3 مبادئ لنظريَّة الأمل لتشارلز سنايدر
"القدرة على الأمل هي من أكثر الحقائق فائدةً في الحياة؛ فهي تمنح البشر شعوراً بالهدف وبالطاقة اللازمة للعمل" - الصحفي الأميركي نورمان كوزينز (Norman Cousins).
ماذا تفعل عندما تواجه عقبة ما؟ هل تستسلم بسرعة أم تستمر وتبحث عن طرائق لحلها؟ إن كان في إمكانك عادةً العثور على طريقة أخرى لتحقيق أهدافك، فمن المحتمل أنَّك تملك نظرة متفائلة في حياتك.
وفقاً لأستاذ علم النفس الإيجابي تشارلز ريتشارد سنايدر (Charles Richard Snyder) فإنَّ الأشخاص أصحاب التفكير الطَّموح يحققون الكثير، فهُم يتمتعون بصحة بدنية ونفسية أفضل من الأشخاص الأقل تفاؤلاً.
يتناول هذا المقال نظرية "سنايدر" للأمل، وكيف يمكن أن تساعد هذه النظرية على تحقيق أهدافك، كما يستكشف هذا المقال الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لاتِّباع نهج إيجابي في الظروف الصعبة.
عن النظرية:
كان سنايدر مفتوناً بمفاهيم الأمل والتسامح طوال حياته المهنية؛ إذ نشر ستة كتب عن نظرية الأمل، و 262 مقالاً عن التأثير الذي قد يُحدثه الأمل في جوانب الحياة مثل الصحة والعمل والتعليم والمعنى الشخصي.
تناقش نظرية الأمل وجود ثلاثة أشياء أساسية تشكل التفكير المتفائل:
- الأهداف: أن يركز نهج الحياة اهتمامه في الهدف.
- المسارات: العثور على طرائق مختلفة لتحقيق الأهداف.
- قوة الإرادة: الإيمان بقدرتك على إحداث التغيير وتحقيق هذه الأهداف.
وصف سنايدر أصحاب التفكير المتفائل بأنَّهم أشخاص قادرون على وضع أهداف واضحة، وتخيُّل مسارات متعددة لتطبيق هذه الأهداف، والمثابرة حتى عندما تقف العقبات في طريقهم.
أهمية الأمل:
توجد حقيقة بسيطة في الحياة وهي أنَّه حتى أفضل الخطط قد تفشل، وبغض النظر عن الموهبة أو المهارة اللتين قد تمتلكهما إلَّا أنَّ الأمل هو الحالة الذهنية التي تساعدك على التغلب على التحوُّلات والمنعطفات في حياتك وتدفعك إلى التحرك نحو الأمام في الأوقات العصيبة.
ناهيك عن أنَّ الأمل ليس مجرد شعور بالسعادة؛ بل هو آلية للبقاء على قيد الحياة، ولن نتمكن من النجاح بدونه.
إنَّ قدرتنا على التفكير المتفائل تبدأ بالتطور في مرحلة الطفولة المبكرة، ونبدأ منذ الولادة بربط الأشياء مع بعضها بعضاً حتى نبدأ بفهم العلاقة السببية، أو فكرة أنَّ شيئاً يقود إلى شيء آخر، وهذا هو أساس فكرة "المسارات" الذي يشكل أحد عناصر نظرية الأمل لدى سنايدر.
وعند بلوغنا العام الأول من العمر تحدث "الولادة النفسية"؛ إذ نطوِّر الشعور بالهوية، كما أنَّه الوقت الذي ندرك به أنَّنا قادرون على ابتكار الأشياء وهذا يمثل "قوة التفكير"؛ إذ تعطي المسارات مع قوة التفكير الأدوات التي نحتاج إليها لمتابعة أهدافنا، ووفقاً لبحث سنايدر عام 1999 فإنَّ الأشخاص الذين سجلوا مقياساً مرتفعاً من الأمل كانوا أكثر نجاحاً في تحقيق أهدافهم في المجالات الرياضية والأكاديمية مقارنةً بالأشخاص الآخرين ذوي مقياس الأمل المنخفض، وأكَّد سنايدر أنَّ هذا الارتفاع في مستوى الأمل ساهم في زيادة مستويات احترام الذات والسلامة والعافية.
تطبيق نظرية الأمل:
يمكنك استخدام هذه النظرية لمساعدة الآخرين على الاستفادة من الفرص على وجه أفضل، واستخدام مواهبهم على نحو جيد، وتحقيق المزيد من الإنجاز في الحياة من خلال وضع أهداف طموحة ومتابعتها بنشاط.
في الأقسام التالية سننظر بالتفصيل في كل عنصر من العناصر الثلاثة لنظرية الأمل، ونستكشف الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لمساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم.
