blog-details

محاربة الفوضى الرقمية: كيف تحسن عقلك ضد المشتتات وتضاعف إنتاجيتك؟

هل تشعر أحياناً أنّك محاصر في عالم رقمي لا يتوقف عن المطالبة بانتباهك؟ إنَّه شعور يشاركك فيه كثيرون. فكل إشعار جديد يشتت تركيزك، وكل منصة اجتماعية تستهلك جزءاً من طاقتك الذهنية.

تستنزف هذه الفوضى الرقمية قدراتنا على التفكير العميق وتعوق إنتاجيتنا، مما يجعلنا نشعر بالعجز أمام سيل المشتتات. لكن، هل يمكن حقاً محاربة الفوضى الرقمية هذه؟ وهل يوجد سبيلاً لتحسين عقلك ضد المشتتات لزيادة إنتاجيتك؟ تابع القراءة لتعرف أهم الاستراتيجيات والحلول لمواجهة هذه التحديات واستعادة السيطرة على حياتك الرقمية والمهنية.

مفهوم "التركيز العميق" (Deep Work)

التركيز العميق هو القدرة على التركيز على مهمة واحدة صعبة دون تشتيت الانتباه. إنَّها مهارة تُتيح لك إتقان المعلومات المعقدة وإنتاج نتائج عالية الجودة في وقت أقل. تُعد هذه المهارة قيّمةً جداً في عالم يتجه بتزايُد نحو السطحية.

محور التشخيص: فهم عدوك الداخلي والخارجي

لكي تتمكن من استعادة التركيز في عالم الفوضى الرقمية، عليك أولاً أن تفهم طبيعة التحدي الذي تواجهه؛ إذ لا تُعد المقاطعات التي تعوق إنتاجيتك مجرد إشعارات عابرة، بل هي عدو متعدد الأوجه يأتي من مصادر خارجية وداخلية.

سوف نستعرض تالياً أنواع هذه المقاطعات وكيفية تأثيرها في قدرتك على الإنجاز:

المقاطعات الخارجية: تحديد المصادر الخارجية (إشعارات، رسائل، زملاء)

تُعد المقاطعات الخارجية أكثر تحدٍّ وضوحاً في بيئة العمل الرقمية؛ فهي عوامل ملموسة تقتحم مساحتك الذهنية وتجبرك على تحويل انتباهك عن المهمة التي بين يديك. لذلك، يُعد تحديد هذه المقاطعات والتعرف عليها الخطوة الأولى نحو السيطرة على بيئة عملك، والبدء في بناء حصن منيع ضدها.

في الجدول التالي، نوضح لك أكثر أنواع المقاطعات الخارجية شيوعاً، وتأثيرها في إنتاجيتك.

نوع المقاطعة

مصدرها

كيف تؤثر

مثال/تأثير إضافي

الإشعارات

تطبيقات الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.

تسبب تنقلاً مستمراً بين المهام وتكسر سلسلة أفكارك، مما يقلل من جودة العمل.

يمكن أن تؤدي إلى إفراز الدوبامين الذي يجعل عقلك يطلب مزيداً من التنبيهات.

رسائل البريد الإلكتروني

زملاء العمل أو العملاء أو القوائم البريدية.

تدفعك إلى الانتقال من مهمتك الرئيسة إلى مهام أخرى عاجلة وغير مخطط لها.

تستهلك جزءاً من طاقتك الذهنية في كل مرة تقوم فيها بفتحها والتعامل مع محتواها.

الزملاء والبيئة

الأسئلة المباشرة أو الأحاديث الجانبية في المكتب.

تقطع تركيزك فجأةً، مما يستدعي منك إعادة ضبط كاملة لأفكارك.

تؤدي إلى الإطالة في الحديث وتبعدك عن مسارك الأساسي، حتى بعد عودتك إلى مهمتك.

المقاطعات الداخلية: فهم الأسباب النفسية (القلق، والخوف من الفشل، والرغبة في التجديد السريع)

لا يقتصر التشتت الرقمي على العوامل الخارجية فقط، بل هو أيضاً نتيجة لأسباب داخلية تنبع من داخل عقلك وتؤثر في قراراتك؛ فهذه المقاطعات غير مرئية وتُسيطر على قراراتك دون وعي منك، مما يجعل التعامل معها أكثر صعوبة.

يوضح لك الجدول التالي أنواع هذه المقاطعات الداخلية ومصادرها الخفية التي تؤثر في قدراتك.

نوع المقاطعة

مصدرها

كيف تؤثر

مثال/تأثير إضافي

الرغبة في التجديد

حاجة العقل للمحفزات والمكافآت الفورية.

تدفعك إلى التحقق المستمر من هاتفك أو تصفح الإنترنت بحثاً عن شيء جديد، حتى في غياب الإشعارات.

