blog-details

7 عوامل تؤثر في قرارك بشأن قيمة وقتك

الوقت ثمين، وهذه حقيقة يدركها الجميع، وغالباً ما يقضي الناس أوقاتهم في نشاطات الترفيه ومشاهدة التلفزيون والعمل الذي يعدُّ مصدر الدخل الأساسي، ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى الوظيفة على أنَّها شكل من أشكال المقايضة، فيُستبدل الوقت بالمال، أو المتعة بفترة من الترفيه.

يقدم المقال منظوراً فريداً من خلال عدِّ الوقت سلعة قابلة للتبادل يمكن استثمارها للحصول على مقابل مادي أو ترفيهي أو حتى المتعة.

لتحقيق الاستفادة القصوى من الوقت، يُنصح بتقسيمه إلى ثلاث فئات رئيسة: وقت العمل، ووقت الفراغ، والوقت الشخصي، فيُخصَّص وقت العمل للمهام والالتزامات المتعلقة بالعمل، في حين يُخصَّص وقت الفراغ للنشاطات الترفيهية والتعليمية، بينما يمثل الوقت الشخصي لحظات نقضيها مع الأسرة أو في السفر والاستكشاف.

لكن، هل جميع هذه الأنواع من الوقت تحمل نفس القيمة؟

الإجابة هي أنَّ لكل نوع قيمته الخاصة، ففي حين أنَّ قيمة وقت العمل واضحة ومحددة، فتتمثل في الراتب أو الدخل الذي نحصل عليه، ويُنظر إلى وقت الفراغ على أنَّه أكثر قيمة وأهمية.

إنَّ فكرة استبدال وقت الفراغ بالعمل الإضافي غير مستحسنة، ولكن لو أراد الشخص زيادة دخله، يمكنه استثمار وقت فراغه لتحقيق ربح أكبر، أو استثماره في التعليم وتطوير المهارات التي من شأنها أن تزيد من قيمة راتبه على الأمد الطويل.

من ناحية أخرى، يُعدُّ الوقت الشخصي ثميناً ولا يمكن تعويضه، فالأوقات التي نقضيها مع عائلتنا وأحبائنا، والسفر واستكشاف العالم من حولنا، والاستمتاع بالحياة، هي لحظات لا يمكن الاستغناء عنها، فمن دون هذه اللحظات، قد يتحول العمل إلى الهدف الوحيد في الحياة، وهذا يخل بتوازنها.

تحديد القيمة الحالية لوقتنا:

الآن بعد أن حددنا الأنواع المختلفة من الوقت، ينبغي لنا أن نحدد القيمة الحالية لوقتنا، ثم نكتشف القيمة المثالية له، وبمجرد الانتهاء من ذلك، ينبغي لنا استكشاف صيغ ومفاهيم إضافية تساعدنا على فهم كيفية تقدير الوقت والعوامل التي تؤثر في طريقة تقدير الوقت.

لنبدأ بحساب القيمة الحالية لوقتك، يستند ذلك إلى أسبوع عمل لمدة 40 ساعة، ولكن إذا كانت ساعات عملك مختلفة، يمكنك تعديل الصيغة حسب ذلك.

الصيغة لحساب القيمة الحالية لوقت عملك:

  • الدخل السنوي / 2080
  • (2080 هو عدد الساعات التي تعملها في السنة إذا كنت تعمل 40 ساعة في الأسبوع)

لتعديل هذه الصيغة، ما عليك سوى استبدال الرقم 2080 بعدد الساعات التي تعملها في الأسبوع مضروباً في 52 لمراعاة عدد الأسابيع في السنة:

52 X عدد الساعات التي تعملها في الأسبوع = ما يعادل 2080

الآن بعد أن حصلت على هذا الرقم، اسأل نفسك:

هل هذه هي القيمة المثالية لوقتك؟

إذا لم تكن هذه هي القيمة المثالية لوقتك، فيجب عليك إذاً أن تفكر في مدى ابتعادك عن هدفك من خلال معرفة القيمة السنوية المثالية لوقتك، ليس من الصعب القيام بذلك، لذا دعنا ننظر إلى مثال:

إذا كان راتبك السنوي المثالي هو 52,000 دولار:

52,000 دولار في السنة / 52 أسبوعاً = 1,000 دولار في الأسبوع.

هذا يعني أنَّ 1,000 دولار في الأسبوع يساوي 25 دولار في الساعة إذا كنت تعمل 40 ساعة في الأسبوع.

