كيفية التوقف عن الكسل: 18 خطوة بسيطة لإنجاز الأمور (2)
من الطبيعي أن يتعرض الإنسان لحالة الكسل بين الحين والآخر، ولقد قدَّم الجزء الأول من المقال معلومات وافية عن الأسباب المحتملة لهذه الحالة، وشرح 3 طرائق فعالة لمعالجتها، ويبحث الجزء الثاني والأخير منه في بقية الطرائق التي أثبتَت فاعليتها في علاج الكسل، فتابعوا معنا السطور الآتية.
4. التركيز على التقدم:
أثبتَت الدراسات العلمية أنَّ التركيز على التقدم المُحرَز يزيد من احتمالات النجاح في تحقيق الهدف، وهذا يتطلَّب من الفرد إجراء تقييمات دورية لمقدار التقدُّم في سير خطة العمل.
يحدث هذا لأنَّ إنجاز المهام مهما كانت بسيطة يساعد على التغلب على حالة الكسل وتقليل شعور الخوف من مقدار العمل المتبقي لتحقيق الهدف النهائي.
5. مكافأة نفسك:
تساعد المكافآت على تهيئة الظروف العقلية المناسبة للمباشرة في العمل، كما يتحمَّس الفرد لتكرار السلوكات الإيجابية عندما يعرف أنَّه سيحصل على مكافأة معيَّنة مقابل الالتزام بها.
يمكن أن تشمل هذه المكافآت وجبةَ طعام، أو قطعةَ حلوى، أو احتفالاً مع الأحبة والمقرَّبين على سبيل المثال، ويجب التذكير هنا بضرورة اختيار أهداف قابلة للتحقيق على أرض الواقع، وتأخذ بالحسبان إمكاناتك وقدراتك الحالية.
6. تحديد الأعمال والنشاطات التي تستهلك وقتك:
يجب أن تحدد الأفعال التي تهدر وقتك سدىً مثل إطالة التفكير أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
يشتكي بعض الأشخاص من عجزهم عن تخصيص الوقت اللازم للعائلة والأحبة، وفي هذه الحالة يُنصَح بمراجعة النشاطات والأفعال اليومية من أجل تحديد مصدر المشكلة، فيهدر بعض هؤلاء الأشخاص حصة كبيرة من وقتهم على متابعة الأخبار على سبيل المثال.
يقتضي الحل استثمار هذا الوقت المهدور في القيام بالنشاطات التي يريدها الفرد ولتكن الاجتماع مع العائلة أو الأصدقاء على سبيل المثال.
7. إدارة الوقت والطاقة العقلية والجسدية:
يستطيع الفرد أن يركز على العمل لبضع ساعات دفعة واحدة عندما يكون مفعماً بالنشاط والحيوية، ثم تبدأ أعراض التعب والإعياء بتخفيض إنتاجيته وقدرته على التركيز.
طاقة الإنسان محدودة، فيحتاج إلى تجديد نشاطه عبر اتباع نمط حياة صحي يساعده على الحفاظ عليها؛ وذلك عبر ممارسة التمرينات الرياضية وتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية.
تتحسن إنتاجية الفرد عندما يتبع نمط حياة يساعده على إدارة وقته وطاقته ويتيح له إمكانية تحقيق أهدافه والحفاظ على حماسته.
يتطلب إنجاز الأعمال الهامة تخصيص ما يكفي من الوقت والجهد للقيام بها، ولكن يمكن أن يتعرض الفرد للاحتراق الوظيفي عندما يرهق نفسه في العمل ويهمل ممارسات تجديد الطاقة والنشاط والحفاظ على الصحة العقلية والجسدية.
8. تجزئة المهام الكبيرة إلى خطوات بسيطة:
يمكن أن يشعر الفرد بالضغط عندما تكون المهمة ضخمة، وفي هذه الحالة يُنصَح بتجزئتها إلى مراحل وخطوات بسيطة وقابلة للتحقيق خلال فترة زمنية قصيرة.
يتولد الدافع من القدرة على القيام بعمل يسهم في تحقيق تقدُّم ملحوظ صوب الهدف النهائي؛ أي يجب أن تجزئ عملية تحقيق الهدف إلى مراحل قصيرة قابلة للقياس لكي تدرك التقدم الذي تحرزه وتتحمس لبذل مزيد من المجهود.