هذه الرغبة مرتبطة بنظام المكافآت في الدماغ، مما يجعلها عادةً يصعب التغلب عليها.

القلق والخوف

الخوف من عدم الإنجاز أو الفشل في مهمة صعبة.

تجعلك تبحث عن الهروب من التفكير في التحدي، فتجد في التشتت الرقمي ملاذاً آمناً.

قد تكون هذه المقاطعات بمنزلة آلية دفاعية لتجنب مواجهة المهام المعقدة التي تتطلب جهداً ذهنياً كبيراً.

الإجهاد الذهني

العمل على مهمة واحدة لفترات طويلة دون راحة.

يقلل من قدرة عقلك على الاستمرار في التركيز ويزيد من احتمالية بحثك عن أي إلهاء.

يمكن أن يكون الشعور بالملل أو الإرهاق علامةً على ضرورة أخذ استراحة قصيرة ومنظمة.

دراسة من جامعة كاليفورنيا: يستغرق الدماغ 23 دقيقة لاستعادة التركيز بعد مقاطعة واحدة

وفقاً لدراسة بحثية أجرتها "جامعة كاليفورنيا" في مدينة إيرفين، يستغرق الدماغ ما يقارب 23 دقيقة و15 ثانية في المتوسط للعودة إلى حالة التركيز الكامل بعد مقاطعة واحدة.

يعني هذا أنَّ كل إشعار أو رسالة قصيرة تستقبلها لا تستهلك بضع ثوانٍ فقط من وقتك، بل تؤدي إلى خسارة كبيرة في إنتاجيتك على الأمد الطويل.

يجسد هذا البحث بوضوح أهمية تقنيات التركيز العميق التي تساعدك على حماية وقتك وطاقتك الذهنية من هذا الاستنزاف المستمر.

يُعد فهم أسباب التشتت الرقمي الخطوة الأولى لـ استعادة التركيز. تنقسم هذه الأسباب إلى مقاطعات خارجية مثل الإشعارات، ومقاطعات داخلية مثل القلق. تُظهر الدراسات أنَّ استعادة التركيز بعد مقاطعة واحدة قد تستغرق أكثر من 20 دقيقة، مما يُؤكد على أهمية التحكم في كلتا البيئتين.

التركيز العميق

محور السيطرة: أدوات وتقنيات لفرض "منطقة تركيز"

بعد أن شخصت المشكلة وفهمت عدوك الداخلي والخارجي، تأتي الخطوة الأهم: فرض السيطرة الكاملة على بيئتك الرقمية؛ فـ التركيز ليس شيئاً ننتظره أن يأتي، بل هو مهارة نكتسبها من خلال تطبيق أدوات واستراتيجيات عملية.

إليك أبرز هذه التقنيات التي تساعدك على بناء حصن منيع حول انتباهك، مما يضمن زيادة الإنتاجية في العمل:

منهجية "اللا إزعاج" الصارمة: استخدام أوضاع "عدم الإزعاج" استخداماً آلياً

  • مبدأها: يكمن المبدأ في إغلاق كل قنوات الاتصال الرقمي التي لا تخدم مهمتك الحالية؛ فهذه المنهجية تقوم على مبدأ "الجراحة" لا "الضمادة"، أي إزالة السبب جذرياً، لا معالجة آثاره.
  • هدفها: بناء جدار رقمي يمنع أية مقاطعة خارجية من الوصول إليك خلال فترات العمل الهامة، مما يضمن لك الغوص في مهامك دون أي تشتيت.

طريقة تطبيقها:

  • جدوِل وضع "عدم الإزعاج" على هاتفك وحاسوبك آلياً خلال الأوقات التي تحتاج فيها إلى تقنيات التركيز العميق (Deep Work)، مثل الساعات الأولى من الصباح أو فترات الإنجاز الحرجة.
  • يمكنك أيضاً إرسال رسالة آلية لزملائك تعلمهم بأنَّك غير متاح لفترة محددة.

تقنية "العمل المتكتل" (Batching Work): تخصيص فترات زمنية للرد على الاتصالات

  • مبدأها: تقوم هذه التقنية على تجميع المهام المتشابهة في فئة واحدة وإنجازها في وقت محدد؛ بفدلاً من الرد على رسالة إلكترونية فور وصولها، تقوم بجمع كل الرسائل والرد عليها في فترة زمنية واحدة ومخصصة لذلك.
  • هدفها: التقليل من تبديل السياق (Context Switching) الذي يستهلك طاقة ذهنية كبيرة. فعندما تنتقل بين الرد على رسالة، ثم العمل على تقرير، فإنَّ دماغك لا ينجز أي شيء بكفاءة.

طريقة تطبيقها:

  • خصص فترتين يومياً (مثلاً الساعة 11 صباحاً و4 عصراً) للرد على رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الفورية جميعها.
  • لا تسمح لنفسك بالتحقق منها خارج هذه الأوقات المحددة، مما يحرر عقلك للتركيز على أكثر المهام أهميةً.