توضح هذه الصيغة فقط المبلغ الذي تريد تحقيقه في الساعة، ولكنَّها لا تخبرك بما عليك فعله لتحقيق ذلك، فتذكر أنَّ اتباع هذا الطريق قد يستغرق بعض الوقت لتحقيق هدفك، فهو يتطلب التخطيط الواعي والعمل الجاد، ولكنَّك تستطيع القيام بذلك، وما عليك سوى تطبيق جميع المفاهيم الموضحة أدناه.

يمكنك دائماً استخدام النهج المذكور من منطلق المعدل الساعي المثالي، من خلال ضرب المعدل الساعي الذي تريده في عدد الساعات التي تعملها في الأسبوع، ثم الضرب في 52، إليك مثال عن ذلك:

إذا كان المعدل الساعي المثالي هو 75 دولار مقابل 40 ساعة في الأسبوع:

75 دولار * 40 ساعة في الأسبوع = 3,000 دولار في الأسبوع

3,000 دولار * 52 أسبوع في السنة = 156,000 دولار راتب سنوي

هذا هو "الراتب المستهدف" الذي سيحقق المعدل الساعي المثالي ويمنحنا الشعور بالسعادة مقابل المبلغ الذي نتلقاه مقابل وقتنا، وهذا المبلغ ليس ضخماً، فكثير من الناس يكسبون هذا القدر، وإذا نظَّمت وقتك بحكمة، يمكنك استثماره في التعليم والتواصل لزيادة فرصك في الوصول إلى المعدل الساعي المثالي.

إضافة إلى ذلك، من الضروري فهم مفهوم "عائد استثمار الوقت" (ROTI)؛ وهو تقييم الفائدة المحصلة نسبة إلى الوقت المستثمر.

الصيغة لحساب ذلك هي:

ROTI = (العائد/فائدة المهمة) / الوقت المستثمر

تسمح لك هذه الصيغة بحساب قيمة وقتك من خلال تقييم العائد أو الفائدة التي تحصل عليها مقابل الوقت الذي تستثمره في مهمة أو نشاط معين، ومن خلال مقارنة عائد استثمار الوقت (ROTI) لمهام مختلفة، يمكنك اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن كيفية تخصيص وقتك بكفاءة.

على سبيل المثال، إذا كان لديك خيار قبول مشروع عمل حر يدفع بشكل جيد ولكنَّه يتطلب ساعات عمل طويلة، فإنَّ حساب عائد استثمار الوقت (ROTI) يمكن أن يساعدك على تحديد ما إذا كان العائد المالي يبرر الوقت المستثمر.

ثمة صيغة رئيسة أخرى يجب مراعاتها وهي القيمة الزمنية للمال، وتتمثل فكرة ذلك في إدراك القيمة المتغيرة للمال بمرور الوقت عند اتخاذ القرارات المالية، وفي حين أنَّ هذا المفهوم يركز على قيمة المال، إلا أنَّه يسلط الضوء بشكل غير مباشر على أهمية مراعاة تكلفة الفرصة لتأخير القرارات أو الاستثمارات المالية، فتتغير قيمة المال بمرور الوقت بسبب التضخم وعوامل أخرى، وهذا يجعل اتخاذ القرارات في الوقت المناسب مفهوماً هاماً جداً.

على سبيل المثال، إذا تأخرت في الاستثمار في حساب تقاعد، فستفوتك فرصة الاستفادة من العائد المركب لاستثماراتك، وهذا يؤدي إلى تراكم أقل للثروة على الأمد الطويل.

لإدارة وقتك إدارة صحيحة، تحتاج إلى النظر في جميع العوامل التي تشكل عملية صنع القرار لديك، وتسمى هذه العوامل "عوامل التفكير الزمني"، وهي العوامل النفسية والزمنية التي تؤثر في كل قرار تتخذه.

7 عوامل تؤثر في قرارك بشأن قيمة وقتك:

1. المعدل الساعي الحقيقي:

حدِّد المعدل الساعي الحقيقي الذي تكسبه من خلال مراعاة جميع جوانب عملك ونفقاتك ذات الصلة، فلا يأخذ مفهوم المعدل الساعي الحقيقي في الحسبان دخلك فحسب، بل يراعي أيضاً عوامل مثل وقت التنقل، والنفقات المتعلقة بالعمل، والعمل الإضافي غير مدفوع الأجر، ومن خلال حساب معدلك الساعي الحقيقي، تحصل على فهم أوفى لقيمة وقتك والتأثير المالي الفعلي لعملك.

