يرن المنبه مع شروق الشمس وتقفز من سريرك لتستحم وترتدي ملابسك، ثم تحتسي كوباً من القهوة المفضلة لديك وتنطلق إلى العمل بكل نشاط وحيوية.

هل يبدو هذا مألوفاً؟ ربما لا، لكن لا تقلق فأنت لست وحدك؛ إذ يوجد العديد من الأشخاص المتفانين الذين يجدون صعوبة في النهوض والذهاب إلى العمل صباحاً.

تُظهِر الأبحاث أنَّ البيولوجيا الخاصة بكل شخص تحدِّد ما إذا كان هذا الشخص ينشط في الصباح أم في المساء؛ إذ يستيقظ الأول مبكراً وينام في وقت مبكر، أما الثاني يصل إلى ذروة نشاطه في وقت متأخر من اليوم؛ وهذا ما يُسمى "السمة الزمنية".

لا يمكنك القيام بالكثير من الأمور لتغيير سمتك الزمنية، لكن يمكنك التحكم بها، وسوف نستكشف في هذا المقال الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتجهيز نفسك لليوم في حال كنتَ من النوع الثاني الذي ينشط في المساء.

الاهتمام بالفترات الصباحية:

ملاحظة: هذا المقال لا يتعلق بأولئك الأشخاص الذين لا يحبون فترة الصباح، ولن يعوضك عن قلة النوم، إلَّا أنَّه يقدم نصائح عملية لأولئك الذين يعملون بجدٍ ويحاولون تحقيق الإنتاجية المطلوبة، ولكنَّهم يعانون من حالتهم البيولوجية التي تمنعهم عن الشعور بنشاط وحيوية في الصباح الباكر.

تتمثل واحدة من أكثر الطرائق فعالية لبدء يومك في وضع برنامج عمل يومي؛ إذ يمكن أن تساعدك العادات الصباحية الإيجابية على تقليل التوتر غير المبرر الذي قد يزعجك قبل أن تبدأ عملك.

فيما يلي بعض الأفكار لمساعدتك على اتِّخاذ إجراءات يومية من شأنها أن تحوِّل صباحك الخامل إلى صباح حافل بالنشاط والحيوية.

نصيحة: من المرجَّح أن تعتمد عملية وضع برنامجك المثالي على التجربة وأن تُرتكَب بعض الأخطاء في البداية، وقد لا تسفر عن نفس النتائج كل يوم؛ لذا كن صبوراً وابحث عن طرائق لتحسينها وصقلها.

اتِّخاذ خطوات قبل العمل:

من المحتمل أن تملك قدراً أكبر من التحكم بوقتك في ساعات ما قبل العمل، وهذا الوقت سوف يمنحك أفضل فرصة لإجراء تغييرات إيجابية وبدء يومك على نحو صحيح.

  • تحضير كل شيء مُسبقاً: فالتحضير المسبق يوفر الوقت ويزيل الضغط الناتج عن اتِّخاذ الخيارات في الصباح، وهذا الأمر هام تحديداً للآباء العاملين الذين يتعيَّن عليهم إعداد أطفالهم للمدرسة في الصباح؛ لذا حاول اختيار ملابسك وتحضير طعام الغداء وإعداد حقيبتك أو محفظتك في الليلة السابقة، فهذا يمكن أن يقلل الوقت الذي تستغرقه للاستعداد أو البحث باهتياج عن الأشياء التي تحتاج إليها.
  • الاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم: يؤدي هذا إلى اعتياد جسدك على نظام معيَّن، وإذا استيقظت مبكراً بما يكفي للاستعداد بوتيرة مريحة، فسيكون هذا أفضل.
  • تناول الفطور: نحتاج جميعاً إلى الطاقة لكي نمضي قدماً في يومنا، وإن لم تكُن "شخصاً صباحياً"، فقد تحتاج إلى المزيد من هذه الطاقة؛ لذا عليك تناول وجبات إفطار صحية وبسيطة يمكنك إعدادها بسرعة، أو اختر طعاماً صحياً يمكنك تناوله في أثناء تنقلك في وسائط النقل.
  • الاستماع إلى شيء ما: قد يكون التنقل مملاً، ولكنَّه يوفر فرصة جيدة لتحفيز عقلك في الصباح؛ إذ من المرجح أن يجعلك الصمت تشعر بالنعاس؛ لذا استمع إلى موسيقى مُنشطة أو إلى الإذاعة المفضلة لديك أو إلى الأخبار.
  • استنشاق بعض الهواء النقي: لا تقلق فأنت لست بحاجة إلى الذهاب في نزهة طويلة؛ بل يمكنك قضاء خمس دقائق في الخارج أو النزول من الحافلة في محطة أبعد والمشي حتى المحطة التي كنت تقصدها أساساً؛ فهذا مفيد لعقلك وجسدك.

