

يضع الكثيرون من الأشخاص أهدافاً في بداية العام الجديد، أو عند مراجعات الأداء السنوية، أو عندما يحدث أمر هام ونرغب في تقييم وضعنا الحالي والوضع الذي نرجو الوصول إليه، لكن في بعض الأحيان ورغم الجهود التي نبذلها، نتعثر في تحقيق هذه الأهداف، ويمر الوقت دون تحقيق أي تقدم.

لذا كيف يمكنك أن تمنح نفسك أفضل فرصة لتحقيق أهدافك وأحلامك بنجاح؟ توجد طريقة واحدة للقيام بذلك وهي: "إتقان صياغة النتائج" التي تحفزك على المضي قدماً؛ وذلك من خلال رسم صورة كاملة لهذا الهدف تُمكِّنك من إحداث الفارق الذي يسرِّع نجاحك.

تعتمد طريقة إتقان صياغة النتائج على مبادئ البرمجة اللغوية العصبية (LNP) التي وضعها عالم اللغويات جون غريندر (John Grinder) وعالم الرياضيات ريتشارد باندلر (Richard Bandler)، وناقشاها أول مرة في كتابهما الصادر في عام 1979 بعنوان "من ضفادع إلى أُمراء" (Frogs Into Princes) وصمَّماها بناءً على الدراسات التي أُجريَت على أشخاص ناجحين، وتضمَّنت طرح مجموعة من الأسئلة التي تحدد نياتك وأفعالك وأفكارك؛ إذ يمكنك تحديد هدفك بطريقة منظمة تنظيماً جيداً.

كيفية استخدام هذه الأداة:

اتبع هذه الخطوات لتحقِّق أهدافك بشكل أسرع:

الخطوة 1: تحديد النتيجة الخاصة بك

استكشف ما الذي تريد تحقيقه مع توضيح هدفك باستخدام صيغة الأهداف الذكية (SMART)؛ إذ تعتمد معايير الأهداف الذكية على نظرية تحديد الأهداف التي وضعها أستاذ علم النفس إدوين لوك (Edwin Locke)، وتتألف الأهداف الذكية من العناصر الخمسة الآتية:

محدد: كُن دقيقاً بشأن النتيجة التي تريد تحقيقها:

  • ما الذي تريد تحقيقه بالضبط؟
  • أين تريد أن تكون في نهاية العملية أو الرحلة؟
  • أين ومع من تريد تحقيق ذلك؟
  • أين ومع من لا تريد تحقيق ذلك؟

قابل للقياس: كيف ستعلم متى حققت هدفك؟

  • ما الدليل الموجود لديك؟ وكيف يمكنك قياس التقدم المُحرَز؟
  • ماذا سترى وتسمع وتشعر عندما تحقق نتائجك؟

قابل للتحقيق:

  • هل هدفك واقعي؟ وهل تملك فرصةً جيدةً لتحقيقه؟
  • هل لديك الموارد اللازمة لتحقيق هدفك؟

مرتبط بأولوياتك وقيمك:

هل يتماشى هدفك مع أولوياتك وقيمك؟

محدد زمنياً:

متى تريد على وجه التحديد تحقيق هدفك؟

الآن بعد أن حددت هدفك باستخدام معايير الأهداف الذكية، ألقِ نظرةً على نتائجك وفق نظرية بيور (PURE) وأَعِد كتابتها حسب الضرورة، وتتشكل نظرية بيور (PURE) من العناصر الأربعة الآتية:

P: إيجابي: عبِّر عن هدفك بكلماتك تصفه كما لو أنَّك حققته فعلاً، مع التأكيد على صياغة عبارة إيجابية، فمثلاً لا تقُل إنَّك لا تريد أمراً ما أو لا تستطيع فعل شيء ما؛ بل اسأل نفسك ما تريد بدلاً من ماذا سيحدث إن تمكنت من فعل شيءٍ ما.

U: تحت السيطرة: تأكَّد من أنَّه يمكنك التحكُّم بجميع خطوات العملية؛ على سبيل المثال: الهدف الجيد هو "قطع الماراثون في أقل من 4 ساعات" في حين أنَّ الهدف الضعيف هو "أن أكون بين أفضل 1500 عدَّاء يصلون إلى خط النهاية"؛ وذلك لأنَّه من المستحيل أن تتحكم بعدد الأشخاص المشاركين في السباق، وكيفية أداء الآخرين في ذلك اليوم.

R: درجة الصعوبة: هل درجة صعوبة هدفك مناسبة لك أو لمنظمتك؟ إن كنتَ تحقق أهدافك دوماً، فعليك وضع هدف أصعب، وإن كنتَ لا تحقق أهدافك غالباً، فعليك وضع هدف أسهل قليلاً.