قاعدة "20 ثانية": إزالة المشتتات التي لا تتطلب جهداً كبيراً

  • المبدأ: تقوم هذه القاعدة على خلق حاجز صغير بينك وبين مصدر التشتيت. الفكرة هي جعل الوصول إلى المقاطعات صعباً بما يكفي ليمنعك من القيام بذلك تلقائياً.
  • الهدف: كسر العادة اللاواعية للبحث عن التشتيت. فعندما تزيد من "تكلفة الوصول" إلى مصدر التشتيت، فإنَّ عقلك يختار تلقائياً الاستمرار في المهمة الحالية بدلاً من الانخراط في عملية معقدة لإيجاد الإلهاء.

طريقة التطبيق:

  • أبعد هاتفك عن متناول يدك أو ضعه في درج مكتبك.
  • سجّل الخروج من حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • حاول أن تجعل الوصول إليها يستغرق ما يزيد على 20 ثانية؛ إذ يمنعك هذا الاحتكاك البسيط من الاستجابة التلقائية إلى رغبة عقلك في التجديد الفوري.

تجربة استعادة التركيز: قصة نجاح "بيل غيتس" (Bill Gates)

لقد أثبتت هذه التقنيات فعاليتها على الأمد الطويل، حتى عند أبرز قادة الأعمال في العالم. ويُعد "بيل غيتس" (Bill Gates)، مؤسس شركة "مايكروسوفت" (Microsoft)، خير مثال على ذلك.

فمن خلال تجربته الشخصية، طبق غيتس منهجية صارمة عرفت باسم "أسبوع التفكير" (Think Week)؛ إذ كان يعتزل مرتين في السنة في كوخ منعزل، ليقضي أسبوعاً كاملاً بمفرده، لغرضين أساسيين:

  • الانفصال الكامل عن الإلهاءات الرقمية والبشرية.
  • التركيز على القراءة والتفكير في استراتيجيات الشركة المستقبلية.

مكّنته هذه الممارسة من اتخاذ قرارات مصيرية والتركيز على أفكار معقدة بعمق، مما كان له تأثير هائل في نجاح شركته. كما وتتعدّى قصته كونها مجرد نظرية؛ إذ إنّها تجربة حقيقية تبرهن على أنَّ السيطرة على الفوضى الرقمية ليست مستحيلة، بل هي مفتاح زيادة الإنتاجية في العمل والعيش حياة أكثر وعياً وتركيزاً.

لفرض "منطقة تركيز"، يمكن تطبيق عدة أدوات فعالة، أولها تفعيل وضع "عدم الإزعاج" على نحوٍ صارم خلال أوقات العمل. أمّا ثانيها، فهو استخدام تقنية "العمل المتكتل" لتجميع المهام المتشابهة مثل الرد على البريد الإلكتروني. وأخيراً، تُساعد قاعدة "20 ثانية" على إزالة المشتتات الصغيرة فوراً.

أدوات وتقنيات لفرض

محور التحصين: بناء عادات ذهنية مقاومة للمقاطعات

بعد أن فهمت عدوك الداخلي والخارجي، وتعلمت كيفية السيطرة على بيئتك الرقمية، تأتي أكثر مرحلة أهميةً، وهي: تحصين عقلك من الداخل؛ فالسيطرة على الأدوات وحدها لا تكفي ما لم تبنِ عادات ذهنية قوية تدعم تركيزك وتقاوم الإلهاءات.

سوف نستعرض استراتيجيات فعالة لتدريب عقلك على الانضباط الذهني، وربطها ربطاً وثيقاً بتقنيات التركيز العميق (Deep Work) التي تحدث عنها الخبير "كال نيوبورت" (Cal Newport) في كتابه الشهير.

ممارسة "التركيز العميق" (Deep Work): تخصيص 90 دقيقة يومياً لعمل غير منقطع

هدفها

  • ليس الهدف هو العمل لساعات أطول، بل هو تحسين جودة العمل في فترات زمنية أقصر.
  • الهدف هو الوصول إلى حالة ذهنية تمكنك من الغوص بعمق في مهمة معقدة دون أي تشتيت، مما يؤدي إلى إنتاج عمل ذي قيمة عالية.

طريقة تطبيقها

  • حدد فترة زمنية ثابتة يومياً (مثلاً من الساعة 9:00 إلى 10:30 صباحاً) تكون فيها بعيداً تماماً عن كل المقاطعات.
  • أغلق الإشعارات جميعها، وضع هاتفك في وضع "عدم الإزعاج" وابتعد عنه.
  • اختر مهمةً واحدةً فقط للتركيز عليها خلال هذه الفترة، وتجنب التفكير في أية مهام أخرى.

