5 فوائد لفلسفة البساطة في الحياة
عندما تبحث في "جوجل" (Google) عن كلمة "البساطة"، سيظهر لك نتائج بحث متنوعة تتعلق بتصميم المنازل، والأزياء، والفن، وحتى الموسيقى. لكنَّ البساطة ليست مجرد عنصر جمالي، بل هي فلسفة حياة. وتعني هذه الممارسة عدم إيلاء قيمة كبيرة للممتلكات والتركيز على الجوهر. حيث ستعيش بسلام وصفاء ذهن أكبر عندما يكون لديك ممتلكات أقل.
ويُطلَق على أسلوب العيش البسيط الاصطلاح "LIM"، وهو اختصار لفلسفة البساطة "Less Is More" ويعني "القليل يصنع الفارق الكبير". حيث تعزز هذه الفلسفة الكفاءة والرضا على الصعيدين المهني والشخصي، وكما يقولون فكلما اتسع المعنى ضاقت العبارة. فالتخلص من الفوضى يفتح أمامنا آفاقا جديدة، ويمنحنا القدرة على التركيز على حياة تستحق العيش.
فوائد البساطة في الحياة
فيما يلي 5 فوائد للبساطة في الحياة:
1. الشعور بالراحة النفسية في المنزل
قد نشعر بالإرهاق مع امتلاء زوايا منازلنا بالصناديق والكثير من الأشياء الصغيرة المبعثرة هنا وهناك، ثم نقول لأنفسنا بأننا سنقوم بترتيب كل تلك الفوضى لاحقاً، وهو ما لا نفعله في غالب الأحيان بل تضاف مهمة "الترتيب" إلى قوائم مهامنا المزدحمة بالفعل لتضيف عبئاً نفسياً إضافياً علينا. وحتى عند تنفيذ تلك المهمة فإننا نقضي وقتاً طويلاً في ترتيب أشياء لا تهمنا حقاً، مما يمنعنا من الاستمتاع بالاسترخاء في مساحاتنا الخاصة.
يجب أن يكون منزلنا ملاذاً آمناً لنا لنتواصل مع أنفسنا بعيداً عن ضغوط العالم الخارجي، وهو ما سنحققه عندما نخصص الوقت لتخفيف الفوضى في المنزل ليتحول إلى مساحة إيجابية وجميلة وبسيطة بالطبع. حيث يُنصَح بتطبيق "طريقة كونماري" (Konmari Method) الواردة في كتاب "سحر الترتيب الذي سيغير حياتك" (The Life-Changing Magic of Tidying Up) للمؤلفة "ماري كوندو" (Marie Kondo’s)، وهي تركز على الاحتفاظ فقط بالأشياء التي تثير بهجتك، والتخلص من بقية الأشياء تدريجياً بدءاً من تلك التي تحمل أقل قيمة عاطفية بالنسبة لك ثم الانتقال إلى الأشياء التي قد تشعر بأنك مرتبط بها عاطفياً ولا تود التخلص منها. الترتيب الذي تقترحه هو:
- الملابس.
- الكتب.
- الأوراق.
- المتفرقات (الفوضى العامة – المطبخ – المكتب – أغراض الأطفال – أدوات التنظيف – الزينة – المرآب - الحمام).
- العناصر العاطفية.
ويُشار إلى أن هذه الطريقة الشهيرة قد اجتاحت العالم، ولكنها بالطبع ليست الطريقة الوحيدة، ابحث عما يناسبك وابدأ بإزالة الفوضى من حياتك اليوم.
2. تحسين الإنتاجية
يُعتبَر الانشغال في العصر الحديث مؤشر على الإنتاجية العالية، رغم أنه يؤدي في الواقع إلى تشتيت جهود الفرد وتخفيض إنتاجيته. لذا فإن تبني أسلوب حياة "القليل يصنع الفارق الكبير" يساعد في التخلص من الأنشطة التي لا فائدة منها والتي تستنزف طاقتنا أيضاً. ويعتقد البعض أنهم لا يستطيعون شطب أي نشاط من قائمة مهامهم اليومية، ولكن لا بد أن يكون هناك طريقة لجعل حياتنا سعيدة ومنتجة، وتحقيق أقصى فائدة ممكنة من الوقت المتاح لنا.
فيما يلي 3 خطوات للاستفادة من البساطة في تحسين الإنتاجية:
- إيقاف الأنشطة غير المجدية مثل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز.
- تفويض المهام للآخرين عندما تزداد ضغوطات العمل.
- تخصيص بعض الوقت للاستراحة والتفكير في المهام وترتيبها بحسب الأولوية.
علينا أن نوجه طاقتنا نحو الأهداف التي تساعدنا على أن نصبح النسخة الأفضل من أنفسنا عندما نتوقف عن إضاعة وقتنا بالمهام غير الضرورية، وتذكر عندما تصبح الحياة مشوشة بأنَّ الإنتاجية ليست سباقاً، بل رحلة نحو تحقيق ما يهم حقاً.
3. توفير المال
هل سئمت من دورة الشراء المتكررة التي لا تنتهي؟ إذاً، حان الوقت لتكتشف الفوائد المالية المذهلة التي تنتظرك عند تبني أسلوب الحياة البسيط. فبدلاً من الانغماس في البحث عن المنتج التالي الذي سيكمل مجموعتك، يمكنك ببساطة أن توفر المزيد من المال عن طريق الاهتمام بممتلكاتك الحالية.
