blog-details

المهارات الناعمة: تعريفها، وأنواعها، وطرق تلقينها، وتقييم تدريباتها

يساعد إتقان المهارات الناعمة مثل التواصل، وحل المشكلات، والعمل المشترك ضمن إطار الفريق على تحسين أسلوب التفاعل بين الموظفين، وتعزيز الإنتاجية، وترسيخ ثقافة عمل إيجابية ضمن الشركة، ولكن تكمن المشكلة في صعوبة تقييم المهارات الناعمة وتقدير فاعلية برامج التدريب المعنية بها؛ لأنَّها تتعلق بنمط شخصية الفرد.

يبحث المقال في أهمية المهارات الناعمة، واستراتيجيات تلقينها، وطرائق تقييم فاعلية تدريباتها.

تعريف المهارات الناعمة

يُطلَق على المهارات الناعمة اسم المهارات الشخصية أو الاجتماعية، وتُعرَّف على أنَّها مجموعة من الصفات الشخصية أو القدرات التي تمكِّن الفرد من التفاعل مع الآخرين والعمل ضمن إطار الفِرَق، وهي تعتمد بشكل أساسي على التواصل، وأسلوب التعامل مع الناس، والمهارات الاجتماعية.

المهارات الصلبة هي تقنية خاصة بالمهام المتعلقة بوظيفة معيَّنة، على خلاف المهارات الناعمة التي غالباً ما تكون موحَّدة وأساسية في مختلف القطاعات والوظائف، فتواجه الشركات صعوبة في تقييم المهارات الناعمة، وعادةً ما تلجأ لتقييم قدرة الموظف على العمل والتفاعل مع الآخرين للتغلب على هذه المشكلة.

لا تقل المهارات الناعمة أهمية عن نظيرتها التقنية والتخصصية، لأنَّها تضمن انسجام الموظفين وتسهم في تحسين إنتاجية العمل، فالمهارات الصلبة ضرورية للقيام بوظائف معيَّنة، في حين تؤدي نظيرتها الناعمة دوراً بارزاً في تعزيز جودة التعاون، والعمل المشترك، والممارسات القيادية، وتسهم في تحقيق النجاح على مستوى الشركة بأكملها.

أمثلة المهارات الناعمة

تضم المهارات الناعمة المعروفة والمتداولة بين الناس التواصل، والقيادة، والعمل المشترك، وفيما يأتي 5 أمثلة عن المهارات الناعمة:

1. إدارة الوقت

تعبِّر مهارة إدارة الوقت عن قدرة الفرد على تنظيم وقته والتوفيق بين المهام والالتزام بمواعيد التسليم المُتفَق عليها، وتساعد مهارات إدارة الوقت على ترتيب مهام العمل بحسب الأولوية، وتخفيف شدة الضغوطات والتوتر النفسي، والحفاظ على مستوى الإنتاجية.

2. القدرة على التأقلم

تعبر القدرة على التأقلم عن انفتاح الفرد وتقبُّله لفكرة التغيير، فتشهد الشركات في كافة قطاعات العمل تطورات وتغييرات متسارعة تتطلب من الموظف التأقلم مع الأوضاع، والتكنولوجيا، والعمليات الجديدة بغية ضمان استمرارية نجاح الشركة ونموها.

3. حل المشكلات

تعبر مهارات حل المشكلات عن القدرة على تحديد الإشكاليات التي تطرأ في مكان العمل، وتقييم الحلول الممكنة، وتطبيق الإجراء الأمثل، فتساعد مهارات حل المشكلات على تعزيز قدرة الموظفين على التعامل مع الصعوبات التي تطرأ في مكان العمل والمساهمة في التنمية المستمرة.

4. تسوية النزاعات

يجب أن يتمتع الموظف بمقدرة بارزة على التعامل مع الخلافات وإيجاد حلول ودية ترضي جميع الأطراف المعنية، فتسهم هذه المهارة في الحفاظ على أجواء الانسجام والتفاهم وضمان عدم تأثير الخلافات في إنتاجية الموظفين ومعنوياتهم.

5. التفكير النقدي

يعبر التفكير النقدي عن القدرة على تحليل المعلومات بطريقة موضوعية وإصدار حكم منطقي، وهو يقتضي تقييم المصادر، والحقائق، والبيانات، والحجج، وتحديد الروابط المنطقية بين الأفكار، وتساعد مهارات التفكير النقدي على تحسين جودة القرارات والقدرة على اقتراح حلول مبتكرة تأخذ بالحسبان كافة العوامل والظروف المتعلقة بالمسألة.

أهمية المهارات الناعمة

تساعد المهارات الناعمة على تحسين أسلوب التفاعل بين الموظفين وطريقة تعاملهم مع مسائل ومهام العمل، وهي تسهم في تعزيز فاعلية المهارات الصلبة والخبرات التقنية، وتؤدي دوراً بارزاً في تحسين جودة التواصل، والعمل المشترك، وفاعلية العمل الجماعي، ولا تقل المهارات الناعمة أهمية عن الخبرات التقنية في أوساط العمل.

المهارات الناعمة

تلقين المهارات الناعمة

فيما يأتي مجموعة من الاستراتيجيات الفعالة في تلقين المهارات الناعمة:

1. ترسيخ عقلية التعلم

  • التأكيد على أهمية التنمية المستمرة على كل من الصعيدين الشخصي والمهني.
  • ترسيخ ثقافة تقبُّل التغذية الراجعة برحابة صدر وعدها فرصة للتعلم والتطور.
  • تشجيع الموظفين على تحقيق أهداف التنمية الشخصية ومتابعة تقدُّمهم.