يستخدم العداؤون هذه الطريقة للتغلب على شعور الإرهاق خلال سباقات الجري؛ وذلك عن طريق تثبيت بصرهم على علامة واقعة ضمن مجال الرؤية بدل التركيز على خط النهاية، وعندما يصل العدَّاء لهذه العلامة فإنَّه يختار واحدة أخرى ويركز بصره عليها، وهكذا دواليك حتى نهاية السباق.
لذا يُنصَح بتجزئة المشاريع الضخمة إلى مهام قابلة للتحقيق خلال يوم واحد أو بضع ساعات.
9. تقليل استخدام منصات التواصل الاجتماعي:
يمكنك أن تجرب تحدي المتحدثة التحفيزية والمؤلفة "مانوش زومورودي" (Manoush Zomorodi) لاستعادة الوقت المهدور على منصات التواصل الاجتماعي واستثماره في تحقيق أهدافك.
يقتضي هذا التحدي حذف جميع تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي من الهاتف المحمول، ومراقبة التحسن في إنتاجيتك عندما يكون ذهنك صافياً وقادراً على التخيل، والإبداع، والتفكير العميق.
تساعد هذه الطريقة على زيادة القدرة على التركيز؛ لأنَّ منصات التواصل الاجتماعي تشتت الانتباه، فيمكنك أن تخصص وقتاً محدداً لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي على حاسبك المحمول حتى لا تشتت ذهنك طوال اليوم.
10. تطبيق قاعدة الثواني الخمس:
تُستخدَم قاعدة الثواني الخمس للحد من التسويف، وهي تفترض أنَّ الإنسان يفقد حماسته عندما لا يباشر العمل على المهمة أو الهدف المطلوب في غضون 5 ثوانٍ.
يتوقف نجاح الفرد على مباشرته في العمل، وعندها سيلتزم ويستمر حتى يبلغ غايته النهائية.
11. تخصيص بعض الوقت للتسلية:
التنظيم هام جداً للتغلب على مشكلة الكسل، ولكنَّك يجب أن تخصص بعض الوقت للمتعة والتسلية في حياتك؛ حتى لا تقل حماستك وتفتر همتك كلياً مع مرور الوقت.
ثبت أنَّ تخصيص بعض الوقت للراحة، وتجديد النشاط، وممارسة النشاطات الإبداعية، والتسلية يساعد على زيادة الفاعلية والإنتاجية عندما تعاود العمل مجدداً.
12. تخصيص بعض الوقت للراحة:
يجب أن تحدد الأوقات المناسبة للاستراحة بدقة لكي تستفيد منها في مواجهة الكسل، فقد ثبت أنَّ الاستراحة تساعد على تنشيط العقل، وتحسين وظائفه، وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات، والتركيز.
تؤدي الاستراحة من ناحية أخرى دوراً بارزاً في تخفيف التوتر، والضغوطات النفسية، والوقاية من الاحتراق الوظيفي، وهي من أبرز عوامل الشعور بالإرهاق، والكسل، وفقدان الشغف تجاه العمل.
13. إنشاء نظام محاسبة:
يُنصَح بإنشاء نظام محاسبة مع الأصدقاء، وأفراد العائلة، والزملاء لكي تجبر نفسك على الالتزام، وتتخلص من مشكلة الكسل.
هذا الضغط الخارجي مفيد؛ لأنَّه يجبرك على الالتزام ويشجعك على الاستمرار عندما تواجه مشكلة ما بدل أن تستسلم للكسل، ناهيك عن أنَّ مشاركة الأهداف مع شخص آخر تلزمك بتجنب حالة الكسل، وتعزز شعورك بالمسؤولية.
لن تجرؤ على الاستسلام عندما تتعهد أمام شخص آخر بتحقيق هدف ما، لهذا السبب يُنصَح بمشاركة الأهداف مع شخص يتابعك ويحاسبك على تقصيرك عند الضرورة.
14. الحصول على قسط كافٍ من النوم:
يجب أن يكون جسمك وعقلك مرتاحَين لكي تتخلص من حالة الكسل، وهذا يتطلب الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويبلغ متوسط عدد ساعات النوم الكافي عند الإنسان البالغ حوالي 7 ساعات في الليلة الواحدة.
تؤدي قلة النوم إلى الخمول، وإضعاف وظائف الذاكرة، والقدرة على التفكير النقدي، وهذا يزيد من صعوبة إنجاز المهام، وتؤثر قلة النوم في صحة الجسم أيضاً، ويُذكَر من أعراضها ما يأتي:
- وهن الجسم.
- ضعف جهاز المناعة.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية.
- تقلبات الحالة المزاجية.