في عالم اليوم الذي يسهل علينا التسوق عبر الإنترنت، كم مرة وجدت نفسك تشتري شيئاً بشكل متهور، ثم تنساه تماماً بعد وصوله إلى باب منزلك؟ وغالباً ما تكون الإجابة "لا" عندما تسأل نفسك: هل لا تزال تستخدم ذلك الشيء اليوم؟
فالبساطة تعني أن تحيط نفسك فقط بالأشياء التي تجلب لك السعادة والهدوء. ويمكنك توجيه أموالك نحو ما يهمك حقاً عندما تدير مدخراتك بشكل أفضل. قد يكون ذلك ادخاراً لمستقبل أطفالك، أو التخطيط لتقاعد مبكر، أو حتى تحقيق حلمك في السفر. وبتقليل الفوضى الناتجة عن التسوق غير المدروس، ستجد لديك المزيد من الحرية في كيفية إنفاق أموالك.
4. المساهمة في حماية البيئة والحياة على الأرض
ستساعد الكوكب بأكمله عندما تتبنى أسلوب الحياة البسيط. وذلك لأن عقلية الاستهلاك المستمر تسببت في آثار سلبية على البيئة، حيث أظهرت الدراسات أنَّ عادات استهلاك الأسر في الدول الغنية تتسبب في انبعاث 60% من الغازات الدفيئة في العالم.
حيث تنتج الأسرة الواحدة مقدار كبير من النفايات كل أسبوع، ورغم فائدة إعادة التدوير، إلا أنه يؤثر سلباً على الحياة على كوكب الأرض، ويقتضي الحل الأمثل لتقليل النفايات وقف دورة الاستهلاك المفرط.
إليك بعض النصائح للاستفادة من البساطة في حماية البيئة:
- إعادة استخدام الأشياء القديمة بدلاً من التخلص منها.
- تحويل العناصر القديمة إلى أشياء جديدة، مثل استخدام البرطمانات أو الملابس البالية.
- شراء المنتجات المستعملة كلما كان ذلك ممكناً.
5. تحسين الصحة النفسية
تشير دراسة من جامعة "جون هوبكينز" (John Hopkins) الأمريكية إلى أنَّ 1 من كل 4 بالغين أمريكيين يعاني من اضطراب نفسي قابل للتشخيص مثل الاكتئاب، و18% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و54 يعانون من اضطراب القلق. ولا غنى بالطبع عن المساعدة الطبية الاحترافية إذا شعرت أنك تعاني من هذه الأعراض، ولكن يمكن أن تساعدك الحياة البسيطة في تهدئة ذهنك المضطرب.
وتذكر أن الفوضى لا تتعلق فقط بالأشياء التي تمتلكها، بل تشمل أيضاً الأفكار المشوشة التي تؤدي إلى مشاعر مزعجة. جرب تطبيق هذه العادات الذهنية في حياتك اليومية:
1.5. التأمل
فقط 5 دقائق يومياً يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً، حيث يساعدك التأمل على تهدئة ذهنك عندما تركز على تنفسك. جرب التأملات الموجهة على تطبيقات مثل "هيدسبيس" (Headspace) أو التأملات الموجهة المجانية على يوتيوب.
2.5. التركيز على مهمة واحدة
بدلاً من محاولة القيام بعدة مهام في وقت واحد واستنزاف طاقتك، حاول التركيز على مهمة واحدة فقط. هذا يضمن أن تعطي كل مهمة 100% من انتباهك.
3.5. أخذ استراحات
تساعد الاستراحات القصيرة في تجديد الطاقة والتخلص من تشتت التفكير، والحفاظ على مستوى الإنتاجية. أثبتت طريقة "بومودورو" (Pomodoro) أنها تساعد في زيادة الإنتاجية من خلال الاستراحات بين المهام. خصص استراحتك للراحة فقط وحاول جمع شتات أفكارك. ابتعد عن أجهزتك الذكية، تمشَّ قليلاً، اشرب الماء، أو تحدث مع زملائك.
ستبدأ في الشعور بالهدوء والسكينة عندما تحرر نفسك من الفوضى الجسدية والعقلية، وعندها يمكنك التركيز على ما هو هام حقاً. تذكر أنَّ الفوضى من حولنا قد تزيد من مستويات القلق وتعوق قدرتنا على التركيز. يميل دماغ الإنسان إلى النظام، لذا عندما نرى مشاهد مبعثرة، نشعر وكأننا تحت وطأة الضغط.
في الختام
لا تعني عقلية البساطة مجرد إعادة تنظيم منزلك، بل هي أسلوب حياة متكامل يمكِّنك من ملء الفراغات في مختلف جوانب تطورك الشخصي. قد يبدو البدء في هذا التحول وكأنه تحدٍّ مرهق، لكن لا داعي للقلق، حيث يمكنك الاستفادة من المعلومات والأفكار المتوفرة عبر الإنترنت، أو الانضمام إلى مجتمعات فلسفة البساطة والتعلم من الأعضاء كيفية التخلص من الفوضى والعيش ببساطة.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
