العادات هي إحدى تلك الأشياء التي نعلم جميعاً أنَّها موجودة، لكن القليل فقط هم من يفهمون تماماً كيفية عملها، وعندما يفهم عدد قليل فقط شيئاً ما بشكل كامل، تنتشر المعلومات الخاطئة والخرافات بسرعة، ويحدث هذا أحياناً بسبب جهل الناس، وفي أحيان أخرى، يكون السبب في ذلك هو أنَّ الكذب أسهل من إخبار الحقيقة، ومع ذلك، فإنَّ النتائج هي نفسها بصرف النظر عن مصدر المعلومات الخاطئة.

5 خرافات شائعة عن بناء العادات

فيما يلي أهم 5 خرافات كيف يمكن أن تؤثر في جهودك

1. العادة تتشكل في عدد محدد من الأيام

يمكنك العثور على العديد من الأرقام المختلفة عند البحث عن عدد الأيام التي يستغرقها بناء العادة، ويبدو أنَّ 21 يوماً، من قاعدة 21/90 (الحاجة إلى 21 يوم لتكوين عادة، و90 يوم لتحويلها إلى أسلوب حياة)، هي الإجابة الأكثر شيوعاً، إنَّه رقم قد تراه كثيراً، لكن هذا لا يعني أنَّه صحيح.

في عام 2009، أجرى أحد الباحثين دراسة لاختبار المدة التي يستغرقها تكوين العادة، وشملت 96 شخصاً كان عليهم اختيار عادة بسيطة يريدون تكوينها.

أظهرت الدراسة أنَّ الأمر يستغرق ما بين 18-254 يوماً، وفي المتوسط، 66 يوماً لتكوين عادة جديدة؛ 66 يوماً أكثر من الـ 21 يوماً التي يتم ذكرها كثيراً، ويعتمد الوقت اللازم لتكوين العادة على عدد مرات ممارستها، ومدى سهولة ذلك، ومدى استمتاعك بها، ومدى ملاءمتها لأسلوب حياتك، والعديد من العوامل الأخرى. تحلَّ بالصبر ولا تشعر بالإحباط إذا استغرق الأمر أكثر من 21 يوماً أو شهرين لبناء عادة جديدة، فيستغرق الأمر وقتاً، ومن المستحيل تحديد مقداره بالضبط.

2. التركيز على الأهداف لبناء العادات بنجاح

من الخرافات الشائعة أنَّ الأهداف ضرورية للنجاح في أي شيء، فقبل أن تتمكن من البدء، تحتاج إلى أهداف ذكية محددة بوضوح، لكن التركيز على أهدافك لا يعني النجاح، ولا عندما تحاول تكوين عادة.

غالباً ما يركز الهدف على النتيجة، مثل تحسين لياقتك البدنية، أو الحصول على ترقية، أو إطلاق مشروع، ويرتبط الهدف بحدث كبير يحدث عادة مرة واحدة فقط، وينتهي إما بالنجاح أو بالفشل، فهو يحدد الاتجاه الذي تريد الذهاب إليه، ولكن ليس كيفية الوصول إليه.

عندما تحدد هدفاً، غالباً ما تبدأ بقوة كبيرة لتحقيقه في أسرع وقت ممكن، فأنت تعمل بجد، ومع اقترابك من تاريخ الانتهاء المتوقَّع، تدرك أنَّك قد أحرزت تقدماً ولكنَّك ما تزال بعيداً عن المكان الذي توقعته، وقد تشعر بالإحباط وتشعر أنَّك فشلت، هذا هو المكان الذي يفشل فيه معظم الناس عندما يحاولون الوصول إلى أهدافهم وبناء عادات أفضل.

بدلاً من التركيز على الأهداف لبناء العادات الصحيحة، عليك أن تفعل نقيض ذلك، أي التركيز على بناء العادات الصحيحة لتحقيق أهدافك.