E: النجاح: كيف ستؤثر نتائجك في الأخرين سلباً أو إيجاباً؟

هل ستكون لهذه النتائج أيَّة عواقب غير مقصودة؛ سواء إيجابية أم سلبية.

الخطوة 2: التحقُّق من حالتك الحالية

في بعض الأحيان لا نتمكن من تحقيق النتائج المرجوَّة؛ وذلك لأنَّ أمراً ما بداخلنا يعوق ذلك، وقد لا نكون على دراية به؛ لذا عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة الصحيحة لكي تعلم أنَّك بحاجة إلى تغيير موقفك أو نهجك.

إليك بعض الأسئلة لمساعدتك على الكشف عن أيَّة معوقات خفية:

  • ماذا سيحصل إن لم تحقق نتائجك؟ هل توجد عواقب جسدية أو عاطفية أو نفسية سوف تترتب على فشلك في تحقيق أهدافك؟
  • هل تحتاج إلى التخلي عن شيء ما أو تغيير شيء ما للتقدُّم نحو النتيجة التي تريدها؟
  • هل توجد أيَّة قيود عملية مثل ضيق الوقت أو الموارد التي قد تعوقك؟
  • هل توجد أيَّة ظروف أخرى قد تمنع تقدمك؟

بمجرد أن تدرك هذه الأشياء، هل توجد أيَّة إجراءات يمكنك اتِّخاذها لتذليل هذه العقبات؟ بعد ذلك ركز في تقدمك.

الخطوة 3: رسم صورة ذهنية واضحة

لا يمكن أن يحدد عقلك دوماً الفارق بين ما هو حقيقي وما هو مُتخيَّل؛ لذا يمكنك رسم صورة ذهنية واضحة للمشاهد والأصوات والمشاعر التي سوف تواجهها عند تحقيق هدفك، وبذلك تتمكن من مساعدة نفسك على التحرك نحو الهدف.

تخيَّل أنَّك تخرج فيلماً خاصاً بك في أثناء وبعد تحقيق الهدف، واسأل نفسك الأسئلة التالية للمساعدة على إخراج هذا الفيلم:

  • البصر: ماذا ترى؟ أَخرِج فيلماً مُتخيلاً لنفسك وأنت تحقق هدفك من البداية حتى النهاية، وتأكَّد من أنَّه حقيقي ودقيق قدر الإمكان.
  • الصوت: ماذا تسمع؟ ماذا ستقول لنفسك؟ ماذا سيقول الآخرون لك؟ ادمج ذلك في فيلمك المُتخيَّل.
  • المشاعر: ما هو شعورك؟ ما هي الأحاسيس الجسدية المترتبة على تحقيق هدفك، وما هي المشاعر الإيجابية التي تشعر بها؟ أضِف ذلك أيضاً.

الخطوة 4: وضع نتيجة مُنتقاة بعناية

بمجرد حصولك على نتائجك اسأل نفسك هذه الأسئلة لاستكشاف هدفك وفهمه على وجه أفضل:

  • كيف ستعلم متى حققت نتائجك؟ ما هي مقاييس النجاح أو معايير الإنجاز الخاصة بك؟ "يمكن أن يؤدي هذا إلى تحديد وتطوير الأهداف الذكية التي حددتها في الخطوة 1".
  • ما هي الموارد التي تحتاج إليها لتحقيق نتائجك؟ هل يشارك في ذلك أشخاص آخرون؟ كيف يجب أن تكون مساهمة الآخرين؟
  • كيف سيؤثر تحقيق هذه النتائج في مجالات أخرى من حياتك؟
  • ماذا سيحدث إن لم تحقق هدفك؟
  • ما الذي لن يحدث إن حققت هدفك؟
  • ما الذي لن يحدث إن لم تحقق هدفك؟

الخطوة 5: دمج نتائجك

الآن أَثرِ الفيلم الذي أخرجته في الخطوة 3 بالتفاصيل الإضافية التي حصلت عليها من الخطوة 4.

تخيَّل المكان والأشخاص والمشاهد والأصوات والمشاعر التي ستجربها في عقلك مثل المشي والتحدُّث والتصرف كما لو كنتَ هناك حقاً.

بعد تجربة فيلمك أَعِد تركيزك إلى الوقت الحالي وابدأ باتِّخاذ الإجراءات التي ستدفعك إلى الأمام.