أمثلة عنها

  • كتابة فصل من تقرير.
  • تحليل مجموعة بيانات معقدة.
  • وضع استراتيجية تسويقية جديدة.
    تتطلب هذه المهام تفكيراً عميقاً ومجهوداً ذهنياً حقيقياً.

تحديد المهمة الوحيدة: التركيز على أهم مهمة في بداية اليوم

هدفها

ضمان إنجاز أكثر المهام أهميةً قبل أن تستهلك التشتيتات طاقتك الذهنية؛ إذ يمنحك إنجاز المهمة الأهم في بداية اليوم شعوراً بالإنجاز ويساعدك على بناء زخم إيجابي لبقية يومك.

طريقة تطبيقها

  • في نهاية يوم العمل، حدد أهم مهمة عليك إنجازها في اليوم التالي.
  • في صباح اليوم الجديد، ابدأ مباشرةً في العمل على هذه المهمة قبل فتح البريد الإلكتروني أو تصفّح أية منصات اجتماعية.

أمثلة عنها

  • بدلاً من الرد على عشرات الرسائل الصغيرة، ابدأ بكتابة المسودة الأولى لتقرير هامّ.
  • بدلاً من حضور اجتماع غير ضروري، ابدأ في حل مشكلة فنية معقدة في مشروعك.

أهمية "الراحة الفعالة": استبدال تصفح السوشيال ميديا بأنشطة تُعيد شحن طاقتك الذهنية

هدفها

  • الراحة ليست مجرد توقف عن العمل، بل هي عملية إعادة شحن ذهني فعّالة.
  • الراحة السلبية (مثل التصفح العشوائي لوسائل التواصل) لا تجدد طاقتك، بل تزيد من الشعور بالإرهاق الذهني.

طريقة تطبيقها

  • عندما تأخذ استراحة، ابتعد تماماً عن الشاشات.
  • مارس أنشطة تُريح عقلك حقاً وتُجدد طاقتك.

أمثلة عنها

  • اخرج في نزهة قصيرة.
  • استمع إلى كتاب صوتي.
  • تحدث مع زميل بعيداً عن أجهزة الحاسوب.
  • مارس بعضاً من تمارين الإطالة.

لا تعيد هذه الأنشطة شحن طاقتك فحسب، بل تساعد عقلك على معالجة المعلومات معالجةً أفضل.

بناء عادات ذهنية مقاومة للمشتتات هو مفتاح استعادة التركيز. يُعد الالتزام بـ تقنيات التركيز العميق، مثل تخصيص وقت يومي للعمل غير المنقطع، وتحديد "المهمة الوحيدة" ذات الأولوية، من أفضل الطرائق لتدريب العقل. بالإضافة إلى ذلك، تُساعد "الراحة الفعالة" في استعادة الطاقة العقلية بفعالية أكبر.

بناء عادات ذهنية مقاومة للمقاطعات

الأسئلة الشائعة

1. هل تعدد المهام (Multitasking) مضر حقاً؟

نعم؛ تشير الأبحاث إلى أنَّ تعدد المهام يُقلل الإنتاجية تقليلاً كبيراً؛ إذ لا يُنفّذ الدماغ المهام في وقت واحد، بل ينتقل بسرعة بينها، مما يُقلل من جودة العمل ويُستهلك طاقة ذهنية أكبر.

2. ماذا أفعل عندما أشعر بالملل وأبحث عن المشتتات؟

هذا الشعور طبيعي. حاول أن تتعامل معه بوعي. خذ استراحة قصيرة، ولكن افعل شيئاً يُجدد طاقتك (مثل المشي)، ثم عد إلى مهمتك. تجنب استخدام المشتتات الرقمية كحل للملل.

3. كيف أقنع زملائي في العمل بضرورة احترام "منطقة تركيزي"؟

التواصل هو المفتاح. يمكنك إخبارهم بأوقات عملك المركز، واستخدام إشارات مرئية مثل سماعة الرأس أو لافتة "لا تُزعج". اشرح لهم أنَّ هذا السلوك يزيد من إنتاجيتك وبالتالي يُفيد الفريق.

في الختام، لا تدع الفوضى الرقمية تسيطر على حياتك. لقد استعرضنا معاً أنواع المقاطعات التي تواجهها، وقدمنا لك أدوات عملية للسيطرة على بيئتك الرقمية، وكيفية بناء عادات ذهنية قوية لتحصين عقلك من الداخل. بالتالي، تبداً رحلة استعادة التركيز في عالم الفوضى الرقمية بخطوة واحدة.

ما هي أكثر التقنيات فعاليةً بالنسبة لك؟ شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تتردد في مشاركة هذا المقال مع من قد يستفيد منه.

هذا المقال من إعداد المدرب د. غنوة عيتاني، كوتش معتمد من غلوباس

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025