على سبيل المثال، من خلال مراعاة الوقت الذي تقضيه في التنقل، وأي نفقات متعلقة بالعمل، والعمل الإضافي غير مدفوع الأجر، قد تجد أنَّ معدلك الساعي الحقيقي أقل بكثير من راتبك الأساسي، وهو ما يدفعك إلى إعادة التفكير في قيمة وقتك والمقايضات المحتملة.

2. تكلفة التأخير:

فهم الخسارة المحتملة أو التكلفة البديلة المرتبطة بتأخير المهام الهامة

في حين أنَّها ليست صيغة دقيقة، فإنَّ مراعاة تكلفة التأخير تجعلك تقيم التأثير المالي والشخصي لتأجيل القرارات أو الإجراءات الحاسمة، وتؤكد على أهمية المبادرة وحسن التوقيت في إدارة شؤونك المالية.

على سبيل المثال، إذا تأخرت في دفع الفواتير أو معالجة المشكلات المالية، فقد تترتب عليك رسوم تأخير أو تفوتك فرص استثمارية كان من الممكن أن تحقق عوائد أعلى.

3. التنمية الشخصية والنمو:

تخصيص الوقت للنشاطات التي تسهم في تطورك ونموك الشخصي هو أحد أفضل العوائد على الوقت، فهو يزيد بشكل مباشر من قيمة وقتك التي ستتضاعف مع مرور الوقت، وهذا هو السبب في أنَّ قضاء الوقت في تعلم مهارات جديدة، ومتابعة الهوايات، والقراءة، وحضور ورش العمل، أو الاستثمار في الفرص التعليمية ليس وقتاً ضائعاً أبداً.

4. كفاءة الوقت والإنتاجية:

فكِّر في طرائق لتحسين مهاراتك في إدارة الوقت وزيادة إنتاجيتك، فمن خلال تحسين سير عملك، والقضاء على الملهيات، والتركيز على المهام ذات الأولوية القصوى، يمكنك الاستفادة القصوى من الوقت المتاح لديك وتحقيق مزيد من الإنجازات في وقت أقل، وهذا في حد ذاته يمكن أن يزيد من عائد استثمارك للوقت (ROTI). 

5. الصحة والعافية:

أدرك قيمة الوقت المخصَّص لصحتك وعافيتك الجسدية والعقلية، فتسهم ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، والنوم الكافي، والتأمل، ونشاطات الرعاية الذاتية في صحتك العامة وإنتاجيتك؛ لذا أعط الأولوية للوقت المخصَّص للنشاطات التي تعزز عافيتك وتساعدك على الحفاظ على نمط حياة متوازن.

6. ضيق الوقت:

فكر في مقدار الوقت المتاح لديك ومدى محدوديته، فالوقت مورد محدود، وبمجرد إنفاقه، لا يمكنك استعادته، وعندما يكون لديك وقت محدود وأولويات متعددة متضاربة، تزداد أهمية تحديد أهم المهام التي تتوافق مع أهدافك وقيمك، ويشمل هذا أيضاً الوقت الذي تقضيه في مشاهدة البرامج التلفزيونية، إذ يجب أن تكون دائماً على دراية بالمقايضات التي تقوم بها.

7. التفويض والاستعانة بمصادر خارجية:

الأمر بهذه البساطة، إذا كان لديك شيء تنجزه بسهولة أو لست خبيراً فيه، فما عليك سوى تفويضه إلى شخص آخر، وفي معظم الأحيان، هذا أجدى اقتصادياً بدلاً من الإرهاق ومحاولة إنجازه بنفسك، وبذلك توفر وقتك، حتى تتمكن من تكريسه لمهام أعلى إنتاجية.

في الختام:

من أجل العثور على نقطة التوازن الأمثل بين الحياة المهنية والشخصية، عليك أن تفهم قيمة وقتك؛ لهذا السبب، فإنَّ تقييم مفاهيم مثل عائد استثمار الوقت (ROTI) والمعدل الساعي الحقيقي وتكلفة التأخير والقيمة الزمنية للمال سيساعدك على فهم مدى ابتعادك عن الوضع المثالي.

مع ذلك، من الضروري عدم إهمال العوامل النفسية التي تبني "تفكيرك الزمني" والفوائد طويلة الأمد المرتبطة بإدارتها بشكل صحيح.

اعلم أنَّ قيمك هي ملكك وتعتمد على ظروفك الشخصية، فمن الضروري أن تستثمر وقتك بأكثر الطرائق كفاءة حتى تتمكن من إعطاء الأولوية لما هو هام بالنسبة إليك ويجلب لك أكبر قدر من السعادة في حياتك، ولا تنس مراجعة وتعديل تخصيص وقتك بانتظام، حتى تتمكن من الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية وضمان قضاء وقتك بحكمة.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025