يجب اتباع عادات نوم صحية تساعد الجسم والعقل على الراحة واستعادة النشاط والحيوية.
15. التأمل:
ممارسة التأمل فعالة جداً في معالجة حالة الكسل؛ لأنَّها تساعدك على فهم ذاتك، واكتشاف أسباب كسلك ولتكن الخوف، أو الإرهاق، أو التعب.
معرفة الأسباب ضرورية من أجل تحديد الحل اللازم والتخلص من مشكلة الكسل، ناهيك عن دوره في تحسين القدرة على التركيز، وتعزيز الحماسة، وتوليد الدافع، وهذا يساعدك على متابعة العمل على تحقيق أهدافك.
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية التأمل في ضبط مستويات التوتر، فهو يساعد على تصفية الذهن، وهذا بدوره يتيح إمكانية العمل بسهولة، وزيادة الحماسة، والقدرة على إنجاز المهام المطلوبة بتركيز ووضوح أكبر.
16. تناول الطعام الصحي والالتزام بممارسة التمرينات الرياضية:
يجب أن تزوِّد جسمك بالطاقة التي يحتاج إليها للتغلب على مشكلة الكسل، وهذا يتطلب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على الحفاظ على النشاط والحماسة خلال اليوم.
تساعد هذه الأطعمة من ناحية أخرى على تحسين وظائف الدماغ وتعزيز القدرة على التركيز، وسرعة البديهة، والالتزام بالعمل.
فيما يأتي مجموعة من الأصناف الغذائية المفيدة لصحة الدماغ:
- التوت البري.
- الموز.
- الأسماك الدهنية.
- المكسرات والبذور.
- الشوكولاتة الداكنة.
- اللحوم.
تحفز ممارسة التمرينات الرياضية إفراز هرمون السعادة الإندورفين المسؤول عن مقاومة التوتر والقلق، وهذا يساعد الفرد على التخلص من حالة الكسل ويزوده بالحماسة التي يحتاج إليها لإنجاز الأعمال المطلوبة منه.
يساعد الالتزام بالتمرينات الرياضية والطعام المغذي على تحقيق التقدم واكتساب عادات صحية تسهم في التغلب على مشكلة الكسل في كافة مناحي الحياة.
17. التغلب على حالة العجز عن اتخاذ القرارات:
تحدث حالة العجز عن اتخاذ القرارات مع جميع الناس، وتبرز خطورتها بشكل خاص عند تعامل المبدعين مع المهام المعقدة.
يؤدي العجز عن اتخاذ القرارات إلى تخفيض الإنتاجية، ويقتضي التغلب على هذه المشكلة إدراك السبب الأساسي الكامن خلفها وهو نزعة المثالية والرغبة في تحقيق نتائج مبهرة.
يتعامل العقل مع المهام المعقدة عبر تحليل كافة الطرائق الممكنة لإنجازها، ويؤدي هذا التفكير الزائد إلى عجز الفرد عن اختيار طريقة الحل المناسبة والبدء بتطبيقها، وتزداد صعوبة مباشرة العمل على المهمة كلما حاول الفرد تأجيلها والمماطلة في تحليلها والمفاضلة بين طرائق التنفيذ الممكنة.
يمكن التغلب على حالة العجز باستخدام الحيل العقلية التي تعد المهمة تجربة يمكنك أن تكررها، أو تلزم نفسك بالقيام بأول خطوة فقط على سبيل المثال.
18. تحديد هدف واضح:
يقتضي التغلب على حالة الكسل تحديد أهداف واضحة تتوافق مع قيمك الشخصية، وتعبر هذه الأهداف عن النتيجة التي تريد أن تحققها والتطور الشخصي الذي تسعى لإحرازه، وهي تساعد على إضفاء المعنى، والنظام، وتعزيز الحماسة، وترسيخ شعور المحاسبة في الحياة، لأنَّك تعمل على تحقيق نتيجة محددة.
يساعد اجتماع هذه العوامل مع بعضها على تعزيز شعور الرضى والقناعة في الحياة، وعندها لن يتوانى الفرد عن الجد والعمل مهما كانت الظروف.
في الختام:
يتطلَّب التخلص من العادات التي تخفض الإنتاجية إعادة برمجة الدماغ، وهذا يتطلب منك إعداد خطة عمل متكاملة تستفيد من الطرائق والمعلومات الواردة في المقال، ولقد قدم الجزء الثاني والأخير من المقال 15 طريقة تساعد على التغلب على مشكلة الكسل وتعزيز إنتاجية العمل.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