الخطوة الأولى: تشجيع التفكير المُوجَّه نحو الأهداف
تمثل الأهداف والتفكير الموجَّه نحو الأهداف أسس نظرية الأمل، ويمكن أن تكون الأهداف قصيرة الأجل أو طويلة الأجل، وقد تكون على شكل عبارات مثل "أريد ترقيةً"، أو قد تكون على شكل تصور ذهني مثل تصوَّر نفسك تضرب كرة الطائرة عالياً بشكل مثالي، أو العزف بمهارة في الجوقة الموسيقية.
وعندما أجرى سنايدر مقابلة عن موضوع بحثه وجد أنَّ الأشخاص قد أبلغوا عن شعورهم بالأمل أكثر من أي وقت مضى، وكانت أهدافهم قابلة للتحقيق حتى عندما احتوت على درجة من عدم اليقين أيضاً.
فكِّر في أهدافك الخاصة؛ هل هي قابلة للتحقيق ولكنَّها صعبة؟ يمكنك استخدام نموذج الأهداف الذكية (SMART) لتعيين أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً، كما يمكنك استخدام برمجة النجاح لتصور ما الذي ترغب في تحقيقه في حياتك، وتخيُّل المستقبل الناجح.
وإن كنت تؤدي دوراً قيادياً، فعليك تشجيع فريقك على تحديد أهداف خاصة باستخدام الأساليب المذكورة آنفاً، أو اعمل بالتعاون معهم على كتابة بيان مهمة شخصية يحدد ما يجب أن يحققوه.
الخطوة الثانية: البحث عن سبل للإنجاز
يشير "التفكير في المسارات" إلى اعتقادك بإمكانية العثور على طريقة عملية لتحقيق أهدافك، وكلما كنت أكثر إبداعاً وتصميماً بشأن إيجاد المسارات، كان من المرجح أكثر أن تكون متفائلاً، وإن حصل أمر ما خارج إرادتك خلال ذلك المسار، فستجد مساراً ثانياً.
انظر إلى الهدف الذي ترغب في العمل عليه أولاً، ما الذي يتطلبه تحويل هذه الرؤية إلى واقع؟ اكتب قائمة بالخطوات التي تحتاج إلى اتِّخاذها لتحقِّق ذلك.
حدِّد الآن أيَّة حواجز أو تعقيدات أو مخاطر قد تظهر على هذا المسار، وضع خطة طوارئ لأكثرها احتمالاً.
الخطوة الثالثة: المبادرة للتغيير
"قوة الإرادة" هي إيمانك المستمر بأنَّ المسارات التي حددتها ستؤدي في النهاية إلى تحقيق هدفك المنشود إن واصلت السير بثبات عبرها.
إنَّ التفكير بهذه الطريقة هام بشكل خاص عندما يصبح المسار الذي تنتقل إليه مسدوداً؛ إذ يمنحك هذا التفكير المرونة والاستعداد للانتقال إلى مسار آخر أكثر نجاحاً.
في كثير من الأحيان يكون أكبر عائق أمام تحقيق الهدف هو ضيق الوقت؛ لذا خصِّص بعض الوقت لاكتساب بعض العادات الجيدة التي تسمح لك بالمضي قدماً، على سبيل المثال قد تحتاج إلى الاستيقاظ مبكراً للحصول على وقت للدراسة في دورة تعلُّم عن بعد، أو يمكنك التوقف عن مشاهدة التلفاز لتوفير بعض الوقت الإضافي للَّياقة البدنية مثلاً، فامنح أهم أهدافك الوقت الذي تحتاج إليه من خلال إيجاد فسحةٍ محددة لهذه الأهداف في جدولك الزمني.
إن كنتَ تشعر بأنَّ تحفيزك الذاتي يتراجع، فأَنشِئ "خريطة" أو لوحة بصرية لتكون بمنزلة تذكير دائمٍ مُحفِّز لك على المضي قدماً.
وعليك أن تعلم أنَّ الأهداف طويلة الأجل تتطلب قدراً أكبر من المثابرة، فتعرَّف إلى كيفية تطوير التركيز لمدة طويلة لكي تتمكن من البقاء متحمساً حتى عندما لا تكون كذلك، وتحلَّ بقوة التحمُّل من خلال بعض الاستراتيجيات مثل: العبارات التشجيعية والتخيُّل والتفكير الإيجابي.
امنح أعضاء فريقك الاستقلالية لتقرير كيفية متابعة أهدافهم، والتأكُّد من وجود موارد لدعمهم، ثم حقِّق بعض المكاسب السريعة لنفسك ولأعضاء فريقك من أجل بناء الثقة.
کن على إطلاع بأحدث المتسجدات