وضع برنامج عمل يومي:

توجد طريقة واحدة يمكن أن يستخدمها الأشخاص الذين ينشطون في المساء لمساعدتهم خلال يوم العمل؛ وتتمثل في مطابقة برنامج عملهم مع السمة الزمنية الخاصة بهم.

تحدد العديد من منظمات الأعمال ساعات عمل مبكرة تلائم الأشخاص الصباحيين، لكن توجد طرائق للتكيُّف حتى في أكثر البيئات إزعاجاً؛ على سبيل المثال يمكنك:

  • تهيئة نفسك لبدء العمل: حاول الوصول إلى عملك قبل عشر دقائق؛ الأمر الذي يهيِّئك نفسياً إلى الاستعداد إلى بدء العمل قبل مطالبتك بالاندماج مع زملاء العمل أو العملاء.
  • صنع شيء ما: سواء كان ذلك قائمة مهام أم تحضير مشروب ساخن؛ إذ يمكنك بدء يومك من خلال صنع شيء ما من نقطة الصفر لمساعدتك على الحصول على أدوات إبداعية في ذهنك.

وأخيراً عندما تصل إلى أعلى مستويات الطاقة لديك، حافِظ على إنتاجيتك من خلال إكمال المهام الأصغر، وربما يمكنك حجز مواعيد الاجتماعات أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو إنجاز عملية إشراف هامة.

أجِّل المهام الأكبر أو الأكثر أهمية إلى الوقت الذي تكون فيه في أعلى مستوياتك من الطاقة.

نصيحة:

كل شخص مختلف عن الآخرين، وما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لغيره؛ لذا عليك التجريب واختيار ما يناسبك.

  • تدوين الملاحظات في أثناء الاجتماعات: قد تكون اجتماعات الصباح صعبة إن لم تكُن يقظاً بعد؛ لذا يمكنك تدوين بعض الملاحظات لمساعدتك على التركيز، وكذلك يمكنك طلب تسجيل المكالمات الجماعية للعودة إليها في حال نسيان بعض التفاصيل.
  • التخطيط للمهام والأنشطة الاعتيادية: إنَّ التحضير للمهام أو حتى أتمتتها يمكن أن يجعل الصباح أسهل، فإن توجَّب عليك إعداد تقرير صباح كل يوم اثنين، فعليك الاستعداد لذلك مقدماً، أو استخدام جداول البيانات الإلكترونية لتبسيط العملية.
  • استكشاف البدائل: يسير العمل في بعض المنظمات وفق طريقة معينة لا لسبب سوى اعتيادها ذلك، وبالنسبة إلى مهام الصباح الباكر فكِّر في إمكانية تغيير وقت إجرائها إلى وقت لاحق خلال اليوم، ويمكنك النقاش مع مديرك حول إمكانية تأخير بعض الأمور حتى وقت آخر من اليوم دون تعطيل الأنشطة الأخرى، لكن تأكَّد من عدم التأثير في جداول الآخرين من أجل جدولك الخاص.
  • التواصل مع أعضاء الفريق: إنَّ التواصل مع زملاء العمل هو وسيلة رائعة لتحسين طاقتك ومنح نفسك دفعة إلى الأمام، فقد يكون بعضهم أشخاصاً صباحيين.

وإن كنتَ محظوظاً بما يكفي لوضع جدولك الخاص، فقد تكون ممَّن يعمل لحسابه الخاص، أو أنَّ منظمتك تنتهج نظام العمل المرن؛ مما يمكِّنك من استخدام هذه الأوقات المبكرة للعمل على تطويرك المهني أو إجراء أبحاث حول التوجهات السائدة لمجال عملك.

هذه كلها مهام ذات قيمة ولكنَّها أقل استهلاكاً لطاقتك ووقتك، كما أنَّها مهام صباحية مثالية إن كنتَ من الأشخاص الذي ينشطون في المساء.

كما قد يكون من المفيد أن تخبر زملاءَك ومديرك بأنَّك لست شخصاً صباحياً؛ وهذا بسبب طبيعتك البيولوجية، فقد يستجيبون إلى ذلك من خلال جدولة المهام أو الاجتماعات معك في وقت متأخر من اليوم.

نصيحة:

كن حذراً من استخدام سمة الوقت الخاصة بك كذريعة للتقاعس عن العمل، فمن الهام أن تحترم إيقاعك الطبيعي، لكن تذكَّر أنَّك تتحمل مسؤولية العمل ويجب أن تفي بمتطلبات عملك على أكمل وجه.

کن على إطلاع بأحدث المتسجدات

اشترك واحصل على أخر المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى.
to-top
footer1

is

illaf-train

Business.©2025