blog-details

4 تأثيرات سلبية لتعدد المهام

يرى الكثيرون أنَّ تعدُّد المهام مهارة ضرورية؛ إذ نفخر بقدرتنا على القيام بعدة أشياء في الوقت نفسه، لكنَّ قدرة الإنسان على ذلك هي مجرَّد خُرافة، ولقد ظهرَ المصطلح هذا عند ابتكار أجهزة الكمبيوتر للقيام بمهام متعدِّدة في الوقت نفسه، ثمَّ طبَّقناه على السلوك البشري.

لا يستطيع العقل البشري في الحقيقة التفكير إلَّا بفكرة واحدة أو فكرتين في آنٍ واحد، ولا يمكننا أن نفكِّر أو نفعل أكثر من شيء في الوقت نفسه، فقد يعتقد بعضهم أنَّهم ينجحون في ذلك، إلَّا أنَّ الدماغ يبدِّل بين المهام بسرعة كبيرة، فيُخيَّل إلينا أنَّنا نستطيع القيام بشيئَين في الوقت ذاته، بينما يحوِّل العقل التركيز بسرعة من شيء إلى آخر.

ما هي سلبيات تعدد المهام؟

أثبتت الكثير من الأبحاث العلمية أنَّ تعدُّد المهام يقلِّل التركيز والإنتاجية والإبداع، وذلك نتيجة 4 تأثيرات سلبية.

1. هدر قوة العقل عند التبديل بين المهام

حين نبدِّل بين المهام، يجب على العقل أن يضبط نفسه ويُركِّز مجدَّداً لمعرفة أين توقَّفنا، ولكنَّ هذه العملية البسيطة تُضعف طاقتنا الذهنية وتُبطِّئنا في كلِّ مهمَّة، ويُعرَف هذا عادةً باسم "تأثير تكلفة التبديل" (switch cost effect)، ويمكن أن يقلِّل من الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%.

يقول البروفيسور "إيرل ميلر" (Earl Miller): "على الدماغ إعادة ضبط نفسه عند الانتقال من مَهمَّة إلى أخرى، فينخفض الأداء نتيجة لذلك، ونعمل ببطء".

يُشتِّت التحقُّق السريع من الرسائل النصية والإشعارات الانتباه، وقد تستغرق إعادة التركيز مجدَّداً 23 دقيقة، وكشفَتْ دراسة أجرتها شركة "هوليت باكارد" (Hewlett Packard) عن أنَّ الطلاب الذين تلقَّوا رسائل نصية ورسائل بريد إلكتروني، انخفضَ معدَّل ذكائهم بمقدار 10 نقاط مقارنة بالأوقات التي لم يتلقَّوا فيها أية إشعارات أو لم يكن بحوزتهم هواتف، ويُعدُّ هذا انخفاضاً كبيراً في معدَّل الذكاء نتيجة فعل شيء لا يعتبره الكثيرون "مَهمَّة".

2. ارتكاب المزيد من الأخطاء

توقِعكَ محاولة إعادة تكوين أفكارك أو التركيز في كل مرة تبدِّل فيها بين المهام في الأخطاء؛ إذ على العقل التراجع وتصحيح مسار الأفكار عند العودة إلى العمل على مَهمَّة ما، ممَّا يجعلك عرضة لارتكاب الأخطاء؛ لأنَّك لا تفكِّر بعمقٍ في كل مَهمَّة، بل يصبح تفكيرك سطحياً.

يقول البروفيسور "إيرل ميلر": "بدلاً من قضاء الوقت في التفكير العميق، يصبح تفكيرك سطحياً أكثر؛ لأنَّك تقضي الكثير من الوقت في تصحيح الأخطاء".

4 تأثيرات سلبية لتعدد المهام

3. عدم منح العقل مساحة للتفكير الإبداعي

يحتاج العقل مساحة ليفكِّر بإبداع، فيتطلَّب التفكير العميق التحليل والاستبصار، وهذا حين لا نفكِّر بوعي في المشكلات؛ بل يربط العقل الباطن الأفكار الموجودة بطريقة لم نربطها بها من قَبل؛ لهذا السبب تخطر لنا أفضل الأفكار في الاستحمام.

أمَّا عند ممارسة تعدُّد المهام، فإنَّك تضغط على عقلك ولا تمنحه مساحة للتفكير بصورة إبداعية، ممَّا يقوِّض مهارات الإبداع وحل المشكلات على الأمد الطويل.

4. نسيان تفاصيل المهام

عندما تُكمِل مهامك بسرعة، وتحوِّل انتباهك بين عدة أمور، فلن تتذكر تفاصيل المهام التي أكملتها، وهذا ما يسميه الكاتب البريطاني "يوهان هاري" (Johann Hari) "تأثير الذاكرة المتضائل" (Diminished Memory Effect)، فلقد كشفت بعض الدراسات عن أنَّ القدرة على التذكُّر والتعلُّم، تقلُّ نتيجة انخفاض قدرة الذهن على تحويل التجارب إلى ذكريات.

يقول "يوهان": "تشير الأدلَّة إلى أنَّ التبديل الكثير بين المهام يُبطِّئ الأداء، ويُخفِّض الإبداع والقدرة على تذكُّر ما نفعله، ويؤدي إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء".

في الختام

يتشتَّت انتباهنا كل 3 دقائق بوصفها معدَّلاً وسطياً، ويتغيَّر تركيزنا كثيراً خلال اليوم، وبالتالي لا نتمكَّن من العمل بأقصى طاقتنا، ولتجنُّب الآثار السلبية لتعدُّد المهام، من الهام التركيز على كل مَهمَّة على حِدة، ممَّا يعني الابتعاد عن عناصر التشتيت، مثل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية في العمل على المهام الهامة، كما يجب أيضاً أخذ فترات راحة لاستعادة طاقتنا الذهنية، ومن خلال التركيز على مَهمَّة واحدة في كلِّ مرة، نزيد إنتاجيَّتنا ونُنجِز المزيد من المهام في وقت أقل.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025