مثال عن نتائج منتقاة بعناية:

الخطوة الأولى: تحديد النتيجة

تخيَّل نفسك تعيش السيناريو الآتي:

لقد مر عام الآن، وأصبحت أكثر ثقةً وراحةً في عملي كمدير تدريب في إحدى الشركات، أنا أُلهِم فريقاً مكوناً من 10 أفراد، ونستمتع جميعاً ببعض النجاحات التي حققناها في تقديم دورات جديدة للعملاء الجدد، وحصلنا على تغذية راجعة إيجابية للغاية في المتوسط "مرضية للغاية".

عندما أحقق هدفي سأكون قد طورت مهاراتي في الإدارة والقيادة، وسأمضي ساعةً واحدةً على الأقل كل أسبوع في تعلُّم وتطبيق مهارات جديدة، كما أنَّني سأقابل كل فرد من أعضاء الفريق كل أسبوعين للبقاء على اطِّلاع دائم بمشاريع كل شخص ولتقديم التوجيه والتحفيز.

عند النظر إلى هذا الهدف مع صيغة بيور (PURE) نجد أنَّه حقَّق الجانب الإيجابي؛ وهو تحت السيطرة "سأقدم المشورة للفريق بشأن اجتماعاتهم التي تعقد كل أسبوعين برفقتي"، وهو بدرجة صعوبة مناسبة "هذا دور جديد بالنسبة إلي ويسعدني الاستمرار في قيادة الفريق دون أيَّة مبادرات أو تغييرات جديدة كبرى"، كما أنَّه ناجح "سوف نستفيد جميعاً من العمل ضمن فريق متحمس ومُلهم".

الخطوة 2: التحقق من حالتك الحالية

إذا لم أُحقق هذه النتيجة، فسوف يبقى أدائي مناسباً وسيكون من الأسهل السماح للأمور بالاستمرار كما هي؛ وذلك لأنَّ الجميع يعرفون ما يفعلونه، ومع ذلك قد لا يحقق الفريق معدلاً "مرضياً للغاية" حسب تصنيف العملاء، وقد لا يكون الشعور العام مصدر إلهام أو تحفيز أو تنشيط.

أحتاج إلى توفير الوقت لتطوير مهارات القيادة والإدارة لدي، والوقت الكافي للقاء كل عضو من أعضاء فريقي وحده.

لا توجد ظروف أخرى قد تمنع تقدمي.

الخطوة 3: إنشاء تمثيل ذهني قوي

  • ماذا سأرى؟ مكتباً مفعماً بالحيوية والنشاط.
  • ماذا سأسمع؟ ضحكاً، والأفراد يلهون بعد العمل الجاد.
  • كيف سأشعر؟ الرضى عن قدرتي على إحداث الفارق لأفراد فريقي والعملاء.

الخطوة 4: إنشاء نتيجة جيدة التنسيق

سؤال: كيف تعلم متى تحقق نتائجك؟ ما هي مقاييس النجاح أو معايير الإنجاز الخاصة بك؟

الجواب: أعلمُ أنَّني حققت النتيجة عندما تكون ردود فعل العملاء مرضية للغاية، ويحقق أعضاء الفريق الأهداف المنوطة بهم.

سؤال: ما هي الموارد التي تحتاج إليها لتحقيق نتائجك؟ هل يشارك أشخاص آخرون؟ ما طبيعة مساهمتهم؟

الجواب: تتضمن الموارد اللازمة الوقت للدراسة والتعرُّف إلى أعضاء الفريق على مستوى شخصي أكثر.

سؤال: ماذا سيحدث عندما تحقق هدفك؟ ما هي المنافع؟ حدِّد ثلاث فوائد على الأقل لتحقيق هدفك.

الجواب: أحصلُ على فرصة جيدة لتحقيق هدفي، وسأكون سعيداً لأنَّ العملاء قد طوروا مهاراتهم نتيجة دوراتنا التدريبية؛ وهذا يمنح عملي معنىً أكبر، ونظراً إلى أنَّني مدير أفضل، فإنَّ أعضاء فريقي سيكونون أكثر ولاءً لي، ومن ثم سيكون معدل دوران القوى العاملة أقل، وهذا يهمني جداً لأنَّ تدريب الموظفين الجدد يستغرق الكثير من الوقت، وأنا أُفضِّل قضاء بعض الوقت في تصميم دورات جديدة.

سؤال: ماذا سيحدث إن لم تُحقِّق هدفك؟

الجواب: قد نخسر منحتنا المُقدَّمة من الهيئة الحكومية لتنمية المهارات.

Stay Informed with the Latest Developments

Subscribe and gain access to the latest articles, research, and products that make you stronger than ever before.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025