blog-details

كيف يقتل الحسد دافعك للنجاح؟

هذه المقالة مأخوذة عن المدون "ليون هو" (Leon Ho)، والتي يحدثنا فيها عن أثر الحسد في تقليل الدافع.

في بيئة العمل التي تشهد منافسةً محتدمة، يزداد الشعور بالغيرة من نجاحات الآخرين؛ لا سيّما أولئك الذين يحققون التميُّز في مجالاتهم بسرعة.

قد نستاء حين نسمع أنَّ أحد زملائنا تفوق علينا في مساره المهني، أو أنَّ صديقاً لديه حياة اجتماعية مميزة، أو تبدو علاقة شخص ما مثالية، هذه المشاعر التي نرفض الاعتراف بها علناً، تشبه جمرة خفية تُشعل نار الغيرة داخلنا.

تُعد مشاعر الغيرة والمنافسة إستراتيجية تكيفية تدفع البشر إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين؛ ذلك لأنَّ أسلافنا كانوا مضطرين للتفوق على الآخرين من أجل البقاء. على الرغم من أنَّ الغيرة شعور طبيعي، إلا أنَّ سلبياته تفوق إيجابياته.

تأثير الغيرة في العقل

تُضعِف الغيرة قدرة المرء على التفكير والتصرف بحكمة، فينصبُّ تركيزه على مكامن ضعفه بدل السعي لتحقيق النجاح. لا يدرك الشخص الحسود مدى تقدمه؛ لأنه يسعى للحصول على ما يمتلكه الآخرون، وغالباً ما يفقد حماسه وشغفه لأنه مشغول بمقارنة نفسه مع الآخرين ولا يمتلك معايير واضحة لتقييم تقدمه الشخصي.

لا يدرك أولئك الذين يحسدون الآخرين على نجاحهم الرحلة الشاقة التي كان عليهم خوضها لبلوغ هذا المستوى من التميز؛إذ يغفل الحاسدون عن نقاط قوتهم، ولا يدركون مكامن ضعف منافسيهم.

عندما تُهدر عمرك في مقارنة نفسك بمن تظنهم أكثر كفاءةً ومهارةً منك، لن تتمكن من تنمية نفسك أبداً؛ فالحسد يسرق منك القدرة على إدراك إمكاناتك، ويُبقيك سجين مقارنات عقيمة. حتى وإن حققت النجاح، ستظل عيناك مُعلَّقتين بغيرك، فتفقد فرحة الإنجاز، ولا تنعم بشعور الرضا أبداً؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك ستجد دوماً مَن هم أكثر ذكاءً أو قوةً منك.

يحكم الحسد قبضتَه على الإنسان فيَسجُنُه في حلقةٍ من التوق الدائم لما يمتلكه الآخرون، فيغرقه في دوامة التذمر ويسلبه متعة الرضا، بينما يؤدي الدافع الداخلي إلى التميُّز والنجاح؛ لأنَّ المرء يستمد قوته من شغفه الشخصي، لا من مراقبة إنجازات الآخرين واستيائه منها.

تأثير الغيرة في العقل

أهمية التخلص من الحسد

حتى الأشخاص الذين يتمتعون بالإيثار والتفاؤل، ليسوا معصومين عن حسد الآخرين. شخصياً، حينما أشعر بالغيرة من أحد، أُعيد النظر في أهدافي ورغبتي في النجاح، وأركّز على رؤيتي لأستمد منها الدافع اللازم للاستمرار.

لقد واجهتُ بعض الصعوبات عندما بدأت مشروعي، وكانت المنافسة محتدمة بين الشركات الجديدة آنذاك.

خلال تلك الفترة سمعت عن شركة ناشئة حققت نمواً سريعاً؛ إذ أنشأت مبنىً مؤلفاً من 4 طوابق، ومقصفاً كبيراً، وغرفة استجمام تحتوي على حوض سباحة ولوحة لرمي السهام، فتمنيتُ على الفور الحصول على تلك الأشياء أيضاً. لقد تأثرتُ بالأمر، ولكنَّني شعرت بعدم الارتياح حين قارنت نفسي بها.

كان يمكن لهذا الشعور أن ينال مني؛ لكنَّني ركزت على ما يهمني بدلاً من ذلك، وهو إنشاء بيئة عمل تعزز الإنتاجية، ثم فكرتُ في هدفي من العمل، وهو إنشاء منتج يعود بالنفع على الآخرين؛ فلا تهم مساحة المكتب طالما أنَّ العمل الذي نؤديه يغير حياة الناس، كما لا يحتاج فريقي إلى كل تلك الأشياء الفخمة لإنشاء بيئة عمل ممتعة.

فلو استمريتُ في القلق حول حجم مكاتب تلك الشركة، كنت لأشعر بالذنب لعدم قدرتي على تأمينها لفريقي، مما يشتت انتباهي عن مهمتي الأساسية؛ ولكن حين ركزت على تطلعاتي وعملت على تحسين نفسي، فإنَّ ذلك قرَّبني من تحقيق هدفي. إنَّ التركيز على ما أريده هو أفضل حافز بالنسبة لي، ويحميني من الحسد ومحاولة الحصول على ما يملكه الآخرون؛ لأنَّ تلك الأشياء لا تتوافق مع رؤيتي لهذه الشركة.

في الختام

لقد حررني تطهير نفسي من الحسد من الرغبات غير الواقعية، التي لا تعود بأي نتائج إيجابية. أستطيع أن أرى التقدم الذي أحرزته وكذلك الجوانب التي أرغب في النمو فيها، بدلاً من مقارنة عملي بعمل الآخرين دوماً.

إنَّ تطهير النفس من الحسد ضروري لمواصلة التركيز على ما يهم، وجعل الحياة أكثر متعةً. تؤدي القدرة على الاحتفاء بنجاح الآخرين دون الإحساس بشعور سلبي إلى مزيدٍ من الفرص والشراكات المثمرة. حين تشعر بالغيرة من نجاح الآخرين، أعد ترتيب أولوياتك وفقاً لرؤيتك، وركز دوماً على تحسين نفسك.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025