3. تفويت يوم واحد يمكن أن يدمر تقدمك

تكتسب عادة عندما تكرر سلوكاً ما مرات كافية، لقد أساء بعض الأشخاص فهم ذلك ويعتقدون أنَّك بحاجة إلى تكرار السلوك مرات كافية على التوالي لتكوين هذه العادة. إذا كنت تعتقد أنَّ تفويت يوم واحد سيدمر تقدمك، فمن المرجح أن تكون هذه هي النتيجة التي ستحصل عليها عند تفويت يوم واحد، لكن ليس يوم الإجازة هو ما يعيدك إلى الوراء، بل الإيمان بأثره السلبي.

من الطبيعي جداً أن تفوت الأيام التي تحاول فيها بناء عادات أفضل، فنحن جميعاً نفعل ذلك، وإذا قبلت ما حدث، ونظرت إلى سبب تفويته، ثم عدت إلى سلوكك الجديد في اليوم التالي، فلن يضر ذلك بتقدمك على الأمد الطويل.

4. النتائج الكبيرة تحتاج إلى تغييرات كبيرة

نحن نميل إلى المبالغة في تعقيد الإنجازات الكبيرة، ونحن ننظر إلى كل ما فعله شخص ناجح لبلوغ أهدافه، ونعتقد أنَّه فعل كل تلك الأشياء من البداية، لكن هذه نادراً ما تكون الحقيقة.

لنفترض أنَّ شخصاً فقد مقداراً معيناً من وزنه، فهو يحسب سعراته الحرارية، ويمشي يومياً، ويذهب إلى صالة الألعاب الرياضية 5 مرات في الأسبوع، ويحصل على قسط كافٍ من النوم، ويتناول جميع المكملات الغذائية الصحيحة؛ الآن قد يبدو أنَّه فعل كل هذه الأشياء لتخفيف الوزن، ومن المؤكد أنَّ جميعها كان لها تأثير، ولكن في كثير من الأحيان، كانت إحدى تلك العادات هي السبب الحقيقي لفقدان الوزن، وتسمى هذه العادة الرئيسة.

العادات الرئيسة هي عادات تسبب تأثيرات مضاعفة طوال حياتك وتشكل عادات أخرى في أعقابها، وربما بدأ الرجل في المثال المذكور آنفاً في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وسرعان ما بدأ ينام أكثر، واتبع نظاماً غذائياً جيداً؛ كل هذا حدث بسبب ذهابه إلى صالة الألعاب الرياضية أولاً.

لا تحتاج إلى إجراء تغييرات كبيرة لتحقيق النتائج، ابدأ بشيء إيجابي بسيط، ثم وسِّع هدفك بالتدريج، وبمرور الوقت، ستحقق نتائج عظيمة.

نتائج جديدة تحتاج تغيرات كبيرة

5. قوة الإرادة كافية

إحدى الخرافات الشائعة عن العادات هي: "إذا كانت لديك إرادة قوية، فسوف تنجح"، فيعتقد أصحاب هذا الاعتقاد أنَّ الفشل في التزام العادات الجديدة يرجع إلى نقص الرغبة أو ضعف الإرادة، ولكن الحقيقة هي أنَّ قوة الإرادة وحدها لا تكفي لبناء عادات مستدامة.

تشبه قوة الإرادة العضلة التي تتعب بالاستخدام المتكرر وتحتاج إلى الراحة؛ لذلك، قد تجد صعوبة في مقاومة الإغراءات في نهاية اليوم لا سيَّما عندما يكون يومك مرهقاً، أو عندما يلحُّ عليك أحدهم بطلباته، فتستسلم في النهاية له.

لتجنب الاعتماد على قوة الإرادة فقط، يجب عليك تصميم بيئتك لجعل الاختيار الصحيح أسهل، فقد تضطر إلى تجنب بعض الأشخاص، أو إعادة ترتيب ديكور منزلك الداخلي، أو إيقاف تشغيل هاتفك، وعندما تزيل الخيارات السيئة، فلن تضطر إلى الاعتماد على قوة الإرادة بعد الآن، ويمكنك البدء في بناء عادات أفضل وحياة أفضل.

في الختام

توجد عدة خرافات تتعلق بالعادات، وبعضها غير ضار، وبعضها الآخر يعوق تقدمك، ولقد دحضنا في هذا المقال 5 خرافات شائعة عن بناء العادات.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025