2. تقديم برامج تدريب مخصصة باستخدام "أنظمة إدارة التعلم" (LMS)

  • تقديم برامج تدريب مخصصة باستخدام "نظام إدارة تعلم" يراعي اختلاف احتياجات وأنماط تعلم الموظفين، وذلك عبر استخدام وحدات، ومقاطع فيديو، واختبارات تفاعلية تحسِّن اندماج المشاركين وتفاعلهم مع التجربة.
  • متابعة التقدم وإجراء تقييمات تساعد على تقدير مدى التحسُّن وتحديد نقاط الضعف التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام في الخطط المستقبلية.

3. تقديم تدريبات عملية متاحة عند الطلب

  • تطبيق تمرينات تقمُّص الأدوار والتعلم القائم على السيناريو في جلسات التدريب، لكي تُتاح للموظفين فرصة تطبيق المهارات الناعمة في بيئة آمنة تسمح باقتراف الأخطاء والتعلم منها.
  • استخدام التطبيقات والمنصات الإلكترونية التي تعمل على الأجهزة المحمولة وتقدم تمرينات سريعة ونصائح لتطبيق المهارات الناعمة في المهام اليومية.
  • تشجيع الموظفين على تطبيق المهارات المكتسبة في المهام والتفاعلات اليومية، فيساعد التطبيق المباشر للمهارات المكتسبة على ترسيخها.

تقييم تدريبات المهارات الناعمة

تقع على عاتق المدرب مسؤولية متابعة تقدم الموظفين فور انطلاق تدريب المهارات الناعمة، وهذا يتطلب منه تكوين فكرة واضحة ودقيقة عن النتائج المتوقعة من البرنامج، فتساعد هذه المعلومات على توجيه إجراءات التقييم، وضمان تقديم برنامج يحقق الأهداف المرجوة.

يمكن أن تشمل أهداف الدورة التدريبية على سبيل المثال تحسين مهارات التواصل، والعمل المشترك، والقدرة على حل المشكلات والتأقلم مع التغيرات. تقتضي الخطوة التالية اختيار الطريقة المناسبة، لتقييم نجاح البرنامج في تحقيق الأهداف الموضوعة.

3 طرائق أساسية لتقييم تدريبات المهارات الناعمة

1. الاختبارات

تقتضي الطريقة المباشرة لتقدير فاعلية تدريب المهارات الناعمة استخدام الاختبارات وأدوات التقييم في نهاية كل دورة تدريبية على "نظام إدارة التعلم".

تساعد هذه الإجراءات على الحصول على بيانات كمية توضح مقدار المعلومات التي اكتسبها وحفظها كل واحد من الموظفين المشاركين في الدورة، إضافة إلى تقييم مدى توافق النتائج مع الأهداف الموضوعة.

لا يجب أن يقتصر الاختبار على أسئلة صح/خطأ فقط، بل يمكن إضافة تمرينات سيناريو تساعد على تقييم قدرة الموظف على تطبيق المهارات الناعمة في المواقف العملية، والأسئلة المفتوحة التي تعطي فكرة عن طريقة تفكير الموظف.

يُنصَح بإجراء اختبارات دورية لمتابعة التقدم مع مرور الوقت وتحديد المناحي التي تتطلب مزيداً من الاهتمام في البرامج المستقبلية.

2. التقييمات الذاتية

تقتضي هذه الطريقة توزيع استمارات تغذية راجعة، تتطلب من الموظف تقييم مستوى مهاراته الناعمة ومقدار تحسُّنها مع مرور الوقت. تتيح التقييمات الذاتية للموظفين إمكانية إمعان التفكير بتجربة التدريب وتقييم تطورهم الشخصي، وتقدير فاعلية البرنامج في تحقيق الأهداف الموضوعة.

تُعد استمارات التغذية الراجعة مجهولة الهوية وسيلةً مفيدةً لتقييم تدريبات المهارات الناعمة؛ لأنَّها تكشف عن نقاط ضعف الموظف والمهارات التي تحتاج إلى تدريبات إضافية.

3. تقييمات الأقران

تقتضي هذه الطريقة إضافة تقييم المهارات الناعمة إلى برامج مراجعات الأقران وجدول اجتماع تقييم الأداء الذي يُعقَد بشكل دوري، وذلك بهدف تكوين فكرة عن فائدة هذه المهارات ومدى اعتماد الموظف عليها في مكان العمل.

تقع على عاتق المدير مسؤولية تقييم مقدار التحسُّن في المهارات الناعمة عبر إجراء جلسات دورية لتقييم الأداء، كما تقدم مراجعات الأقران معلومات إضافية عن تأثير مهارات الموظف على مستوى التفاعل والتعاون ضمن الفريق.

يؤدي دمج التقييمات الذاتية مع مراجعات الأقران وتقييمات الإدارة إلى تكوين فكرة شاملة عن مقدار تحسُّن مهارات الموظف والمناحي التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتركيز في التدريبات المستقبلية.

في الختام

تمثل المهارات الناعمة عنصراً جوهرياً في نجاح الأفراد والمؤسسات على حد سواء، فهي لا تقل أهمية عن المهارات التقنية، إذ تؤدي دوراً محورياً في تعزيز التواصل الفعال، والتعاون بين الفرق، وحل المشكلات بطريقة إبداعية، وهذا يسهم في بناء بيئة عمل متجانسة وإيجابية.

قد يكون تقييم وتدريب هذه المهارات معقداً، لكنَّ تبنِّي استراتيجيات مدروسة مثل التعلم المستمر، واستخدام أنظمة إدارة التعلم، والتقييمات المتنوعة كفيل بتطويرها والارتقاء بقدرات الموظفين؛ لذا فإنَّ الاستثمار في المهارات الناعمة يشكل ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة والنجاح في بيئات العمل المعاصرة.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025